الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو جهـــاد البحرية

نشر بتاريخ: 12/09/2017 ( آخر تحديث: 12/09/2017 الساعة: 10:25 )

الكاتب: ماهر حسين

ليس من السهل نسيان المرة الأولى التي شاهدت فيها فرقة العاشقين؛ حيث كنت يومها مع من أعاد الفرقة للحياة، وأعادها لنشاطها الفني، وأقصد رجل الأعمال والصديق مالك ملحم الذي أشرف بنفسه على مجموعة الحفلات التي أقامتها فرقة العاشقين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي دول أخرى من ذاك العام.
كان المشهد مهيباً عندما ألتقت الجماهير مع الفرقة على أنغام (إشهد يا عالم) وغيرها من أغانِ.
لم ولن أنسى الجماهير المحتشدة في القاعة.. والجمهور الذي كان يسابق الفرقة والمغني الرئيس في أداء أغانٍ أحبها الجمهور وحفظها الصغير قبل الكبير.
في ذلك اليوم وأنا أشاهد (أبو علي) وهو يشدو بأجمل الأغاني الوطنية بصوته الجبلي، رأيت من بعيد وللمرة الاولى (فتحي البحرية).
كان أبو جهاد البحرية قد حضر الحفل متأخرا"، فجلس كما هم الضيوف، ولكن لحظة دخوله القاعة، وبمجرد جلوسه لاحظت أبتسامة كبيرة وحركات ترحيبية من قبل (أبو علي) من على المسرح.
توجهت لمالك بالسؤال عن هذا الشخص فأجاب بفخر شديد.. هذا فتحي البحرية.
لم أكن أعرف (فتحي البحرية) سابقاً، ولكن مكانة الرجل مرافقة لأسمــــه، وقد لاحت يومهــا مكانة هذا الرجل والقائد من عيون وحركات وترحيب المغني الأهم والأبرز لفرقة العاشقين فقد سارع لإلقاء وردة على (فتحي البحرية) تعبيرا" عن ترحيب خاص ومودة وتقدير وإحترام حظى به الرجـــل بصفته الشخصية، وبهويته النضالية، وكونه المرافق الأهم وكاتم الأسرار ورجـــل الظل للقائد التاريخي والرمز ياسر عرفات.
يومهــــا قلت في نفسي بأن الرجال تعرف الرجال.. وبأن القيمة النضالية أكبر من الزمــــان وأبعد من المكــــان وأقوى من البعد والغياب ولهذا فإن أمثال أبو جهاد البحرية لا يمكن إلا ان يخلدوا في العقل والضمير والقلب الفلسطيني.

كما قلت وأكرر.. لم أكن أعرف (فتحي البحرية) شخصيا" وأنّما من خلال إحترام الآخرين له وما سمعته عنه لاحقا".

أبو جهاد البحرية (فتحي البحرية) أسم يغني سامعه السؤال عن صاحبه فهو النار والعلم.. وهو الحافظ للسر، والحاضر عند الصعاب ورجل كل المواقف حتى اللحظات الاخيرة من حياته.

لا يمكن لشعبنا ولحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن تنسى أمثال (فتحي البحرية) من الرجال والأبطال الذين خاضوا المعارك البطولية بصمت. فكانوا الرجال الرجال في كل المراحل وكل الأماكن وحتما" لا يمكننا أن ننسى رجال القائد الرمز أبو عمار، الذين عملوا معه بإخلاص وصمت ورافقوه بكل المراحل.. وهم الاوفياء لفلسطين والثورة والحركة.

رحم الله أبو جهـــاد البحرية

عاش من أجل فلسطين

وأنتقل الى جوار ربه وهو على العهد لفلسطين.

عاش من أجل فلسطين

وأنتقل الى جوار ربه في دولة الإمارات العربية المتحدة التي أستضافته واكرمته ووفرت له الملاذ الكريم وشكرها على كل ذلك واجب.

عاش من أجل فلسطين

ودُفن في الأردن صاحبة الموقف والحضور والتأثير.. الأردن الحاضنة والداعمة والحامية والحليفة والشقيقة دوما".

رحم الله فتحي الرازم

وستبقى فلسطين بإذن الله محفوظة بفعل الرجال وبإخلاص الأبطال وبدعم أمتها العربية وأحرار العالم، وكلي ثقة بأن السلام قادم، فالسلام مصلحة الجميع لا مصلحة فريق واحد.