الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

لقاء شبابي برام الله تحت عنوان "حرية الحركة والتنقل للشباب الفلسطيني"

نشر بتاريخ: 12/08/2017 ( آخر تحديث: 12/08/2017 الساعة: 15:01 )
رام الله -معا - نظم ملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية بالشراكة مع مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية ورشة عمل شبابية استمرت لمدة يومين بعنوان " حرية الحركة والتنقل للشباب الفلسطيني"، وذلك في قاعات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة رام الله، بمشاركة نخبة شبابية متميزة من محافظات الوطن.
وافتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من الأستاذ إياد إشتية مؤسس ملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية الذي
وأكد على أهمية حرية الحركة والتنقل كأحد أهم الحريات التي تنادي بها الليبرالية، وهي ما نصت عليه القوانين الدولية، التي تضمن للشعوب العيش بكرامة وحرية وسلام، دون تمييز، وبالتالي آن الآوان لشعبنا الفلسطيني أن ينال حقوقه الوطنية والإنسانية معاً دون انتقاص منهما.
وأكد إشتية على أن الشباب هم العنصر الأساسي في عملية البناء وتحقيق الذات هي جوهر الديمقراطية في المجتمع، مشدداً على أهمية تعزيز روح المبادرة في أوساط الشباب في المجتمع وأهمية تعزيز مبادئ الحريات وما تتضمنها من حقوق وواجبات وعلى رأسها حق الشباب في التنقل والحركة بلا قيود، إضافة لتعزيز المفاهيم الليبرالية المتمثلة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة وتعزيز مفاهيم الحريات العامة بما يتواءم مع مع سيادة القانون.
وفي مداخلته رحب د. سليمان أبو دية مدير دائرة فلسطين في مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية بالحضور، وقدم شرحاً عن عمل المؤسسة وعن دورها على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية في دعم مفاهيم الحرية والديمقراطية من خلال تقديم برامج التعليم المدني، وتعزيز الحوار السياسي الدولي، وتقديم الاستشارات السياسية، من خلال شبكة مكاتبها المنتشرة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا وآسيا، حيث تسعى جاهدة لتحقيق مبدأ حرية الإنسان المقترنة بكرامته في كافة قطاعات المجتمع الذي تتواجد فيه بالتعاون مع شركائها.
وأشار أبو دية إلى أن المؤسسة ومن ضمن ما تقوم به في العالم وفي فلسطين بشكل خاص المساهمة في بناء مجتمعات ديمقراطية، حديثة ومدنية، والعمل على تقوية المجتمع المدني، بالإضافة إلى التعريف بمفاهيم الحرية وحقوق الإنسان، المساواة والتعددية السياسية والفكرية.
وتناول أبو دية في مداخلته مفهوم الليبرالية منذ نشأتها وحتى وقتنا الحاضر، بين فيها أن ما يميز الفكر الليبرالي عن غيره من الإيديولوجيات، أن الليبرالية ليست فلسفة دوغماتية جامدة ذات طابع وثوقي، إلا أنها تقدم حلولا وإجابات قاطعة للعديد من الإشكاليات المعقدة والشائكة، وركز أبو دية على أهمية دور الشباب الذي يقع على عاتقه تحمل أعباء المرحلة المقبلة في مرحلة البناء الوطني والحفاظ على هويته الوطنية، معرباً عن أمله في إيجاد دور أكبر للشباب من خلال إتاحة الفرص لهم وإعطائهم حقوقهم وعلى راسها حق حرية التنقل.
