السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

البيطار 11 يوما في الرئاسة

نشر بتاريخ: 20/04/2017 ( آخر تحديث: 20/04/2017 الساعة: 13:11 )
البيطار 11 يوما في الرئاسة
الخليل - معا - فوجئ المراجعون لبلدية الخليل، بالتغييرات الجذرية التي حدثت منذ 11 يوماً، حيث اختفى رجال الحماية الخاصة الذين كانوا يتواجدون أمام مكتب رئيس بلدية الخليل، وشرعت الأبواب امامهم للحديث المباشر مع رئيس البلدية المؤقت المهندس نادر البيطار، ولم يكتف من حل اشكاليات الشوارع المفتوحة ولم يستكمل العمل بها، بل سيطلق خلال الفترة القادمة مشروع التسوية بهدف الحفاظ على حقوق المواطنين وحل النزاعات والخلافات التاريخية بينهم.
دخلنا الى مكتبه، وجلسنا في الدور بانتظار إجراء مقابلة مع الرئيس البيطار، نحو نصف ساعة مرت، ونحن بالانتظار، وكلما حاول ان يحدثنا، كان يتقدم مواطن ويطلب حلا لمشكلته، وسرعان ما يستجيب لطلب المواطن.. وأخيراً تمكنا من الجلوس معه.
وفي البداية سألناه عن موظفي البلدية، ولماذا لا يقومون بالاستجابة لطلبات الجمهور، عوضاً عن توجههم المباشر الى الرئيس؟

فتبسم البيطار، وقال:" موظفي البلدية متواجدون على مكاتبهم والعمل يسير بشكل جيد، لكن حدثت أزمة ثقة بين الجمهور وبين البلدية، وانا احاول جاهداً على اعادة الثقة بين المجلس البلدي من جهة والجمهور من جهة أخرى، لذلك ترى الابواب مفتوحه، وبامكان اي مواطن الدخول الى مكتبي دون استئذان او انتظار، علنا نتمكن من مساعدته وكسب ثقته بنا".
وتابع قائلاً:" أنا اعمل في التجارة منذ عشرين عاماً، والتجارة تتطلب مني، اللقاء المباشر مع الناس، وهذا يولد الثقة بيني وبينهم، ومن خلال هذه الثثقة والعلاقة الايجابية نستطيع الوصول الى بر الأمان، وتقديم خدمة أفضل للناس، ولكل رئيس نظريته بالادارة، وكل المعاملات التي حضرت وتحضر، يتم تحويلها الى الموظفين، وأي مواطن يذهب لأي مؤسسة يرغب بأن يقابل رئيس او مدير هذه المؤسسة لحل مشكلته او التسريع في اجراءات معاملاته، وسينعكس هذا بشكل ايجابي على العمل، ويعزز من الشفافية، وتختفي معها البيروقراطية الزائدة في العمل، فباب الرئيس مفتوح أمام الجميع".
وقال رئيس البلدية:" الموظف على رأس عمله وله صلاحياته، فأنا اعتمد سياسة اللامركزية، وقد اعطيت الصلاحية لرؤساء الاقسام، ورئيس البلدية له صلاحيات وكذلك للمجلس البلدي له صلاحيات والكل يمارس هذه الصلاحيات، بهدف اعادة مأسسة البلدية، ويحصل المواطن على خدمته من الموظف وان كان هناك اي تقصير يتوجه بشكل مباشر لرئيس القسم، وان لم يحصل على خدمته فباب رئيس البلدية مفتوح امامه لخدمته، وان كانت هذه الخدمة بحاجة الى قرار من المجلس البلدي يتم تحويلها اليه، وحلها خلال الجلسة الاسبوعية، وهذه هي التكاملية في العمل، بهدف الوصول الى رضى المواطن عن أداء بلديته".

منذ وصول المجلس البلدي الحالي، في الانتخابات التي جرت في العام 2012، شرع المجلس برئيسه السابق بفتح العديد من الشوراع بهدف تحسين حركة المرور خاصة في ظل تزايد أعداد المواطنين -نحو 250 الف نسمة عدد سكان الخليل- وكذلك زيادة اعداد المركبات، وهذه الزيادة الطبيعية خلقت ازمات مرورية، فعمل الرئيس السابق على فتح شوارع، لكن لم يُكتب لهذه الشوارع ان تُستكمل. لكن بعد وصول المهندس نادر البيطار الى رئاسة البلدية، تمكن وبمساعدة المجتمع المحلي من إزالة العوائق التي تعترض استكمال هذه الشوارع، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، شارع التربية والتعليم، وقال البعض بأن هذه الفترة التي تسبق الانتخابات المحلية -13/5/2017- تعتبر فترة ركود، وهناك من قال :"يا رايح كثر الملايح"، لكن ماذا يقول رئيس البلدية في هذا؟
وفي هذا السياق يقول المهندس البيطار:" نحن قريبون على شهر رمضان المبارك، فكل عام والجميع بألف خير، والمدينة تعاني من أزمات مرورية كبيرة، وانطلقنا بعد نضوج العديد من الامور، والقسم الهندسي في البلدية لديه الكثير من الخطط القابلة للتطبيق على ارض الواقع، فقررنا انجاز جميع المقاطع والعمل الذي بدأ به، واستثمار هذه الفترة التي نقود فيها دفة بلدية الخليل، والبلدية يجب ان تستمر في تقديم الخدمات للمواطنين وبشكل افضل، والحمد لله وفقنا في حل العديد من الاشكاليات التي كانت عالقة مع الناس، وتزامن حل هذه الاشكاليات من خلال مبادرتنا في حل مقطع شاره التربية، ومن ثم بدأت الناس بالمبادرة لحل الشكاليات العالقة، ونشكر الناس والمجتمع المحلي على مبادراتهم لمساعدة البلدية في النهوض بواقع المدينة والرقي بها، ونتمنى ان تحل كافة الامور العالقة بأسرع وقت ممكن، وكل هذا بهدف خدمة المواطنين".
وتطرق رئيس البلدية البيطار، الى الخطة المرورية التي اتبعهتا البلدية بهدف تخفيف الأزمات المرورية وسط المدينة وتنظيفها وانسياب الحركة فيها بشكل دائم، من خلال توفير مواقف الدفع المسبق، الأمر الذي زاد من حركة التجارة وسط الخليل، حيث بات بالامكان الوصول الى المحلات والاسواق من قبل المتسوقين بشكل أسرع وأكثر سهولة من ذي قبل. كما ان هذه المواقف والتي سيتم تعميمها على بقية الشوارع في الخليل خلال الفترة القادمة بحسب البيطار، ستحد من الأزمات المرورية.
وفي المقابل، أشار البيطار، الى ان البلدية ستعمل على ايجاد مواقف للمركبات الخاصة، وتشجع الناس على بناء مواقف متعددة الطوابق لاستخدامها كمواقف مدفوعة الثمن، ولفت الانظار الى التفكير الجديد في عملية البناء حيث بدأ بعض المستثمرون في تخصيص الطوابق العليا من البنايات كواقف للمركبات، ومنها مجمع "هيبرون سنتر2" والذي خصص طابقين من مساحة المجمع كمواقف للمركبات.

