الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

حول التنظيمات الفلسطينية: المية تكذب الغطاس

نشر بتاريخ: 19/07/2017 ( آخر تحديث: 19/07/2017 الساعة: 16:50 )

الكاتب: فادي قدري أبو بكر

مشكلتنا الكبرى نحن الفلسطينيون أننا نعيش في عدة أمكنة وعدة أزمنة في الوقت نفسه. فمكانياً نعيش في الضفة، غزة، الأراضي المحتلة عام 48، والشتات، وزمانياً ما زلنا نعيش في الأعوام 1948، 1964، 1967 ،1987، 1993، أو 2002 دون الأخذ بعين الاعتبار الحاضر والمستقبل، الخصوصية التي تتمتع بها كل بؤرة جغرافية، أو البيئة الإقليمية والمحيط الدولي ولعبة المصالح.
يعود الفضل في وجود هذه المشكلة إلى التنظيمات الفلسطينية، التي لا تقوى على التزحزح ومراوحة المكان أو الزمان التي وجدت فيه. ووصلت بها المناكفات الحزبية إلى أن تصبح مرايا زائفة تصنع صوراً مشوهة، وتسوقها لدى جمهور واسع، قد يصدقها لبعض الوقت. ناهيك عن الفساد الذي ينخر جسد التنظيمات فباتت كالغواصات التي تُدمر ولا تُعمِر. وبعض التنظيمات وصل بها الحد إلى التماشي مع مشروعات من أجلها تصفية القضية الفلسطينية حرصاً على مصالحها الحزبية الضيقة.
في ظل التباينات والانقسامات الطاغية على المشهد السياسي الفلسطيني لماذا لم يُجر في بلادنا حتى اليوم استفتاء شعبياً على أي مسألة وطنية مصيرية بغض النظر عن الجهة التي تطرح الاستفتاء ؟!
برأيي أن أي استفتاء شعبي إن جرى، سيودي إلى ضرب البنية الداخلية لكل الأحزاب والفصائل الفلسطينية.. ووقتما تفقد الفصائل ثقة الشعب وثقة مناصريها، فمراجعات جدية من رأس الهرم إلى أسفله يجب أن تكون بالحسبان، وإلا فإنها مع الوقت ستدخل في مرحلة الاحتضار ويكون قد فات الأوان.
في نيسان من العام 2012، فجر استطلاع أجراه مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان قنبلة بعد أن أظهر معارضة 43% من المستطلعة آراؤهم وجود أحزاب وحركات سياسية في فلسطين من حيث المبدأ.
هذا إن دل فإن يدل على مدى تعاظم زعزعة ثقة المواطن بدور وأداء الفصائل وتنامي المستقلين. بمعنى آخر أن الشعب قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، وكما يقول المثل العامي " بكره المية تكذب الغطاس"، وإذا لم تتعظ التنظيمات وتتوقف عن التعامل كمُلاك البلاد وتُجري مراجعات جدية من الرأس حتى القدم، تجعل من هذه التنظيمات معبرة عن موقف الجمهور الفلسطيني. وفي الوقت نفسه إذا لم يتحرك الشعب ليأخذ حقه ويمسك بزمام أموره ويقرر قراره ويرفض تخاذل بعض الغواصات المدمرة ، فلا يسعنا وقتها إلا أن نقول : خزنوا يا شعبنا قات وحشيش لأنه الوطن والقضية على أعتاب مرحلة "التطنيش".

كاتب وباحث فلسطيني
[email protected]

المراجع:
• موسى، نائل. " استطلاع: تعاظم زعزعة ثقة المواطن بدور وأداء الفصائل وتنامي المستقلين." الحياة الجديدة، نيسان.15،2012.