واستضاف الملتقى الاعلامي البارز طلعت علوي رئيس الحملة الوطنية لحرية حركة الفلسطينيين بكرامة، الذي تحدث عن الحملة وطبيعة اسمها المستمد من دورها في العمل على تحسين إجراءات السفر، والتي حققت جزءاً مرضياً منها منذ تاسيسها في العام 2009 من خلال تخفيف التكلفة المتعلقة بتكاليف السفر، وإلغاء حوالي 50% من نقاط التوقف المعروفة أثناء سفر المواطنين الى المملكة الاردنية الهاشمية، وفي مقدمتها نقطة التوقف المعروفة بكراجات عبده، مشيراً الى أن إلغائها هذه النقطة التي كانت تمثل عبئاً وإذلال لأكثر من مليوني مسافر فلسطيني يعبرون إلى الأردن الشقيق في كل عام، وهي نافذتهم الوحيدة إلى العالم، يعد من أهم إنجازات الحملة، لكنه ليس آخرها، فالحملة مستمرة في العمل لتسهيل السفر عبر معبر الكرامة.
واشار علوي الى الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الإدارة العامة للمعابر وإدارة أمن الجسور الأردنية، وتعاون شركتي عبدو وشاهين للنقل، ووسائل الاعلام، وتكاتف الجميع في الوصول لاتفاق يسهل على المواطنين حركتهم وتنقلهم.
وأكد علوي على أهمية دور الشباب في المساعدة على نقل معاناة المسافرين من خلال الانظمام للحملة وممارسة دورهم المطلوب كل في مجاله وصولاً لتحقيق حق المواطن في التنقل والحركة بحرية وبكرامة.
وتحدثت ملاك حسن من مجموعة "فلسطين ع البسكليت (Cycling Palestine) عن تجربتهم في تحقيق حرية الحركة والتنقل من خلال تنظيمهم لرحلة "جولة الحرية" التي انطلقت من القدس الى مدينة العقبة باستخدام الدراجات الهوائية لمسافة 440 كيلو متر، والتي استغرقت (5) أيام حتى الوصول إلى نقطة الإنتهاء على مشارف الحدود السعودية في مدينة العقبة، إظهاراً لقوة الحلم الفلسطيني، وقدرة الشباب على العطاء في كافة المجالات، وحقهم في الحركة والتنقل.
واضافت "نعاني في فلسطين من مشكلة انعدام حرية الحركة والتي لطالما قيدت من قدرتنا على ممارسة العديد من الرياضات التي تحتاج لمساحات مفتوحة. نحن كشباب فلسطيني من كافة المدن الفلسطينية من الشمال إلى الجنوب نأمل أن تصل رسالتنا للعالم أننا قادرون على تخطي الحواجز والمعيقات التي فرضها الاحتلال علينا، وأثبتنا أننا شأننا كالعديد من الرياضيين حول العالم قادرون على أن نكون جزءاً من المنظومة الرياضية العالمية".
وقدمت الشابة ديالا اسيد من مجموعة شباب (Freedom of movement) عرض عن المجموعة التي تحمل
رسالة وطنية كونها تركز على الواقع الفلسطيني الخاص بمنع حرية الحركة وسرقة الارض وإقامة الجدار العنصري وهي ممارسات عنصرية تنافي مواثيق حقوق الانسان، حيث تساهم المجموعة في فضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في منع حرية الحركة والتنقل للشباب الفلسطيني من خلال استخدام المجموعة لرياضة الجري ولا سيما في المناطق المحاذية للجدار.
وفي مداخلاتهم ناقش المشاركون مجموعة من القضايا من أبرزها حرية الحركة والتنقل للشباب في ظل الاحتلال الاسرائيلي، موضحين عدد الحواجز التي تقيمها قوات الاحتلال والتي من شأنها تقطيع أوصال المدن الفلسطينية، والتي تعيق حركة المواطن الفلسطيني داخل وطنه، مستعرضين بعض الإحصائيات الخاصة بعدد الحواجز وأماكن تواجدها، والتي زادت بنسبة كبيرة منذ عام 2003 حتى يومنا هذا، كذلك حرية التنقل والحركة في ضوء التشريعات والإجراءات الفلسطينية وبيان مدى قدرة السلطة الفلسطينية على حماية حقوق الإنسان في ظل الانتهاكات الإسرائيلي، اضافة الى حرية التنقل في القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.