قد يظن البعض أن عمل البلدية هو توفير المياه والطرق والكهرباء والبنية التحتية، لكن هناك الكثير من الامور الواجب على البلدية القيام بها. ويرى البيطار ان من اهم الامور التي ستقوم بها بلدية الخليل خلال الفترة القادمة، هي تسوية الاراضي، بهدف حماية حقوق الناس والحفاظ عليها، وحل الكثير من الاشكاليات العالقة في الملكية، وانهاء معاناة الناس في تسجيل أراضيهم وممتلكاتهم العقارية.
وقال المهندس البيطار:" في ذات الوقت الذي قمنا فيه بالعمل على فتح الشوارع وتنظيم المدينة، وسيتم خلال الاسبوع القادم إطلاق أهم مشروع تقوم فيه البلدية، وهو مشروع تسوية أراضي الخليل، حيث سنبدأ من المنطقة الجنوبية في المدينة ومن ثم سيستمر العمل في بقية أرجاء المدينة، ونأمل من خلال هذه المشروع حفظ حقوق الناس، والتخفيف من معاناتهم في تسجيل املاكهم وعقاراتهم واراضيهم".
وتابع قائلاً:" تم توفير مكان لعمل موظفي التسوية، وهو في الصالة الرياضية لبلدية الخليل، وهو مكان يسهل الوصول اليه اضافة الى وجود موقف للمركبات، وقمنا في البلدية بأخذ جميع ملاحظات ومخططات التسوية، وباشرنا العمل في تجهيز المكاتب لهم، وخلال اسبوعين، إن شاء الله سيشرع العمل في التسوية، وبذلك سننهي النزاعات والخلافات التاريخية بين المواطنين، ونحفظ حقوقهم".
كما تحدث عن تسخير البلدية كل امكانيتها أمام الفعاليات والنشطات المحلية والاقليمية والدولية التي أقيمت وتقام خلال شهر نيسان وأياء المقبل، ومنها مؤتمر الشركات العائلية الذي عقد في المركز الكوري الفلسطيني التابع لبلدية الخليل، وكذلك معرض الصناعات الانشائية والذي سيقام في مجمع اسعاد الطفولة التابع لبلدية الخليل وملاعب مدرسة الحسين بن علي، وكذلك رعاية مهرجان الكمنجاتي "رحلة روح"، اضافة الى تسهيل معرض الصناعات الأردنية، وكذلك مؤتمر القدس الدولي، والاسبوع الاولومبي ومؤتمر الاوقاف.
وقال:" الحمد لله، نحن كبلدية نعمل قدر الامكان، على التأكيد على ان مدينة الخليل هي مدينة أبي الضيفان، وترحب بكل الفعاليات والنشاطات التي تقام فوق أرض هذه المدينة المباركة، وسنعمل على تسخير كافة امكانياتنا لانجاح هذه النشاطات، كما اننا ماضون في العمل على تسجيل المدينة على لائحة اليونسكو ضمن المدن التاريخية، العمل في الخليل كثير ونحن نعمل بمثابرة بهدف إرضاء المواطن".
العمل الذي يقوم به المهندس البيطار، قبيل اجراء الانتخابات المحلية، سيضع القادمون للمجلس أمام تحديات كثيرة وكبيرة. وقال رئيس البلدية في هذا السياق:" انا كمواطن ارغب في الحصول على كافة الخدمات من البلدية وان تقوم بما هو ملقى على كاهلها من ابعاء، الخليل مدينة كبيرة وبحاجة للتطور والازدهار، وعلى المنتخبين للمجلس البلدي القادم، ان يعملوا بجد ومثابرة وتلبية كافة احتياجات المواطنين من ناحية والعمل على تطويرها لتواكب التطورات العالمية".
وطالب البيطار في نهاية حديثه، المواطنين بالتوجه الى البلدية وتسوية اوضاعهم وانهاء ما هو عالق منذ سنوات، مؤكداً ان البلدية وموظفيها سيعملون على حل كافة الاشكاليات وتذليل العقبات، مشيراً الى ان البلدية لن تستطيع ان تستمر في تقديم خدماتها دون مساعدة المواطن وخاصة من الناحية المالية.