الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة محامٍ فلسطيني الى المجتمع الاسرائيلي

نشر بتاريخ: 26/07/2017 ( آخر تحديث: 26/07/2017 الساعة: 11:08 )

الكاتب: المحامي زيد الايوبي

في هذه الرسالة التي اكتبها على شكل مقال لن استطيع استخدام العبارات والمرادفات الطبيعية التي تستخدم عادة في الرسائل بين الناس، فالمرسل هو مواطن فلسطيني يعيش في مدينة القدس التي له فيها ذكريات وتاريخ يرتبط بجده الاول صلاح الدين الايوبي وله معها علاقة ايمانية روحانية وجودية ويعمل محامي رسالته هي الدفاع عن المظلومين ومن هذا الباب تأتي هذه الرسالة، اما المرسل اليه فهو مجتمع يحتضن حكومة يمينة فاشستية تدعم الارهاب وتحتضنه وتعتدي على اشياء لا تشترى لدينا.
أما بعد:
ايها المتعقلين في المجتمع الاسرائيلي موضوع رسالتي لكم هو رئيس وزرائكم بنيامين نتنياهو الذي يقود شعبكم منذ اكثر من عشر سنوات كرئيس للوزراء في كيانكم الرابض على صدورنا باعتباره محتل لأرضنا ومعتدي على مقدساتنا، فهذا الشخص بالنسبة لي هو افشل شخصية اسرائيلية عرفها تاريخ كيانكم، كونه يعمل لنفسه ولا يعمل لكم ولمستقبلكم ولا يبحث عن السلام الذي يتشدق بإنه سيحققه لكم بل يسعى جاهدا من خلال توجهاته وإجراءاته العنترية لتبديد اي فرصة لتحقيق الامن والامان لكم من خلال اصراره على الاعتداء على حقوقنا خصوصا وأنه يريد ان يغطي على قضايا الفساد التي بدأ يلاحق بها لديكم من خلال التصعيد معنا في موضوع يستحق التصعيد والفداء بالنسبة لنا وهو اقصانا ومسجدنا الذي لن نسمح لنتنياهو ومن معه بتدنيسه والاعتداء عليه.
نعم، منذ 10 سنوات والى الان لم يتقدم رئيس وزرائكم بخطوة واحدة نحو انهاء الصراع الكبير معنا بل على العكس اختلق عقبات ومعيقات لتحقيق السلام الشامل بيننا ارضاء لاهوائه وتزلفا للمستوطنين والاحزاب اليمينية التي يستند عليها في استمرار حكمه وإرضاء لغروره، صدقوني هذا هو رئيس وزرائكم نرجسيته وانانيته جعلته يدخلنا وإياكم في نفق مظلم لا نعلم نحن وانتم نهايته، لكنه نفق احمر من كثرة الدماء التي ستسيل منا ومنكم نتيجة لسياساته الطاووسية الانانية.
لقد دعم نتنياهو المستوطنين واحتضنهم وحرضهم على ارتكاب ابشع الجرائم في الضفة والقدس ولعل جريمة حرق عائلة الدوابشة في دوما التي لن ينساها شعبنا دليل ساطع على ذلك وأمعن في غيه أكثر عندما هاجم غزة وقتل اطفالنا ونساءنا وشبابنا وشيوخنا بالمئات هناك فهدم بيوت الامنين على رؤوسهم ودمر غزة تدميرا وها هو اليوم يرفض وقف الاستيطان وينشر حواجز جنوده في شوارع الضفة للتنغيص علينا ويمنعنا من دخول القدس مهجة قلبنا واخيرا جن نتنياهو واتخذ قرارا ببسط سيطرته على اقصانا من خلال تحدينا في وضع البوابات الحديدية والالكترونية ونشر الكاميرات الذكية في محيط والاقصى والسماح لغلاة المستوطنين بتدنيسه، علما ان قيادتنا وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ابو مازن التزمت بكل الاتفاقات التي وقعت في اوسلو وواي ريفر وانابولس وغيرها الا ان ان حكومتكم لم تلتزم بشيء وهي لا زالت تضيق الخناق على شعبنا وتدير ظهرها لكل التفاهمات الثنائية بيننا وتضرب بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على الحق الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 .
