الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

سؤال برسم الإجابة

نشر بتاريخ: 29/05/2017 ( آخر تحديث: 29/05/2017 الساعة: 10:03 )

الكاتب: رامي مهداوي

طريقة تعاملنا مع إضراب الأسرى فتح أبواب التفكير في العديد من الأسئلة المُحرمة داخل عقولنا، وأيضاً كشف المقدرة في كيفية التفكير خارج الصندوق بشكل مختلف إن كان الصندوق مازال بحوزتنا!! مع الأخذ بعين الإعتبار حالة الإحباط التي نعاني منها ونعبر عنها بشكل مختلف لدرجة وصولنا حالة الكُفر بكل ما هو حولنا، ما جعلنا غرباء في كل مناحي الحياة.
قبل أيام طرحت سؤال على صفحتي في الفيسبوك وهو : إذا خسرنا الأسرى هل سننجح في القدس واللاجئين والمياه والحدود؟ فكانت الإجابات مختلفة، أضع بعضها هنا " كل المؤشرات تدل على اننا خسرنا كل شيء .. حتى أنفسنا!!" "نحن أموات بإنتظار معجزة... هذه الوضعية تجعل الإحتلال يستشري في ممارساته وعدم الرضوخ لطلبات الأسرى، ولن يتراجع عن اطماعه" " احنا لسه رح نخسر!!" "الخسارة انحسمت خلص" "لن ننجح في عبور حاجز طيار" "متى نجحنا بشيء، من خسارة لخسارة لغاية ما فقدنا الإحساس" "وهل نجحنا قبل اضراب الأسرى بالأشياء المذكورة.. الله غالب" "بالله مقتنع أنت رح نقدر نحل قضية القدس واللاجئين والمياه والحدود ؟ اذا مش قادرين نحل غزة ضفة... كيف بدنا نحل هذه الأشياء".
هل مازال الهدف هو التحرر؟ وأي تحرر نريد؟ أم أصبحنا جاهزين لإعلان حالة الإستسلام وصياغة مشروع جديد يتلاءم مع حالة الإغتراب التي نعيشها!! لنبتعد عن العاطفة الوطنية ونشاهد الأمور بتجرد، هل طريقة تعاملنا كمجتمع وما تبقى من النظام السياسي مع إضراب الأسرى سيقودنا للنجاح في مواجهة الإحتلال في كافة الميادين والوصول الى ميناء التحرر!!
إضراب الأسرى، كشف أيضاً بأننا حتى في الأدوات السلمية لمناهضة الإحتلال مختلفين، والأخطر من ذلك شن الحروب ضد بعضنا البعض في بازار المزايدات لمن يمتلك الشارع الفلسطيني أكثر، مع الأخذ بعين الإعتبار بأن الشارع الفلسطيني فقد الإيمان بجميع القيادات والمناصب، وأصبح وحده في مهب رياح الإستيطان، صامد في جميع مواقع المواجهة مثل القدس المنسيه والمناطق المهمشة وحتى في الشتات هو وحده في مواجهة كيفية النجاة من هذا الواقع العربي.
على الكل الفلسطيني الإجابة على السؤال السابق بتجرد وبعيداً عن المزايدة الوطنية، علينا كشعب أن نبدأ بطرح الأسئلة التي كنّا نعتبرها محرمة وممنوعة، فالسؤال هو أول خطوة في معرفة الإجابة التي نخشاها ثم نراكم على الإجابة خطة عمل وطنية مازالت مفقودة بعد كل سنوات النضال، وأيضاً لأن واقع الحال يجيب بكل صراحة أمام أعين الجميع؛ بأننا مازلنا نرضخ تحت الإحتلال منذ 1948، ويوم بيوم نخسر أرضاً جديدة، لتختفي الدولة _الطُعم_ التي وعدونا بها، ما جعل قضيتنا الأقرب الى الهندي الأحمر الذي سُلب منه أرضه على يد "الكاوبوي" عندما وعدهم بوطن قومي على أرضهم التي تم إستيطانها ثم ممارست التطهير العرقي بحقهم وإنشاء الولايات المتحدة الأمريكية!!