الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس تحولت من حركة دينية الى حركة وطنية سياسية

نشر بتاريخ: 08/05/2017 ( آخر تحديث: 08/05/2017 الساعة: 16:00 )

الكاتب: د. علي الاعور

تحول في الفكر والاستراتيجية
حماس تحولت من حركة دينية الى حركة وطنية سياسية
عندما سادت المرحلة الكولونيالية –المرحلة الاستعمارية - معظم دول العالم الثالث وتشكلت حركات وفصائل المقاومة الوطنية سواء كانت في الهند بقيادة غاندي او في جنوب افريقيا بزعامة مانديلا او في امريكا اللاتينية او في الوطن العربي وخاصة في الجزائر ، كانت تدرك تلك الحركات الوطنية انها سوف تصل في نهاية المطاف الى مفاوضات وعقد اتفاقيات مصالحة او هدنة مع دول الاحتلال او الأنظمة الديكتاتورية العنصرية .
وبالنسبة الى الحركة الوطنية الفلسطينية والتي تأسست في عام 1965 وفي مقدمتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" كان برنامجها الوطني واستراتيجيتها في النضال تختلف عما وصلت اليه اليوم وبعد ذلك تبعتها كل فصائل المقاومة الفلسطينية .
اما حركة المقاومة الإسلامية " حماس" فقد ارتبطت ارتباطا وثيقا في دستورها الذي كتب عام 1988 بحركة الاخوان المسلمين وأعلنت انها جزء لا يتجزأ من جماعة الاخوان المسلمين ، واما التغيرات المحلية والإقليمية والدولية أعلنت حماس عن وثيقة جديدة تمثل فكرها واستراتيجيتها في المرحلة القادمة واهم ما جاء في وثيقة حماس نقطتين مهمتين .
النقطة الأولى : أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس وبكل وضوح انها تقبل بدولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وهذا يعني اعتراف ضمني بدولة إسرائيل .
النقطة الثانية : أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس انها في حل وأعلنت براءتها من جماعة الاخوان المسلمين وهذا يعني انها تحولت من حركة دينية الى حركة وطنية سياسية.
وهنا على جميع مكونات المجتمع الفلسطيني بكافة فصائله وفي مقدمتها حركة فتح ان تعي تماما ما هي النتائج المترتبة على اعلان حماس عن وثيقتها الجديدة والتي تعني تحولا جذريا في الفكر والاستراتيجية ؟ بمعنى اخر ماذا يعني هذا التحول الى حركة حماس في المرحلة القادمة؟
لا يهمني ماذا قدم الاعلام الفلسطيني حول هذا الوثيقة من تناقضات في فكر حماس لان الجميع واقصد كل فصائل المقاومة الفلسطينية سارت منذ زمن بعيد على نفس برنامج ووثيقة حماس الجديدة ولكن المهم ماذا سجلت حماس لكي تسوق نفسها وتفرض نفسها على الساحة الإقليمية والدولية؟
أولا بالنسبة لإسرائيل: أصبحت حماس بالنسبة لإسرائيل مقبولة كطرف فلسطيني في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأصبحت حماس مثلها مثل بقية فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى وفي مقدمتها حركة فتح على أساس " لا فضل لاحد على احد الا بالاعتراف بدولة إسرائيل ووجودها في المنطقة العربية وهذا اصبح متوفرا كشرط أساس مع حركة حماس للجلوس معها على طاولة المفاوضات"
بالنسبة الى الولايات المتحدة الامريكية واليهود في أمريكا وأوروبا: أعلنت حركة حماس انها ليست في مشكلة مع اليهود او الديانة اليهودية بل انها في صراع مع دولة إسرائيل والمشروع الصهيوني وهذا يعني تاييد حركة حماس من قبل يهود أمريكا والضغط على السياسة الخارجية الامريكية بان حماس أصبحت حركة وطنية سياسية وليست حركة دينية بعد تخليه عن جماعة الاخوان المسلمين وانها في حالة سلام مع يهود العالم.
وهنا لا بد من الإشارة الى نقطة مهمة جدا الى جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وخاصة حركة فتح ان حماس أصبحت مقبولة إسرائيليا وامريكيا وفي أوروبا وهذا يعني ان أي انتخابات جديدة سواء كانت تشريعية او رئاسية فان حماس أصبحت مقبولة وسوف يتم التفاوض معها حتى وان نجحت في الانتخابات الفلسطينية وهذا يعني ان على جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ان تعود الى القاعدة وان تبدا من اليوم ان لم تكن قد بدأت وتعيد حساباتها من جديد وان تتوجه الى جميع مكونات المجتمع الفلسطيني وجميع شرائح المجتمع الفلسطيني للتواصل معه وكسب مزيد من التأييد والدعم من الشعب الفلسطيني في الانتخابات القادمة لمواجهة حماس لأنه لم يعد هناك من هو يحمل فكر ديني او فكر وطني فالجميع ومعهم حماس يحمل فكر وطني سياسي .
وأخيرا لن ننسى أصدقاء حماس وحلفاء حماس في المنطقة الإقليمية كيف يراهنون الان على ان حماس سوف تصبح حزب إسلامي وطني على غرار حزب العدالة والتنمية في المغرب او حزب العدالة والتنمية في تركيا وهذا يعني ان حماس تحولت من حركة دينية الى حركة وطنية سياسية وسوف يتم دعمها في المحافل الدولية والولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الأوروبي.