الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما نهاية العدوان على الأقصى

نشر بتاريخ: 19/07/2017 ( آخر تحديث: 19/07/2017 الساعة: 11:08 )

الكاتب: أحمد طه الغندور

يوشك الأسبوع الأول أن ينتهي ولا زال العدوان والحصار على المسجد الأقصى المبارك مستمراً من قبل الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث عمد إلى تغيير الوضع القائم (Status quo) الذي جرى ويجري عليه العمل في القدس والمقدسات هناك منذ العام 1967.
كل أشكال العدوان التي يتخذها الاحتلال وعصاباته من المستوطنين المستعمرين تهدف في النهاية إلى هدم المسجد وبناء ما يسمى بالهيكل؛ فلم يُبق حيلة أو وسيلة غير مشروعة إلا مارسها للاستيلاء على الحرم الشريف من حفريات وهدم واستيلاء على وثائق وتزييف في الأثار، ثم بدأت مرحلة العنف بالمداهمات والاعتداء على المصلين والاعتقالات وأخرها جريمة الجمعة التي نفذها الاحتلال ضد شبان من أم الفحم ليداهم المسجد المبارك ويمنع الصلاة بشكل تام؛ ثم يتخذ مزيداً من الانتهاكات ضد المسجد وإدارة الوقف والمصلين ويفرض أسلوباً غير مقبول للدخول والخروج والتقييد على العبادة من خلال أعداد هائلة من الجنود والبوابات وكاميرات المراقبة العسكرية.
كل ذلك؛ في حين يسمح لقطعان المتطرفين بتدنيس الأقصى الشريف ليمارسوا طقوساً تمنع الديانة اليهودية من ممارستها في الأقصى المبارك، والذين يدخلون ويخرجون من المسجد تحت الحراسة وبدون تفتيش أو أي قيود تفرض عليهم مع كل النوايا والخطط السيئة لهدم الأقصى.
الأن؛ كيف لنا العمل بجدية وإخلاص لإنقاذ الأقصى المبارك، مع الاحترام والتقدير لكل من بذل جهداً مخلصاً في سبيل الأقصى الشريف، لأن الخطر محدق فعلياً بالأقصى والقدس وأهلها، ولأن سياسات التسويف خطيرة جداً في هذا الشأن، فهل المطلوب أن يزهد المقدسيون بالمسجد وأن يتركوه للتهويد والتدنيس؟
إن انتظار ما تسفر عنه القمم الرسمية قد لا يجدي نفعاً مع ضياع الوقت؟ فما العمل؟
بدايةً، أهيب بأهل الحق في القدس الشريف من تكثيف جهودهم للتصدي لمخططات الاحتلال، فأنتم رأس الحربة وخير من دافع ويدافع عن الأقصى.
كما أن أهلنا في الضفة الكريمة، أنتم الأقرب لنجدة الأقصى الشريف وأخوانكم في القدس الشريف فلابد من شد الرحال في كل الصلوات ولابد من خلق الضغط على الاحتلال ليتراجع عن خطواته.
مما لا شك فيه أن أخوتنا في الداخل المحتل لهم دائماً دوراً مميزاً في الأقصى، والأن عليهم بكافة الطوائف وخاصة الدروز "بنو معروف" ليكونوا أمام أبنائهم في الحرم لعل ذلك يؤثر في أخلاقهم وتصرفاتهم مع المقدسيين وكل من يتوجه للحرم، ويعمل على نزع فتيل الفتنة الطائفية في الداخل.
أما بالنسبة للرسميين الفلسطينيين، من السلطة أو قيادات الداخل الفلسطيني، فقد جاء الوقت لتنسيق جهودكم للتواجد مع الجماهير على أرض المسجد الشريف للحيلولة دون الاستفراد بالمواطنين، ويمنحكم المعرفة الحقيقية في نقل الحدث إلى العالم بصدق وأمانة.
في شأن المقاومة؛ بكل الاحترام هم الأقدر على صياغة ردهم على عدوان الاحتلال؛ فلا يُفتى ومالك في المدينة كما جاء في الأثر.
وفيما يخص الدول العربية والإسلامية التي لها علاقة مع الاحتلال؛ لن أقول لكم عليكم قطع علاقاتكم مع تل أبيب، هنيئاً لكم بها، ولكن من واجب بعثاتكم أن يكون لها دور في حماية المقدسات؛ إذ عليهم التنسيق للتواجد الأسبوعي في الحرم خاصة رجال الأمن منهم فهم الأقدر على نقل صور العدوان والانتهاكات الإسرائيلية هناك بحيادية ومهنية وذلك يمنع المتصهينين العرب من العبث في العقل والوجدان العربي، إضافة إلى قدرته على لجم العدوان.
وللعربية السعودية رسالة خاصة؛ فقد تحدثت وكالة إيلاف عن دور ولي العهد السعودي في إعادة فتح أبواب المسجد الشريف، فكل التقدير لهذه المبادرة الطيبة، وهنا خطاب من القلب لولي العهد بأن لا تدع اليهود يخدعوك، فهم قوم بهت، ولكن بادر "كبيرهم" بدعوة السعودية لإرسال مراقبين ليروا ما يدور على الأرض؛ فرب ضارة نافعة، فليت يقوم وفد جليل من مشايخ الحرمين الشريفين بزيارة الأقصى الأسير للصلاة والدعوة إلى شد الرحال ونقل الحقيقة إلى العالم حول إجراءات الاحتلال.
كل الأمة مطالبة بدورها، حيّى الله المخلصين في كل مكان وخاصةً أنوار القدس وحراسها من الرجال والنساء،
وحفظ الله الأقصى قبلة المؤمنين.