الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

إفعلها يا سيادة الرئيس

نشر بتاريخ: 18/08/2017 ( آخر تحديث: 18/08/2017 الساعة: 18:16 )

الكاتب: ماجد هديب

أي ديمقراطية تلك التي لم تفرز لنا إلّا تخلفا ولم تجلب لنا الا انقسام وانكسار؟، وأي مقاومة تلك التي لم تأت لنا أيضا الا بمراكز قوى وتنظيمات لم تجعل من جموع الشعب إلّا عبيدا تتزاحم الطلائع فيه على عتبات مراكز تموين وكالة الغوث بطوابير الانتظار ؟، واي حصار ذلك الذي جعلنا وكأننا في عهد عصر الباباوات الذين كانوا يقدمون للناس صكوكا يغفرون لهم فيها خطاياهم، مع وعد لهم بجنة لقاء ما يتعرضون له من محن تجنبا لأي تمرد عليهم او انفجار؟، وأي جنة تلك التي يبشرنا بها هؤلاء من على منبر رسول الله، تلك المنابر التي ما كان لهم الوقوف عليها الا بفعل صمت الحضور وكأن على رؤوسهم الطير خوفا من قوة هؤلاء وسطوتهم، لا استماعا لفقه منهم او لعلم يصدر عنهم باقتدار، فلتفعلها يا سيادة الرئيس.. فالشعب كل الشعب في حالة احتضار، وليكن تحديد موعد لانتخابات شاملة مهما كان موقفهم ومهما صار.
أي حياة تلك التي يطلبون منا أن نعيشها بصبر؟، واي صبر ذلك الذي يتحدث عنه هؤلاء المنتفخة اوداجهم والمكلبضة خدودهم بفعل ما هم فيه من رخاء ورفاهية، ولما هم فيه أيضا من حرية تنقل ما بين فنادق وقصور هذه الدولة او تلك، وعلى موائد لم يتردد أصحابها ان يكونوا عونا لأعدائنا لا سندا لشعبنا ؟, فلتفعلها يا سيادة الرئيس ولتعلن بكلمة موجزة ومقتضبة قراركم بتجديد الشرعيات من اجل امل بحياة حرة وكريمة، ومن اجل افراز قيادة تجمع الكل الوطني تعمل على توافق حقيقي فيه انتشالنا من التيه والضياع ليس لنا فقط، بل ولقضيتنا التي جعلوها من اجل تنظيماتهم تتنقل ما بين أروقة المخابرات العربية حينا وعرضا في المزاد العلني حينا اخر.
نعم يا سيادة الرئيس فلتفعلها الان... فما عاد لنا من صبر ولا قوة على تحمل المزيد من عذابات وويلات ولا قوة لنا في ان ننظر لأبنائنا وهم لا حاضر لهم ولا مستقبل في ظل استمرار وجود هؤلاء بذريعة شرعيتهم الانتخابية، فلا شرعية لمن ترك الحكومة ولا حكم الا للشعب، ولتبدأ بحل المجلس التشريعي فلا امل من هؤلاء بمصالحة ولا مصارحة، ولا إمكانية فيما بيننا لتوافق، فلا توافق ممن يعلن دوما وعلى رؤوس الاشهاد "تركنا الحكومة ولن نترك الحكم"، ولمن يلوح ايضا "بان لا حكومة ولا ادارة في غزة الا في ظل اجهزتهم الامنية وتحت وصايتها" ,فأي توافق هو الذي تنتظره, وقد سئم شعبنا حالة الانتظار وقد مل منه ؟,فلا توافق الا فيما بين من تفرزه صناديق الانتخابات مجددا, ذلك التوافق الذي ماطلوا بتنفيذه ,ولا قيادة الا من يختارها الشعب لتخطو به نحو امل الحياة بعز والعودة الى حلم التحرر وبناء الدولة ,تلك الدولة التي لا امل بإرساء معالمها الا بتقديم كل من اخطأ بحق هذا الشعب وعبث بمقدرات هذا الوطن, حتى لو أدى ذلك الى تقديم كل من خان وتامر او قتل الى محكمة جرائم الحرب ,فكم من جريمة حدثت بحق هذا الشعب تستوجب العقاب لمرتكبيها امام تلك المحاكم؟.
فلتفعلها يا سيادة الرئيس الان ومن اجل ان يرحل هؤلاء عن حكم الشعب , وليرحل أيضا كل من تودد لأجهزة امن عربية ,وكل من رهن قضيتنا لضباط صغار في تلك الأجهزة اعتقادا ان هذا التودد وذلك الارتهان قد يطيل امد وجودهم وقد يجعل من الشعب في مراحل العبودية المتقدمة بفعل شعارات كاذبة كانت وما زالت مخادعة ,تلك الشعارات التي لم تعد تطرب الاذان بعد أن ظهرت عوراتهم وباتت جميعها مكشوفة للشعب الذي يصرخ باهات من اجل ان يرحل هؤلاء عن حكم لا عدل فيه ولا رخاء او وئام , وليرحل معهم أيضا كل من تقدم صفوف المناضلين والوطنيين بذريعة الحاجة الى اكاديميين وتكنوقراط في بناء الدولة , فأي دولة تلك التي ساهم في بنائها هؤلاء في ظل عرقلة الشعب عن تحقيق أهدافه ؟,فلا وحدة تريدها حكومة التكنوقراط , ولا وئام تسعى لتحقيقه ,ولن يرحل كل هؤلاء يا سيادة الرئيس الا بقرار العودة الى الشعب الذي أدرك ان بداية الدولة ومقدمة التنمية والوصول الى وحدة حقيقية هي حل المجلس التشريعي والدعوة لانتخابات شاملة التي فيها حاضر لنا ,ومستقبل لأبنائنا ,وتثبيت لهويتنا وتحقيق نصر لقضيتنا ,فلتفعلها يا سيادة الرئيس ,لأن الحل بيدك وحدك فأنت - ولا أحد سواك - يملك القدرة على ترجمة ما نحلم ونطالب به الى أفعال ، فإذا ما نجحت في اجراء هذه الانتخابات وهناك طرق كثيرة لذلك فانك ستعمل على تخليص شعبك من هذه العبثية وهذا الانقسام البغيض وتكون قد وضعت الامور في نصابها الصحيح ,وسيخلد اسمك في ذاكرة التاريخ ,فلتفعلها اذا يا سيادة الرئيس.