الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس والعلاقة الصعبة مع الجماعات السلفية المتشددة .

نشر بتاريخ: 23/08/2017 ( آخر تحديث: 23/08/2017 الساعة: 17:31 )

الكاتب: تمارا حداد

في اللحظة الأولى ترى أن هناك تقارب بين فكر حماس وفكر الجماعات السلفية الجهادية القريبة من الفكر المتطرف، ولكن في حقيقية الآمر أن الفكران متضادان ولا يوجد رابط بينهما، فالاثنان ينتميان لفكرين مختلفين، حماس تنبع من فكر الإخوان المسلمين، والجماعات السلفية تنتمي إلى الفكر الوهابي السلفي المتشدد، لذلك العلاقة بينهما علاقة تصادم، ونادرا ما يحدث التقارب بينهما إلا بوجود المصالح الاقتصادية فقط.
بعد سيطرة حماس على غزة منذ أكثر من عشر سنوات والعلاقة بين حماس والمجموعات السلفية الجهادية التي تتخذ من غزة مقرا لها هي علاقة متشنجة تاريخيا وتصادمية علنيا في معظم الأحيان، والمعروف أن حماس وداعش عدوتان لدودتين.
كانت العلاقة بين حماس والمجموعات السلفية في سيناء ذات مصالح في ظل وجود الأنفاق فترة الرئيس السابق محمد مرسي وكان هدف الأنفاق نقل البضائع من غزة إلى سيناء والعكس صحيح، ولكن بعد عزل محمد مرسي وبعد الهجوم على الحدود 2012 تم القضاء على الأنفاق ومن هنا بدأت العلاقة بين حماس والجماعات السلفية تتصادم حول المصالح، ومن هنا تفاقمت الأوضاع الإنسانية في غزة بشكل خطير لتنعكس سلبا على الشعب الفلسطيني في غزة، من إحباط وفقر وبطالة وأزمة الطاقة المستمرة وأزمة رواتب الموظفين وقطعها، الذي أدى إلى أن تكون غزة مرتع جذاب للفكر المتطرف وارض خصبة لتصدير الإرهاب والذي كان آخرها التفجير من قبل داعشي على الحدود الشرقية في محافظة رفح.
الظروف السيئة في قطاع غزة ولدت فكرا مأساويا بتشجيع الخطاب المتشدد، وزاد هذا الفكر بعد الهدنة التي أُبرمت بوقف النار مدة 15 عاما بين حماس وإسرائيل، فهذا الاتفاق لم يلق القبول من بعض الجماعات السلفية المتشددة، لذا البعض من أفراد حركة حماس انشقت لتتَبع تلك الجماعات السلفية، ناهيك عن التفاهمات التي حدثت مؤخرا بين حماس والدحلان التي لم تُرض البعض، وأيضا تحسن العلاقة بين حماس ومصر لم يُرض قبول البعض، وقُرب حماس من إيران أيضا لن يرضي البعض، فالجماعات السلفية تعتبر الفكر الشيعي مرتد عن السنة حسب اعتقادهم، الأمر الذي أدى اندلاع موجة العنف بين حماس والجماعات المتشددة، في ظل اعتقالات واسعة بين صفوف أفراد الجماعات المتشددة وهذا الأمر سيؤدي إلى رد فعل قوي من قبل الجماعات السلفية.
العلاقة المعقدة بين حماس والجماعات السلفية ستنعكس سلبا على غزة الأمر الذي سيزيد الإحباط، وستصبح غزة حلقات من حلقات الصراعات الإيديولوجية التي لا تنتهي، والمعركة لن تنتهي بين الفلسطينيين وهذه خدمة للاحتلال الإسرائيلي لتفتيت الشعب الفلسطيني، وهذا ما يجعل إسرائيل في قمة السعادة، فلأول مرة فلسطيني يفجر في إخوانه الفلسطينيين فالتفجير لم يمس أمريكي ولا إسرائيلي بل إخوته بالوطنية والهوية الفلسطينية، فأي فكر متطرف هذا ؟ وآي عقل يستوعب هذا العمل الإرهابي ؟ نأمل أن يرجع البعض عن الفكر المتطرف فهو ليس لمصلحة شعب هدفه التحرير.