الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

خضوري تحتفل بتخريج فوجها العاشر والفوج 82 من طلبة خضوري التاريخية

نشر بتاريخ: 25/05/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
خضوري تحتفل بتخريج فوجها العاشر والفوج 82 من طلبة خضوري التاريخية
طولكرم -معا - نظمت جامعة فلسطين التقنية خضوري في طولكرم، اليوم ، وتحت رعاية رئيس الوزراء أ.د. رامي حمد الله، حفلاً لتخريج الفوج الثاني والثمانين من طلبة خضوري التاريخية والفوج العاشر من طلبه الجامعة، وخريجي الفصل الصيفي وتحت مسمى فوج" العالم الفلسطيني أ.د. علي نايفة"، والذي يأتي تكريماً للعلم والعلماء ووفاءً لمسيرتهم في خدمة العلم والإنسانية، وتأكيداً على أهمية العلم في البناء والتنمية كثروة قومية وطنية في ظل ما يعانيه المجتمع الفلسطيني من انتهاكات وتجهيل من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

واحتفلت الجامعة بتخريج ما يزيد عن ألف ومائة طالباً وطالبة من حملة درجة البكالوريوس من كليات الهندسة والتكنولوجيا، وكلية العلوم والآداب، وكلية الأعمال والاقتصاد وكلية العلوم والتكنولوجيا الزراعية وكلية مجتمع فلسطين التقنية، وبرنامج التأهيل التربوي.

وأقيم الحفل بمشاركة ممثل رئيس الوزراء راعي الحفل وممثل محافظ محافظة طولكرم مصطفى طقاطقة، ووكيل وزير التربية والتعليم العالي الدكتور بصري صالح ممثلاً لوزير التربية والتعليم العالي، ورئيس جامعة فلسطين التقنية "خضوري" الأستاذ الدكتور مروان عورتاني ، وضيف الشرف الأستاذ الدكتور عدنان نايفة شقيق الراحل العالم أ.د. علي نايفة، وأسرة الجامعة الأكاديمية والإدارية، وقيادة المنطقة، والأجهزة الأمنية، وإقليم حركة فتح، وفصائل العمل الوطني، وممثلو المؤسسات الرسمية والأهلية وفعاليات المحافظة، وعائلات الخريجين، والطلبة الخريجون.

وفي كلمة رئيس جامعة خضوري، أوضح أ.د. مروان عورتاني أن تسمية فوج الجامعة العاشر بفوج العالم الكرمي علي نايفة جاءت تعبيرا عن تقدير أسرة الجامعة والمجتمع الكرمي والفلسطيني للمسيرة العلمية الزاخرة وللمكانة الدولية الرفيعة وغير المسبوقة التي تبوأها الدكتور على نايفة رحمه الله في مجال البحوث الهندسية المتقدمة والتي كان لها أثراً وازناً في العديد من حقول المعرفة .


وبين أ.د عورتاني أن الراحل علي نايفة جسد عبر مسيرة حياته نموذجاً ملهما للإبداع والإنجاز الاستثنائي والذي لم يكن ليتحقق إلا بجهد موصول وبعزيمة لا تلين وهو يغذ الخطى نحو الأعالي مستنيرا بجذوة أمل متقد لازمة منذ طفولته.

وأوضح أ.د.عورتاني أن تخريج هذا الفوج يأتي في الوقت الذي يخوض فيه أسرانا البواسل نضالا بطوليا من خلال إضراب الحرية والكرامة، موجها باسم أسرة الجامعة وباسمكم أيها الخريجين تحيه إكبار وإجلال لهؤلاء الأبطال ونطالب الكل الفلسطيني والمجتمع الدولي بمناصرتهم ودعم مطالبهم العادلة.

وحول قرار مجلس الوزراء بدمج الكليات التقنية الحكومية في خضوري بما فيها كليتي العروب ورام الله التقنية قال د. عورتاني: ستغدو هذه الكليات جزء أصيلا من كيان الجامعة ، لتكون رافعة وطنية للتعليم التقني والتكنولوجي الحكومي.

واصفاً هذا القرار بالإجراء البنيوي الذي يحقق الترابط والتكامل بين مكونات منظومة التعليم التقني ويعظم من كيان الجامعة ويعزز من قدرتها على أداء رسالتها على المستوى الوطني، مؤكداً أن خضوري ستبذل كل جهد مستطاع من أجل إنجاح هذا المسعى النبيل وجعله أنموذجاً وطنياً يحتذى.  

