الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما أهمية زيارة ملك الأردن إلى فلسطين؟

نشر بتاريخ: 07/08/2017 ( آخر تحديث: 08/08/2017 الساعة: 10:06 )
ما أهمية زيارة ملك الأردن إلى فلسطين؟
بيت لحم- تقرير أحمد تنوح- معا- حمل لقاء الرئيس محمود عباس بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الإثنين، رسائلاً سياسية غير معلنة إلى جانب المواقف المشتركة تجاه العديد من القضايا الاقليمية والمحلية، وناقش اللقاء الجهود الرامية إلى دفع عجلة المفاوضات المتعثرة، وأيضا سيتبعه اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح يوم الأربعاء المقبل بدعوة من الرئيس.

وفي هذا الصدد، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي لـ معا إن التنسيق مع الأردن وصل إلى مستوى متقدم مؤخراً على اعتبار وجود عدة قرارات يجب أن تتخذ ازاء التطورات الميدانية، ومتطلبات المواجهة في ظل استمرار تعديات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض والمقدسات والمواطن الفلسطيني.

وأضاف: نحن والأردن على نفس المسافة من هذا العدو خاصة في المرحلة الأخيرة، وبتالي زيارة الملك هي رسالة موجهة للعالم أنّ الفلسطيني ليس وحده.

ويرى زكي أنّ الزيارة تستمد أهميتها من قوة الملك، وقدرته على التأثير، فهو الذي يترأس القمة العربية، وهو راعي المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة التي تطاردها اطماع المستوطنين وحكومتهم اليمنية المتطرفة.

وعقد الرئيس وملك الأردن جلسة مباحثات مغلقة، تبعها اجتماع موسع بين الوفدين الأردني والفلسطيني، أكد فيها الأردن دعمه الكامل للشعب الفلسطيني وقيادته، وجرى خلالها لتأكيد على أهمية العمل مع الإدارة الأميركية لتحريك عملية السلام وإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة.

وحول دعوة الرئيس لعقد اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح يوم الأربعاء المقبل، أوضح زكي أنّ الدعوة تأتي في مكانها الطبيعي؛ لأن الحركة تجتمع مرة واحدة في الشهر، وكان اخر اجتماعاتها في الـ 25 من تموز الماضي، مضيفاً أنّ مجمل القضايا والاوضاع الحالية تستدعي عقد الاجتماع، وهناك قرارات يجب أن تتخذ خاصة في اعقاب لقاء العاهل الأردني بالرئيس.

وأشار إلى أنّ القيادة الأن بصدد تقييم الاستعداد الأميركي الإسرائيلي بقبول حل الدولتين، ووقف الاستيطان والجرائم البشعة بحق شعبنا، في وقت نؤكد أننا ذاهبون إلى محكمة الجنايات الدولية واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونحن بحل من أي التزامات دولية في حال كان المجتمع الدولي غطاء لجرائم الاحتلال.

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض أنّ "الزيارة مهمة جداً"، وأنّ الملك الأردني جاء إلى رام الله من أجل اعادة مجرى التسوية إلى مساره بعد المواقف الأمريكية المخيبة للآمال الفلسطينية من قضايا السلام ووقف الاستيطان.

ويعتقد أنّ الزيارة تأتي في اتجاه رؤية الأمور بشكل جديد، وأنّ العلاقة والتنسيق مع إسرائيل يكون على قاعدة شركاء في المستقبل والقرار وليس وكلاء.

وقال عوض لـ معا: إن الملك بقوته وعلاقاته يأتي لحلحة الأوضاع؛ لأن بقاءها على ما هي عليه من تقييد لحركة الرئيس عباس واستمرار وقف التنسيق الأمني ورفض إسرائيل وقف الاستيطان سيفجر الاوضاع في المنطقة.

ولفت إلى أنّ إسرائيل تعلم أنّ موقف الرئيس الغاضب قد يفجر الأوضاع كلها، وبالتالي زيارة الملك ليست مجاملة، وإنما تحمل رسالة هامة جداً للقيادة الفلسطينية، وإن الرئيس يدعو إلى اجتماع المركزية ليؤكد أنّ عنده ما يقوله وأنّ هناك تقييم لموقف جديد واتخاذ قرارات لا نعلم بأي اتجاه ستكون.

من جانبه، قال المحلل السياسي الأردني دكتور جمال الشلبي في تصريحات صحفية: "إن الأردن يحظى بمكانة متميزة لدى كل الأطراف المتنازعة داخل فلسطين، وهذه محاولة أردنية لمواجهة أي حلول أحادية الجانب من إسرائيل وإثبات أن الأردن هو الوحيد الذي له الدور الشرعي الوثيق في القدس وما حولها، ومن هنا تأتي أهمية هذه الزيارة في هذا التوقيت لأن الأردن هو المسؤول الأول والأخير عن إدارة أمور المسجد الأقصى والقدس".

وأشار الشلبي إلى أنه بعد فشل كل من حاول رأب الصدع الفلسطيني، فلعل هذه المحاولة الأردنية تأتي لإثبات أن الموقف الأردني الفلسطيني واحد وثابت ومتوافق، ورسالة إلى بعض الدول الشقيقة التي تحاول لعب دورا ما بملف المصالحة.

وأعرب الشلبي عن اعتقاده بأن الأردن يخشى أن تكون هناك طبخات سياسية تدور هنا أو هناك تهمش دوره المحوري في المنطقة من خلال عملية التواصل بين دول العالم العربي وخاصة دول الخليج وإسرائيل.