الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

معضلة الكهرباء وأهمية التوجه نحو مصادر الطاقه المتجددة!

نشر بتاريخ: 15/06/2017 ( آخر تحديث: 15/06/2017 الساعة: 12:24 )
معضلة الكهرباء وأهمية التوجه نحو مصادر الطاقه المتجددة!
عقل أبو قرع
بغض النظر عن أسباب أو عن أهداف أو عن دوافع أزمة الكهرباء الحاليه التي تحدث في قطاع غزه، وفي ظل الاعتماد الكامل على مصادر الطاقه التقليديه، اي الفحم والبترول والمحروقات، وفي ظل الاعتماد الكامل على الاخرين لتزويدنا من هذه المصادر، فأن ما حدث أو يحدث في قطاع غزه، من الممكن وببساطه أن يحدث في مناطق أخرى مثل الضفه، حيث نفس الاعتماد على مصادر طاقه تقليديه، وفي نفس الوقت نفس النمط من البقاء تحت رحمة الاخرين للحصول على هذه المصادر، وفي ظل عدم وجود خطه وطنيه متكامله وشامله للتوجه التدريجي نحو مصادر طاقه متجدده نحن نملكها.
وفي دول متقدمة وتحتاج الى الطاقة، ولا تملك مصادرها التقليدية من بترول وفحم، والتي تعتبر البيئة من جل اهتمامها، قامت وما زالت تواصل الاستثمار في مصادر طاقة متجددة ونظيفة ومستدامة ولا تنضب، ومن هذة الدول المانيا، التي وحسب الانباء خلال الايام القليلة الماضية، باتت تحصل على اكثر من ثلث حاجتها من الطاقة من مصادر طاقة نظيفة مثل الرياح والشمس والغاز والمخلفات العضوية وغيرهما.
وفي العديد من البلدان ومن ضمنها بلادنا، التي تسطع فيها الشمس لساعات طويلة خلال النهار، وحتى يستمر دفئها خلال الليل، تمتاز بأمكانية الحصول على طاقة هائلة نظيفة رخيصة، لا تنعم بها الكثير من الدول، اوالمناطق في العالم، واستغلال هذه الطاقة، سواء من خلال تسخين المياة، وبالتالي الحصول على المياة الدافئة للاستخدامات المنزلية، او من خلال تجميع وتخزين وتحويل طاقة الشمس الى طاقة كهربائية نظيفة ومستدامة، وبالتالي استخدامها لاغراض الاضاءة او اية مجالات اخرى نحتاج فيها الى الطاقة.
واستغلال طاقة الشمس، يعتبر اولوية وطنية، وبالاخص في بلادنا، حيث ما زلنا نشتري غالبية الكهرباء و الطاقة، او الوقود غير النظيف للطاقة، وبأسعار مرتفعة، وبشروط وبقيود وبتهديدات متنوعة، وما زلنا نعتمد وبشكل شبة كامل، على الاخرين في الحصول على مصدر حيوي للبشر ولنشاطات البشر، وهذا الاعتماد مكبل بالمتغيرات السياسية والاقتصادية وما يتبعهما.
وصحيح اننا بدأنا او قمنا بتدشين بعض المشاريع، او المحطات التي من المفترض ان تعمل من خلال الطاقة الشمسية، او من خلال الخلايا التي تقوم بأمتصاص وتجميع ومن ثم تحويل طاقة الشمس، الى طاقة كهربائية، وصحيح انة لا يكاد يخلو بيت في بلادنا، من وجود الخزانات الشمسية على اسطح البيوت، وبالتالي الحصول على المياة الساخنة مجانا وبشكل نظيف، ولكننا وحتى الان، لم نقم بأعتماد استراتيجية وطنية، من خلال التوجة نحو مصادر الطاقة النظيفة، سواء اكانت شمس او رياج او غاز او من مخلفات عضوية او غيرهما، وهي البديلة للمصادر الحالية من فحم وبترول، المضرة للبيئة، ولم نقم بالزخم المظلوب من اجل ايصال الفكرة الى قطاعات الناس المختلفة، سواء القطاع العام وبمؤسساتة، او القطاع الخاص، والذي وفي دول اخرى يستثمر وبكثافة في مصادر الطاقة المستدامة، او حتى الى مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والمدارس والمواطن العادي.