وخاطب أ.د. عورتاني الخريجين بالقول: لقد ترعرعتم في أزمان تشهد انفجارا معرفياً فلكياً تنتج فيه البشرية في دقائق معدودة أضعاف ما أنتجته البشرية منذ بدء الحياة على هذا الكوكب وهو ما يحتم عليكم أن تبقوا عقولكم منفتحة مشرعة مقبلة على التعلم والتجدد قادرة على التعلم الذاتي المستمر واعادة التعلم في كل آن.

وأكد على أهمية المرونة الذهنية والتكيف المعرفي والريادة والمبادرة والقدرة على التعاطي مع بيئة عمل متجددة ، لدورها الحيوي في تعزيز قدرة الشباب على الإبحار والنجاح في عالم ما فتئ يزداد تعقيدا وترابطا وتزاحما وتسارعا.

وكشف أ.د. عورتاني إن الجامعة بذلت جهدا موصولا لجعل الجامعة حاضنة للمواطنة الفاعلة المستنيرة وموئلا للفكر والفعل الإبداعي والريادي، وأنها عملت على إثراء الحياة الجامعية وجعلها أكثر إدماجا وأكثر فيضاً وتحفيزاً وازدهارا من خلال العديد من النوافذ الدولية والشراكات المجتمعية والمساحات والفعاليات الفكرية والعلمية والإبداعية والريادية.

واختتم قوله: صنعت الجامعات تاريخ دول، وغيرت معالم الحياة على كوكبنا، لنجعل من جامعتنا الحبيبة الفتية مسرعا للإنعتاق والحرية، ورافعة لبناء الدولة وشريكا في إبداع وابتكار وصياغة مستقبل مشرق لشعبنا العظيم.

من جانبه، استهل طقاطقة حديثه بالتأكيد على التضامن مع الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية " إضراب الكرامة والحرية" لليوم التاسع والثلاثين على التوالي، سائلاً المولى أن يعيدهم إلى ذويهم وعائلاتهم سالمين أحراراً ومحررين.

ونقل طقاطقة بدوره تحيات السيد الرئيس محمود عباس " أبو مازن" ومباركته تخريج الفوج العاشر من طلبة جامعة خضوري " فوج العالم علي نايفه"، مهنئاً بهذا التفوق والتميز الذي عودتنا عليه جامعة الدولة، خضوري العطاء والتاريخ، والإبداع والعلم،مشيراً إلى الظروف الصعبة والمعقدة بسبب ما يقترفه الاحتلالُ وحكومَتَهُ العنصرية من جرائم يوميةٍ من خلال الاقتحامات ومصادرة الأراضي وبناء المزيد من المستوطنات، والاعتداء على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية ضاربين عرض الحائط جميع المواثيق والأعراف الدولية، وقوانين حقوق الإنسان، وخيرُ دليلٍ على ذلك جريمة الاحتلال بحق أسرانا الصامدين خلف القضبان.

وأكّد طقاطقة على الصمود والثبات، والإصرار على بناء المؤسسات ودحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويكون ذلك أولاً بالاستثمار بالعلم والتعليم، باعتباره مصدراً من مصادر رقي الأمم وتطورها، مشيراً إلى مسيرة التقدم التي تخطوها جامعة خضوري برؤيتها التطويرية نحو النهوض بواقها الاكاديمي والعلمي، ونحن نشهد لما حققته الجامعة من تميز وابداع بحثي وعلمي وبناء العلاقات الخارجية والاقليمية ، حيث نقف مجتمعين لدعم تلك المسيرة ورعايتها، وتمنيتها، نظراً لما يعود من فائدة على عموم ابناء شعبنا في كل مكان و على محافظة طولكرم على وجه الخصوص.

وفي سياق متّصل، أشار أ.د. عدنان نايفة إلى صعوبة الظروف التي يمر بها الأسرى البواسل خلف قضبان سجون الاحتلال واصفاً إيّاها بالمستحيلة، مؤكداّ على أهمية التضامن ودعم ومساندة هؤلاء الأبطال في معكرتهم نحو الحرية.