على العموم اخاطبكم اليوم كمواطن فلسطيني يكره الدم والعنف والصراعات وكل شعبي مثلي، لكن طفح الكيل ولم يعد لدينا طاقة لاحتمال المزيد خصوصا بعد ان مس نتنياهو قيمة ايمانية وتاريخية عزيزة على قلوبنا وقلوب كل العرب والمسلمين حول العالم وهي اقصانا الذي لا يمكن لاي قوة في هذا العالم مهما بلغت سطوتها وبشاعتها ان تمنعنا في الدفاع عنه في مواجهة اجراءات نتنياهو بحقه ولن نقبل ابدا بأن تبنوا مستقبلكم على حساب حقوقنا ووجودنا ومستقبلنا، فإما ان يعش الجميع بسلام وأمان واحترام وإلا فإن حكومة نتنياهو العنصرية ستوغل اكثر في دمائنا وستجعل السلام وهما تركضون خلف تحقيقه لكنكم لن تفلحوا في ذلك لانه طالما لا يشعر شعبنا بالسلام والامان فلن تشعروا به انتم، هذه طبيعة الاشياء لن تنعموا بالسلام طالما يفتقده شعبنا نتيجة لجرائم نتنياهو بحق شعبنا ومقدساتنا.
بعض كتابكم قالوا ان على حكومتكم ان تستخلص العبر من عملية الاسير الجريح عمر العبد فيما تسمونه بمستوطنة (حلميش) التي اقيمت على اراضينا لان نتنياهو هو المسؤول عن ردة فعل عمر ولدى شعبنا الآلاف مثل عمر سيدفعهم الشعور بالغيرة على الاقصى والقدس لردات فعل مثل هذه ولن يستطيع جبروت نتنياهو وعنتريته وغروره ان يفشل مساعي امثال عمر لان الموت لا يعني لهم شيئا فداء للاقصى، انتم تمتلكون جيشا جرارا وعتاد حرب يجعلكم تتفوقون في الحروب لكننا نمتلك الآلاف مثل عمر لا ندري ولا تدرون من اين سيطلعون لكم فالاقصى يعني لنا الكثير وانتم تعلمون ذلك.
في النهاية اذكركم بما قاله احمد الطيبي ان دماء كل الذين استشهدوا منا او قتلوا منكم في رقبة نتنياهو لان سياساته العنصرية والظلامية هي سبب اراقة دماءنا ودماكم ولن يتوقف حمام الدم هذا الا اذا رحل نتنياهو وانتخبتم قائدا شجاعا قادرا على اتخاذ قرار تاريخي يحقن دماءنا ودماءكم من خلال الاعتراف بكل حقوق شعبنا المشروعة والانسحاب من كل الضفة الغربية والقدس وعودة لاجئينا الى بيوتهم التي هجروا قسرا منها وتبييض سجونكم من اسرانا البواسل والا فإن نتنياهو سيكون قد نجح بإغراقنا جميعا بحمام دم لا نريده ولا تريدونه ليبقى متربعا على عرش حكومتكم هاربا من قضايا فساده نحو التصعيد معنا، لذلك انصحكم بالضغط على حكومتكم للتراجع عن اجراءاتها التعسفية التي تمس كرامتنا في الاقصى والبدء في حملات منظمة لإسقاط عنجهية نتنياهو وانتخاب قيادة جديدة لمجتمعكم قادرة على ان تتخذ القرارات المصيرية الشجاعة التي ستؤمن مستقبل اطفالنا وأطفالكم وستجعل كل منا يعيش بكرامته دون اي اعتداء على الاخر.
فهل لديكم متعقلون وحكماء يحللون هذه الرسالة ويفهمونها جيدا فيتحملوا مسؤولية كبرى للسعي لاسقاط نتنياهو ومن معه حتى يعم السلام بيننا ونسدل الستار على سنوات الدم والغم ويتحقق الامان لنا ولكم ؟؟؟؟ ام انه لا حياة لمن تنادي ؟؟؟