السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

شو الأخبار ؟

نشر بتاريخ: 12/08/2017 ( آخر تحديث: 12/08/2017 الساعة: 14:17 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

السؤال الاكثر وضوحا بين الناس هو السؤال عن الوضع الراهن، ومحاولة تفسيره سياسيا واقتصاديا. ولا ريب أن الاجابات تختلف باختلاف السائل وباختلاف المسئول. لا سيما وان بؤرة الانعكاس تختلف من فلسطيني الى اخر بحسب انتمائه الحزبي وبحسب مكان تواجده الجغرافي وباختلاف وضعه الاقتصادي.
والفرق بين المواطن العادي وبين الفلسطيني الحزبي، ان المواطن العادي اكثر وضوحا واكثر صراحة ومكاشفة، فهو لا يستخدم العقاقير السياسية ولا الايديولوجيا في محاولة الحصول على اجابات جميلة كما ان الفرق بين المواطن الفقير وبين والمواطن الغني أن الفقير لا يحتاج الى شعارات تلفزيونية رنانة ليتحمل اكثر، ولا يريد أن يصبر على الجوع والقنوط أكثر.
فشل حل الدولتين
فشل مشروع حل الدولتين بشكل كامل، ولا يوجد ما يثبت أنه يمكن انقاذه على الارض وتجاوز الكتل الاستيطانية، فقد نهبت اسرائيل قمم الجبال في الضفة الغربية وقطعت الطرق بنظام ابارتهايد محكم لا يمكن بأي شكل من الاشكال تجاوزه في الـ 30 سنة القادمة. ومما نراه على البث المباشر أن البيت الابيض لم يأت على ذكر حل دولتين قطعيا، كما ان اليمين الاسرائيلي يرفض اقامة حل الدولتين، ولم يبق في هذه الدنيا من هو مجبر على المناداة بحل الدولتين سوى الدكتور صائب عريقات ورئيس الوزراء (بحكم منصبه)، وربما هما الان يهمسان في قرارة نفسيهما ان حل الدولتين بات مستحيلا.
استحالة حل الدولة الواحدة
حين جرى تدجين العقل اليهودي في الثمانينيات لقبول الغرباء الأغيار، واصبح اليهودي في اسرائيل يقبل بوجود الفلسطينيين (عمال خدمات وعمال نظافة وسائقين لباصات ايجيد) في تل ابيب وبتح تكفا وهيرتسيليا والخضيرة وايلات وبيت شميش، وأصبح الفلسطينيون يديرون المطاعم والفنادق والملاعب ويقودون السيارات ويحملون مفاتيح منازل اليهود لحراستها، رفض العرب وبدأوا انتفاضة الحجارة عام 1987 ... والان يوافق العرب على العودة للعيش في دولة واحدة بحقوق متساوية في الكيان الاسرائيلي، لكن اليهود يرفضون بتاتا !!!
التخلي عن الكفاح المسلح
لم تعد منظمة التحرير ترغب في العودة الى العمليات العنيفة والقتال المسلح ضد الاسرائيليين، ولم يعد هناك أجنحة عسكرية تقاتل، وانما هي عمليات موسمية تلقائية غاضبة ومنفردة هنا وهناك. ما يعني ان الكفاح المسلح كمنهاج عمل ثوري لن يكون موجودا في قرارات المجلس الوطني القادم. الى جانب أن الاحتلال نثر نصف مليون مستوطن يهودي مسلح بكافة أنواع الرشاشات الاوتوماتيكية في الضفة الغربية الى جانب قوات الجيش التي تحميه، أي ان وقوع أية مواجهة عسكرية قادمة بين 2 مليون فلسطيني أعزل وبين مليون يهودي مسلح بكل انواع الاسلحة ستكون مذبحة ضد العرب وخصوصا ان اليمين الصهيوني قد استكمل تعباة اليهود بالراديكالية والحقد والكراهية ضد العرب لدرجة انهم مستعدون لاحراق المساجد والكنائيس والبشر والحجر، ونشهد مؤخرا ابشع درجات العنصرية والكراهية وسط المستوطنين. كما ان غزة لا تتحمل حروبا اخرى بعد ان اصبحت غير لائقة لحياة كريمة للبشر.
حكم ذاتي مسخرة
الحديث عن وجود حكم ذاتي الان في الضفة الغربية أو في قطاع غزة مسخرة، واستغباء لعقول الناس البسطاء. فاسرائيل تقتحم مناطق الف كل يوم وتقصف غزة كل يوم، والحدود ليست بيدنا والاقتصاد ليس بيدنا، والرموز السيبادية كلها منهوبة ومسلوبة. وقد تحولت تجربة الحكم في غزة الى اكبر سجن عرفه التاريخ المعاصر والى أسوا عقاب تشهده شعوب العالم قاطبة وفي الضفة الغربية تتحول التجربة الى مهزلة بين الدول والى تجارة معابر يتكسب منها بعض الطفيليين ومصاصي الدماء الذين يحاولون اقناع الجمهور باطالة عمر هذه التجربة دون جدوى، واستطلاعات الرأي تثبت ذلك.
القيادات مترددة ومتأخرة ولا تفكر بالمستقبل
من يعمل في سلطة غزة أو الضفة الغربية لم يعد قادرا على تبرير التجربة المهزلة التي تتواصل منذ 25 عاما دون جدوى، ويصعب عليه اقناع زوجته واولاده بجدوى الامر. ومن يعمل في المعارضة لا يطرح أي بديل نفعي مقنع للجمهور ويكتفي بالشتائم والغضب الذي يمكن تفسيره، لكنه لا يكفي لهدهدة يتيم واحد استشهد والده على ابواب الافقصى، ولا يكفي لعرض خارطة طريق فلسطينية واضحة امام الجمهور. والغالبية الصامتة كلّت وملّت من التعلم بالتجربة حيث تحول الناس الى مختبر للتجارب عند القيادات السياسية العاجزة عن ايجاد مخرج.
البحث عن حل ...
من المفترض ان يعقد المجلس الوطني الفلسطيني جلسة في الاسابيع القريبة (وهو برلمان منظمة التحرير الفلسطينية). وانه لحرّي بسكرتاريا المجلس ان تكون قد بدأت فعلا بعصف فكري سياسي تشاوري مع جميع الكفاءات السياسية الفلسطينية والعربية والتشاور مع اصدقاء الشعب الفلسطيني ومع الدول الصديقة للبحث عن مخرج سياسي متفق عليه، برط أن يكون بالاتفاق والاجماع والقبو .. الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.