وأوضح نايفة أن طولكرم بلد العلم والعلماء التي أخرجت العديد من العلماء والمهندين والأطباء والكفاءات العلمية المرموقة في المنطقة العربية والعالمية، مشيراً إلى رحلة العلماء الفلسطينيين في الخارج، ودورهم في خدمة مجتمعاتهم في فلسطين والعالم العربي، والذين من بينهم أخيه العالم الراحل علي نايفة.

وقدم د.عدنان نايفة موجزة عن سيرة الراحل منذ البدايات والتي التصق ت بمعانات الشعب الفلسطيني التاريخية وما واجهه من تحديات الفقر والإعالة وصعوبة العيش والترحال، ودوره في إعالة الأسرة والنهوض بها، وابداعاته وانجازاته في المجالات العلمية ومجتمعاتها المختلفة على المستوى الإنساني العالمي والعربي بشكل خاص.

داعيا الطلبة الخريجين الى عدم الوقوف في مسيرتهم العلمية عن أي عائق وان يقتحموا الحياة بالعلم والعطاء وان يسهموا في بناء بلدهم وأوطانهم.

وفي سياق متّصل، بيّن د. بصري صالح أن جامعة خضوري غدت حاضنة للكليات التقنية، وهو ما يؤسس لرؤية واضحة المعالم لتواصل جامعة فلسطين القفزات والنجاحات التي توالت في السنوات الأخيرة بفضل استحضار إدارتها دوما لحجم المسئولية لتأخذ دورها المفترض في رفض مسيرة التعليم العالي في فلسطين، وباستلهام واعد لما يتم عقده في الوزارة من آمال على قيام الجامعات بدورها في صياغة معالم المشهد أكاديمياً وتربوياً وسياسياً ووطنياً، اعتبار أن الجامعات الفلسطينية ظلّت على الدوام الحرز الحامي بمشروعنا الوطني وبوابة العبور نحو المستقبل ليكون أكثر إشراقاً.

وقال: إن الجامعات حجر الزاوية في إنجاز مشروعنا الوطني، وندرك أن التعليم جسر الوصول إلى ما نصبو إليه، ومن هذا المنطلق كان استحداث برامج إعداد المتعلمين وتأهيلهم في هذه الجامعة مكمّلاً للاهتمام بالتخصصات التقنية والتكنولوجية، وسنواصل دعم كل ما من شأنه تعزيز البرامج النوعية بإضافات نوعية، واغتنم هذه الفرصة لأشكر باسم وزارة التربية والتعليم الحكومة الفلسطينية برئاسة دولة رئيس الوزراء التي أولت تطوير التعليم اهتماما خاصاً، وجعلت من خلال محاور التطوير التربوي خارطة طريق للمستقبل الذي نريده لفلسطين.

وفي ختام حديثه، قدّم د. بصري صالح مباركته للطلبة وذويهم على ما ححققوه من إنجاز في مسيرتهم نحو الحياة، كما شكر كادر الجامعة الأكاديمي والإداري نحو رفعة الجامعة والتعليم النوعي الذي تقدّمه.

من جانبها، ألقت الطالبة الأولىعلى الجامعة سهى الجمل كلمة باسم الخريجين، عكست فيها مدى فرحتها بإنجاز هذه المرحلة التي تؤسس الانطلاقة الحقيقية نحو سوق العمل والحياة والتي من شأنها أن تفتح أمامهم الآفاق نحو مستقبل مشرق، شاكرةً ذوي الطلبة وكافة العاملين في الجامعة من أساتذة وعاملين.

وخلال مراسيم تخريج أسيرين من طلبة الجامعة القابعين في سجون الاحتلال، قامت الحاجة المناضلة أم الأسير والشهيد من مخيم جنين أم علي القنيبر من مهجري قضاء حيفا كلمة ألهبت فيها مشاعر الخريجين وذويهم، بيّنت فيها معاناة الأسرى في ظلمة السجن وظلم السجّان، داعيةً رب العباد ليثبت الأسرى في معركتهم الأسطورية بإضرابهم عن الطعام.

حيث بدأت الجامعة مراسيم التخريج بتخريج كل من الأسير يوسف خليلية، والذي قضى 14 عاماً خلف القضبان وما زال، والأسير محتسب حمدان حمايل، والذي قضى 10 أعوام في سجون الاحتلال وما زال.