وبدون شك ان قيام دول اخرى من فترة الى اخرى بالتلاعب بتزويد مناطقنا بالكهربا، من خلال قطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق وبغض النظر عن الاسباب، هو اجراء مؤلم ومحزن ويظهر مستوى الاعتماد الذي وصلنا الية، لان الكهرباء اصبحت جزء اساسي من حياة الناس، سواء على صعيد البيت او المواطن، او على صعيد المصنع والمزرعة والمكتب والمشروع، ولكن وفي نفس الوقت، فأن هذا العمل، هو فرصة لنا للتفكير وبشكل جذري او بشكل بعيد المدى في كيفية التخلص أو على الاقل في اساليب للتخفيف من الاعتماد، على الجانب الاخر، والذي اصبح يستخدم هذه الاعتماد وهذه القيود كاوراق للضغوط بأنواعها المختلفة، سواء اكانت السياسية او المالية او الاقتصادية، او حتى النفسية.
ومعروف ان نسبة اعتمادنا على اسرائيل في الحصول على الطاقة والكهرباء وما ينتج عنهما، تزيد عن اكثر من 90% من مجمل استهلاكنا للطاقة ، وبالاضافة الى القيود الكثيرة التي يمثلها هذا الارتباط القسري والاعتماد غير الصحي ، فأن لذلك تبعات مالية من حيث الاسعار المرتفعة، وتبعات بيئية من حيت الاستمرار في استخدام مصادر الطاقة التقليدية، اي البترول والفحم وما يصاجهما، وما ينتج عن ذلك من تلويث للبيئة بكافة مصادرها، وحتى ان لهذا الاعتماد تبعات تتعلق، بامكانية التخطيط والبناء والتنمية، والاهم التنمية المستدامة، او التنمية بعيدة المدى، اي التي لا تتقيد بشروط وبمصادر وبأهواء الاخرين، وبالاخص حين يكون هذا الاعتماد‘ على مصادر للطاقة، مستنزفة او متأكلة او متناقصة بأستمرار.
والبديل عن هذا الاعتماد، ولو بشكل تدريجي، هو الاتجاة، ومن خلال استراتيجية وطنية شاملة وملزمة ومحمية بقوانين وتشريعات، ومن خلال تشجيع التكنولوجيا والمبادرات والخبرات، ومن خلال الحوافز والدعم، الاتجاة الى مصادر الطاقة المستدامة او الطاقة المتجددة، او الصديقة للبيئة او النظيفة، او مصادر الطاقة الخضراء، ومنها الشمس والرياح والمياة والغاز وما الى ذلك من مصادر نستطيع ان ننتجها ولو بشكل تدريجي او تراكمي، وفي نفس الوقت نستغني وبشكل تدريجي عن مصادر طاقة، تكبل ايدينا وتستنزف اموالنا وتلوث بيئتنا، وتقيدنا سياسيا وماليا واقتصاديا ونفسيا، وما يترتب على ذلك، ومن ثم استغلال طاقة الشمس المجانية.
حيث يمكننا استغلالها من خلال التوجة نحو البناء الاخضر، سواء من خلال تصميم البيوت والمباني والمنشأت والمصانع، او من خلال الحصول على التدفئة وتسخين المياة، او من خلال استخدامها وتحويلها الى طاقة في الصناعة، او من خلال تحويلها ال الاضاءة، او من خلال استخدام هذا المصدر من الطاقة الصديق للبيئة، في التخلص من النفايات، اسوة بما بدأت تقوم بة الكثير من الدول، والتي لا تملك الشمس بمستوى الشدة، او بالفترة الزمنية التي نتمتع بها.