الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المجمع الطبي في نابلس يخدم قرابة عشرين ألف مواطن

نشر بتاريخ: 08/08/2017 ( آخر تحديث: 08/08/2017 الساعة: 13:58 )
المجمع الطبي في نابلس يخدم قرابة عشرين ألف مواطن
نابس- معا- قالت لجان العمل الصحي، إن المجمع الطبي في نابلس العتيقة ركن أصيل من زوايا المدينة وملاذ صحي للمواطنين، ويخدم قرابة عشرين ألف مواطن من سكان البلدة القديمة في نابلس عدا عن سكان أحياء وقرى ومخيمات المدينة المحيطة ويبلغ عدد موظفيه في مختلف التخصصات 16 موظفا وموظفة.
وبينت اللجان أن المركز يقدم خدمات الطب العام والطوارىء، وصحة المرأة، والمختبر، والعظام، والطفل السليم، وبرنامج السكري، والأسنان، وخدمة الصحة النفسية، والتعزيز والتثقيف الصحي خارج وداخل المجمع.
وعلى صعيد الخدمات الصحية المتخصصة، توجهت إدارة المؤسسة نحو توفير خدمات تخصصية بالتعاقد في مجالات: القلب، والجراحة العامة، والأمراض الجلدية والتناسلية، الأنف والأذن والحنجرة، والعيون، والأشعة، والأطفال ، وجراحة الأطفال .... الخ. نظراً لضيق حيز المكان.
واليوم يبلغ متوسط المراجعين 1700 شهرياً نصفهم تقريباً من القرى المحيطة، ومتوسط 19% من المراجعين يتلقون الخدمات جزئياً بشكل مجاني بغض النظر عن نوعها. ويعمل المركز بنشاط ملحوظ على برنامج تثقيف صحي مع المدارس والمؤسسات المحلية على مستوى محافظة نابلس ويتمتع بعلاقة طيبة مع المجتمع المحلي وينفذ العديد من أيام العمل الطبي وورش التثقيف الصحي في مجالات صحية مختلفة داخل المجمع وخارجه.
وأشارت اللجان الى أن العام 1987 كان مفصلياً في تاريخ الشعب الفلسطيني على كل المستويات حيث شهد إندلاع إنتفاضته الكبرى التي عمت سائر أراضي فلسطين المحتلة، وقابلها وقتها الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من القمع والعنف الممنهج، وإستخدم كل وسائل القمع وأكثرها بشاعة كانت سياسة تكسير العظام بحق شبان الإنتفاضة عدا عن القتل والإعتقالات وفرض منع التجوال وإغلاق المدارس والجامعات والمؤسسات وتعطيل الحياة العامة للفلسطينيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم الصحية والمعيشية ومنعهم من العمل وإقفال مصالحهم التجارية والصناعية.
وأوضحت" كان نصيب مدينة نابلس من هذه الممارسات الأكبر والأكثر عنفاً وترهيباً خاصةً وأن شرارة الإنتفاضة في الضفة إنبلجت من مخيم بلاطة القريب رداً على قتل عدد من العمال في غزة على يد محتل إسرائيلي، وفي خضم هذه الأحداث وجدت مؤسسة لجان العمل الصحي التي كانت تعرف آنذاك بإتحاد لجان العمل الصحي ورغم عمرها الفتي نفسها أمام واقع ومتطلبات إنسانية ينشدها سكان المدينة للتخفيف من معاناتهم فاتخذ القائمون عليها بتنظيم وتنفيذ العديد من النشاطات الصحية خدمةً لأبناء شعبهم".
البدايات الأولى:
بدأ العمل في العام 1987 في عيادات حارات الحبله والقريون داخل البلدة القديمة بتقديم خدمات صحية للسكان تنوعت بين الطبابة والتثقيف والتعزيز الصحي من منظور تعزيز صمود المواطنين برؤية وطنية، وفي عام 1989 تم تجميع هذه العيادات في مركز واحد داخل البلدة القديمة وهو المجمع الطبي الحالي الذي يقع في شارع السوق التجاري وعلى بوابة البلدة القديمة الشمالية من نابلس.
