الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

أعادوا ربع مليون وجبة وخسروا 40 الف كغم من اللحم البشري و....

نشر بتاريخ: 27/05/2017 ( آخر تحديث: 27/05/2017 الساعة: 10:02 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

خلال اربعين يوما سجل اسرى الثورة الفلسطينية رقما قياسيا في الصمود والتحدي والصبر، ولقنوا وزراء اسرائيل درسا في معنى التحدي والتقشف. واوصلوا رسالة واضحة لابطال الصالونات والفنادق ان هناك مقاتلين فلسطينيين يعرفون معنى طهارة السلاح وشرف الثورة ومعاني الرجولة.
الاضراب لم يكن سهلا، والتحدي وصل حد الموت. لكنه استعاد هيبة شعب وكرامة ثائر. وقدم للجمهور العربي الفروق الواضحة بين أن تكون ثائرا وبين أن تشتغل في القضية الفلسطينية، لأن الكثير من القادة الذين نراهم مؤخرا على شاشات التلفزيون يعملون في القضية الفلسطينية ولكنهم لا يقاتلون من أجل الثورة الفلسطينية. هم يعيشون على جثة القضية الفلسطينية ويأخذون الرواتب والمرافقين ويزاحمون للجلوس في الصف الأول، ويقاتلون بشراسة من أجل لدرجة الأولى في رحلات الطيران وييبرعون في فن الخطابة؛ وقد دربوا أنفسهم أن يأخذوا من فلسطين هم وعائلاتهم وسكرتيراتهم، ولكنهم لا يعطون فلسطين الا نزرا يسيرا مما اخذوه من دم القضية.
اضراب الاسرى مطلبي. لكنه نجح في عمل استفتاء شعبي، وقام بفرز واضح بين هؤلاء واخرين مختلفين عنهم في كل شيء.
صحيح ان الاضراب كان خطرا، لكنه لم يكن اخطر من الأمراض السياسية التي انتشرت في الشريحة السياسية العليا، الاضراب لم يكن أخطر من الكذب السياسي والتنظيمي، وألم البطون لم يكن أخطر من ألم الزحف على البطون امام الاحتلال وأمام أنظمة متخلفة أخرى لا تقل سوء عن الاحتلال.
كان البعض يقول الشهر الماضي (مساكين الاسرى). ولكن في الحقيقة دعونا نقول: مساكين الجبناء، ومساكين الأنذال والمنافقين، ومساكين المرتجفين والمرتعدين، مساكين القادة الذين كانوا يكذبون باسم فلسطين وكانوا يخفضون رؤوسهم مع مرافقيهم حين يمرون بخيام الأسرى.
شكرا للاسرى. شكرا لكل واحد فيهم وشكرا لعائلاتهم لأنهم استعادوا هيبة شعب وكرامة أمة.وبغض النظر اذا تلتزم مصلحة السجون بوعودها تجاه مطالبهم أم لا. الا انهم رفعوا سقف النضال وقدموا عبرة لتنظيمات وقيادات كانت تصرخ 12 شهرا في السنة تريد الثورة وتريد التصعيد ضد الاحتلال، ولكن وحين جاء وقت التصعيد وقام الجميع. هم قعدوا.