السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس

نشر بتاريخ: 21/07/2017 ( آخر تحديث: 21/07/2017 الساعة: 13:15 )

الكاتب: عوني المشني

القدس لا اكثر ، القدس لا اقل القدس كلمة السر التي فتحت أبواب السماء للرسل والانبياء القدس الضمير المستتر للعرب العاربة والعرب البائدة والعرب المستعربة القدس كعب أخيل مشروع السلب والقتل والاضطهاد والتمييز العنصري ومقتله والمسمار ما قبل الاخير في نعشه القدس ساعة الرمل التي تعد الزمان وتفصل الحرب عن السلام يسهل على المستجدين في السياسة الاسرائيلية ان يعتقدو واهمين ان استيعاب القدس امر ممكن بمجموعة من الخطوات التدريجية ، هكذا حصل في الخليل والحرم الإبراهيمي وكذلك الاستيطان واكثر من قضية ، لكن هؤلاء المستجدين لا يقرؤون التاريخ ، فالقدس ليست اي مكان وأي قضية ، القدس استثنائية بكل المعاني ، والتعاطي معها أمرا استثنائيا ، سنابك خَيل الصليبيين تكسرت على بلاط ازقة وطرقات القدس ، وغطرسة القوة تتكسر دوما عندما تتغول على القدس .القدس ليست مكانا عربيا اسلاميا فحسب هي مطلق المكان هي مطلق الزمان هي انبعاث الروح من بين الركام هي وحي الله ومطلق الإيمان القدس لا يحكمها قانون القوة والضعف التقليدي ، هي قوية بضعفها ، شامخة ببراءتها ، ينحني الكبار والعظماء أمامها ، وتتحول قوتهم الى ضعفا . القدس يومان ، يوم لها ويوم لها ، والغاصب يحتل هوامش الزمن في رزنامة القدس ويعتقد واهما انه احتل زمن القدس . في البدء كانت القدس ، وفِي النهاية كانت القدس وما بينهما هي القدس بدر الازمان وشمس الامكنة القدس تصنع قيادتها وقيادة المرحلة من خلال المعركة ، قيادة ملتزمة بالناس والقضية والاقصى وتشارك الناس نضالهم وصلاتهم وجوعهم ومعاناتهم القدس تستحضر التاريخ في لحظة وتعيد الصراع للمربع الاول ، ثورة البراق ، انتفاضة الاقصى وما بينهما القدس لعنة فرعون لمن حاول القفز عن اسوارها ، وكنز قارون لكل من دخلها من ابوابها القدس تؤخذ حبا لا حربا ، القدس ترحب بضيوفها ولا تستسلم لأعدائها هذه هي القدس في الوجدان الإنساني الاسلامي العربي الفلسطيني القدس في السياسة الدولية والإقليمية والفلسطينية شيئ اخر ، القدس خارج معادلات التوافق والاختلاف ، خارج حسابات الأعداء والاصدقاء ، خارج زمن الخيانة والتآمر ، خارج الصفقات المشبوهة ، القدس هنا رقم صعب لا يمكن ادخاله في معادلاتهم ، انها القدس التي هي اعظم منهم وأجل شأنا وابقى القدس هي قلعتنا الاخيرة ، مسموح ان نهزم في اي مكان ولكن ممنوع علينا الهزيمة في القدس ، قد ننسحب من كل القلاع ولكن الانسحاب من القدس انتحار جماعي للتاريخ والأقضية وللشعب والإنسان ، مسموح ان نناور على اي شيئ الا القدس ، مسموح ان نفاوض على اي شيئ الا القدس ، القدس لا تقبل التفاوض ولا المناورة ولا التنازل ولا الانسحاب ولا الهزيمة ولا التراجع ولا الاستسلام ولا التخاذل ولا المرواغة ولا المناكفة ولا التبادل ولا الصمت ولا المزايدة ولا التآمر ولا الصفقات ولا البيع ولا التنصل من المسئولية ولا القفز عنها . القدس كما هي لا تغير ولا تتغير ، تتجاوب مع كل تطور ولكنها ثابته على مواقفها شامخة لا تهزها الرياح القدس ليست المكان المناسب للاختيار ، لا تختبرو الشعب الفلسطيني في موضوع القدس ، ربما تكون تجربتكم هنا مغامرة غير محسوبة ، العلم يتحطم هنا ولا مكان للمنطق ، هنا كل شيئ يصبح مباحا فالموضوع هو القدس ، الفلسطينيين يخرجوا عن المنطق والعقل والتفكير العلمي والضوابط ، نعم نعم القدس هكذا لا تترك مجالا للتفكير ولا للعقل ولا للمنطق ، جربتم ؟!!!! لنرى !! لا تلومو الا جهلكم ، الا سذاجتكم ، الا جنونكم ، القدس لن تكون سهلة البلع ، ستكون اللقمة التي تخنقكم ، وتخنق مشروعكم العقيم . القدس لا تستوعب القيادات المحنطة والفصائل المحنطة والمرجعيات المحنطة والزعامات المحنطة ، القدس تصنع قيادتها ، تحيلهم بتراب القدس وبارودها ، تفرلذهم على بسطات شوارعها ، وتتوجهم سدنة للقدس بكنائسها ومساجدها ، اما القيادات التي ذهبت للمال والجاه والعلاقات المشبوهة فلا مكان لها في القدس ، القدس ليست مكانها ، القدس ليست زمانها ، لتذهب الى حيث الخيبة والفشل والندامة ، ولتبقى القدس شامخة بقيادتها ومرجعيتها الدينية ونساؤها وشيوخها وأطفالها .