وفي تشرين الأول من العام 1989 بدأ العمل بعيادة للطب عام والطوارئ ، ومختبر للتحاليل ثم أضيفت إليه خدمات صحة المرأة وعيادة الأسنان.
لاحقا وبناءًا على احتياجات الموقع تم إضافة العديد من الاختصاصات: (عظام ومفاصل، جلدية وتناسلية، أنف، أذن حنجرة، جراحة أطفال، أطفال، خدمات الطفل السليم وبرنامج السكري والأمراض المزمنة).
وبلغ عدد العاملين في المجمع حينها (7) موظفين/ات و5 متعاقدين ووصل عدد الغرف إلى (9) ومطبخ وحمامات.
ولاحقاً، تم تخصيص غرفتين من الناحية الجنوبية والشرقية وتم دمجهما بالمجمع لتستخدما كغرفة للمحاسب والإدارة وقاعة للاستقبال والتسجيل.
ومع تواصل وتصاعد الإنتفاضة الأولى إرتأت إدارة المؤسسة ونظراً لوجود الحواجز العسكرية الإسرائيلية وعدم قدرة المرضى على الوصول للمجمع فتح عيادات ومراكز في القرى المجاورة مثل بيت دجن، بيت فوريك، النصارية، الجفتلك، بورين ، مخيم عين بيت الماء ... الخ.
بين إنتفاضتين
في فترة الإنتفاضتين الأولى والثانية بلغ متوسط المراجعين للمجمع حوالي 2500 مراجع شهرياً نصفهم تقريباً من القرى المحيطة بنابلس وهذا يعد أحد أهم نقاط القوة للمجمع ، منهم حوالي 20% يتلقون الخدمات بشكل مجاني بغض النظر عن نوعها تماشياً مع سياسة المؤسسة بإعفاء جميع أهالي الأسرى والجرحى وأسر الشهداء من الرسوم.
وفي العام 2000 تفجرت الإنتفاضة الثانية وخلالها تعرضت نابلس لأبشع السياسات العسكرية الإسرائيلية فجرى حصارها ودكها بمدفعية الدبابات وكان نصيب بلدتها القديمة من العنف الإسرائيلي بمقدار لا يوصف حيث قصفت بالطائرات والمدفعية وجرى إقتحامها وجعلها ميداناً للإغتيالات والتصفيات الميدانية إضافةً لتجويع سكانها وحصارهم فعمل طاقم المجمع بكل جهده للوقوف إلى جانبهم وإسنادهم وإستقبال الجرحى والشهداء والذهاب للمنازل لتقديم الخدمات الصحية للمحتاجين والمحتاجات.
وكان للمتطوعين الفلسطينيين أو الأجانب الذين أتوا للمساعدة دور في تسهيل العمل حيث كانوا ينقلون المساعدات الطبية والتموينية للأهالي داخل البلدة القديمة في تلك الفترة.
قي تلك الفترة تعرض المجمع للتفجير والاقتحام من قبل جنود الاحتلال وكذلك هدم غرفة الإنتظار ما تسبب بسقوطها كامله وتم ترميمهالاحقاً.
إما من ناحية تقديم الخدمات في الانتفاضتين الأولى والثانية وبالرغم من منع التجوال والإغلاقات فقد تحمل الطاقم عبء المسؤولية بالوصول للمجمع بواسطة سيارة الإسعاف وكذلك توظيفها للمراجعين والمرضى والجرحى وتخلل هذه الفترة رفع ساعات الدوام لتصبح على مدار الساعة مع مبيت الأطقم العاملة داخل الموقع ليتسنى لهم تقديم الخدمات الممكنة للمرضى والجرحى المحتاجين للخدمة.