الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ذكرى جديدة في أوسلو

نشر بتاريخ: 13/09/2017 ( آخر تحديث: 13/09/2017 الساعة: 11:05 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

الثالث عشر من أيلول 1993، لا يمكن لي شخصيا أن أنساه وقد كنت ابن الثالثة عشر فقط، ذلك ان هذا التاريخ جاء وكنت لا أزال أتعافي من إصابة في السابع عشر من شهر أيار من نفس السنة من رصاص الاحتلال، لقد دخلنا المشفى وقتها في نابلس ولاقينا فظاظة من الجميع وقتها ومن أطباء فقالوا لنا (لقد باعوا فلسطين في المفاوضات لماذا ما زلتم ترشقون الحجارة؟)، وقتها كنا نسمع على وفق الإمكانيات المتوفرة، وقد شهدنا بعدها بأشهر اكبر مشاهد التلفزة حضورا في الذاكرة عندما شاهدنا الرئيس عرفات يصافح المجرمين رابين وبيرس لصنع السلام.
ربما كان لدى القيادة أسباب مقبولة لديها لدخول المفاوضات سواء أكانت جدية أم فقط لدخول فلسطين بعد الضغوط الهائلة التي مورست واستمرت منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد الأولى وهو ما لا يمكن للفلسطينيين مقاومته وخاصة أن اللعبة اكتملت لدى الدول العربية ووقتها أصبح الكفاح المسلح مرفوض من دولها وهو نتاج واثر للحرب الاهلية في لبنان لكي لا يتكرر في دول أخرى.
الآن اكتملت الدائرة وفاقت كل التصورات والتندرات وحتى الأبحاث السياسية والقانونية وغيرها، وثبت للجميع أن إسرائيل لن تعطي الفلسطينيين وطنا دون حرب شعبية تنزع الحقوق، وقد أدرك الجميع أن حل الدولتين أصبح مستحيل كحل الدولة الواحدة من قبل. وقد وصلنا إلى نقطة البحث الجدي في بدائل تكون مقبولة لشعبنا وان ما يسمى مشروع وطني أو غيره أصبح في مهب الريح، ومشروعنا الوطني يكون في تعزيز صمود الناس فوق الأرض وضمان حقوقهم بالتساوي وحمايتهم من الاحتلال وإزالته، أما مناصب أوسلو وامتيازاتها لن تكون سوى مصالح شخصية لدى البعض لا يمكن الاستمرار فيها.
لقد حان الوقت الآن وقبل فوات الزمن والفرصة الأخيرة إلى التفكير في صناعة شيء مختلف بعيدا عن مخلفات الاحتلال والاستعمار والانقسام، إن لم تفتح صفحة جديدة اليوم لن يكون هناك مجال في الوقت القادم، أنها نهاية جيدة لبداية جديدة.