الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

اجتماعات أمريكية روسية إسرائيلية سرية

نشر بتاريخ: 09/08/2017 ( آخر تحديث: 11/08/2017 الساعة: 13:30 )
اجتماعات أمريكية روسية إسرائيلية سرية
بيت لحم- معا- عقدت أمريكا وإسرائيل وروسيا مطلع تموز الماضي سلسلة اجتماعات سرية استضافتها العاصمة الاردنية عمان وبعض عواصم اوروبا، لبحث قضية وقف اطلاق النار في جنوب سوريا وإعلان منطقة لخفض التوتر في هذه المنطقة، وإقامة منطقة عازلة على طول الحدود السورية الاردنية وخطوط وقف اطلاق النار في الجولان المحتل، وفقا لما كشفته، اليوم الاربعاء، صحيفة "هآرتس" الناطقة بالعبرية نقلا عن موظفين اسرائيليين رفيعي المستوى ودبلوماسيين غربيين الذين قالوا ان ضباط أمن من الدول الثلاثة شاركوا في هذه الاجتماعات.
وعرضت اسرائيل خلال اللقاءات التي سبقت اعلان روسيا وأمريكا اتفاقا لوقف اطلاق النار الكثير من التحفظات، واشتكت من عدم منح القوتين العظميين الاهتمام الكافي والمطلوب لقضية اخراج القوات الايرانية من سوريا.
وضم الوفد الاسرائيلي ممثلين على مستوى رفيع من وزارات الخارجية والجيش والموساد والجيش الاسرائيلي، فيما ترأس مستشار الرئيس الامريكي لشؤون سوريا والائتلاف ضد الارهاب "مايكل روتاني وبراك مغورك الوفد الامريكي مقابل الوفد الروسي الذي ترأسه موفد الرئيس الروسي الى سوريا الكسندر لفرنتيف.
وبالتزامن مع اول لقاء امريكي روسي اسرائيلي عقد في عمان استضافت العاصمة الاردنية لقاء آخر عقد بالتوازي بين ممثلين اسرائيليين وأردنيين وأمريكيين بحث موضوع وقف اطلاق النار جنوب سوريا ايضا.
وقالت الصحيفة ان اسرائيل طرحت في اللقاء الاول موقفها امام الوفدين الروسي والأمريكي، فيما طرح الاردن وإسرائيل موقفهما في اللقاء الثاني امام الامريكان وان هذه المواقف كانت شبه متطابقة.
وتبع لقاء عمان وبعد عدة ايام منه لقاء آخر عقد في احدى العواصم الاوروبية بين الوفود الامريكية والإسرائيلية والروسية، واكد موظف اسرائيلي رفيع ان لقاءات اوروبا جرت على مستويات اعلى من تلك التي استضافتها عمان، واستغلتها اسرائيل ايضا لطرح مواقفها وتحفظاتها على اتفاق وقف اطلاق النار جنوب سوريا.
ونقلت الصحيفة عن موظفين اسرائيليين كبار قولهم ان الخلاف الاساسي بن اسرائيل وأمريكا وروسيا تمثل بالنظرة للصراع الدائر في سوريا وكيفية فهمه، ففيما ينظر الروس والأمريكان لوقف اطلاق النار وإقامة المنطقة الفاصلة في جنوب سوريا كخطوة عملية تكتيكية على المدى القصير والمتوسط تهدف الى خلق وضع يسمح لهذه القوى بتدمير داعش وتخفيض مستويات العنف في الحرب الاهلية، ترى اسرائيل ضرورة النظر لهذا الاتفاق بشكل استراتجي طويل المدى وتركيزه بسؤال واحد يقول: كيف ستبدو سوريا بعد نهاية الحرب ومدى التأثير الايراني في هذه الدولة؟.
وأوضحت اسرائيل موقفها القائم على ان اتفاق وقف اطلاق النار يجب ان لا ينحصر بالتعامل مع التواجد الايراني ضمن منطقة عمقها 20 كم عن "الحدود الاسرائيلية" بل ان يتعامل مع الوجود الايراني على كامل المساحة السورية.
وادعى موظف اسرائيلي رفيع ان الرسالة الاسرائيلية للولايات المتحدة وروسيا كان بضرورة مطالبتهما ايران بشكل واضح وجلي بسحب قوات الحرس الثوري وحزب الله والمليشيات الشيعية الاخرى من كامل الاراضي السورية، لأنهم اذا لم ينسحبون من سوريا سيحولون الدولة الى قاعدة للصواريخ التي تهدد اسرائيل والاردن كما هو الحال في جنوب لبنان وقطاع غزة.
وادعت اسرائيل وفقا للموظف المذكور ان الوجود الايراني والمليشيات الشيعية قد يغير الوضع الديموغرافي في سوريا ويكسر التوازن القائم بين السنة والشيعة في المنطقة برمتها ويزعزع استقرار الدول السنية المجاورة.
وبعد يومين من اللقاء في اوروبا اعلنت روسيا وأمريكا يوم 8/7/2017 اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب سوريا، وشددت على مواصلة الاتصالات حول تفاصيل هذا الاتفاق.
وحين تسلمت اسرائيل بعد عدة ايام مسودة اتفاق وقف اطلاق النار شعرت بالدهشة كون روح ونص الاتفاق وتفاصيله لا تتلاءم أي موقف أو بند طرحتها خلال النقاشات مع الامريكان والروس.
ونبعت خيبة الامل الاسرائيلية وفقا لموظف اسرائيلي كبير من حقيقة تجاهل الاتفاق بشكل مطلق لايران وحزب الله، ولم يذكرهما حتى ولو بكلمة واحدة مكتفيا بعبارات عامة تتحدث عن الحاجة لمنع دخول مسلحين من "كيانات اجنبية" الى داخل حدود المنطقة العازلة التي ستقام على الحدود مع الاردن وإسرائيل، لكن الاتفاق لم يتطرق مطلقا حتى ولو بشكل عام للتواجد الايراني في سوريا بشكل عام، وهذه التفاصيل بالضبط هي من اجبر نتنياهو على التصريح علنا يوم 16/7 بمعارضته لهذا الاتفاق قائلا بأنه يؤبد التواجد الايراني في سوريا.