السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المصالحة تفاؤل مقلق لدى الشارع الفلسطيني

نشر بتاريخ: 18/09/2017 ( آخر تحديث: 18/09/2017 الساعة: 18:46 )

الكاتب: عز عبد العزيز أبو شنب

شهد ملف المصالحة الفلسطينية تحركات دبلوماسية مصرية كثيفة خلال الأيام القليلة الماضية أثمرت عن بداية مصالحة وطنية كان أبرز ملامحا حل اللجنة الادارية التي شكلتها لادارة غزة آملين أن تكون كغير سابقاتها في مهب الريح.
أن المصالحة هي مفتاح الحل لعدد كبير من المشكلات التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني وأبرزها ملف الكهرباء والبطالة والمياه والرواتب وانعدام مقومات الحياة الطبيعية وسلسلة طويلة من المشكلات التي أثرت علينا جميعا جعلت طرفا المصالحة أكثر استعدادا لحمل قضية المصالحة الوطنية كقرار ومسؤولية واغلاق الفجوة السياسية لطي صفحة الانقسام.
في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية تحتم علي الجميع الوحدة لمواجهة التغيرات الجديدة في المنطقة برمتها .
ان الذين يحاولون جاهدين تعطيل ملف المصالحة لم يعرفوا الواقع المر الذي يعيشه المواطن في غزة لم يرتق الى أبسط مقومات الحياة من أجل حياة كريمة فهناك طابور خامس وساسة مأجورون هم دخلاء على شعبنا ومستفيدين من الانقسام البغيظ يقومون المصالحة أو تخديرها في حل برزت ملامح اتفاق جديد.
ان الشارع الفلسطيني يأمل بتفاهم يفضي الى تكريس منطق المصالحة وتثبيت أجواء التفاهم الدائم والمستمر تحصيلاً لوحدة تصون السلطة الفلسطينية من جهة وتوقف عمليّات التصدّع في بنية الاجتماع السياسي الفلسطيني آملين أنّ لا يكون مجرد صورة لا أكثر كما جرى في المشاهد السابقة من تفاهمات تذهب أدراج الرياح.
اليوم وبعد أكثر من عقد من الزمن آن الأوان لوقفة صادقة ومخلصة لإنهاء هذا الانقسام البغيض من خلال تجسيد فوري لما تم الاتفاق والتوقيع عليه مسبقًا في القاهرة وأن نلملم جراحنا، فأخوة الدم والدين والعرض والمصير الواحد يجب أن لا تنحرف بوصلتهم نحو الحزب ومصلحتهِ بل يجب أن تكون البوصلة والجهود كلها متجه نحو قضيتنا الفلسطينية ولتحرير فلسطين من دنس الاحتلال ولتتوحد الأيادي من أجل بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
نتمنى من طرفي الانقسام الابتعاد عن التجاذبات السياسية والمصالح الحزبية فالمصالحة استراتيجيةً أساسية وإيماناً راسخاً بأنها حاجة أساسية وأولوية مطلقة وايمان راسخ بأن انجازها بشكل حقيقي قادر على إفشال مشروع التصفية للقضية الفلسطينية.
على قياداتنا وأحزابنا بكافة أطيافها السعي الجاد لمراقبة تنفيذ بنود المصالحة وتحقيقها والا قد تكون أجرمت بحق شعب الفلسطيني الصامد.
نحن الآن بحاجة إلى مصالحة وطنية حقيقية يصبح فيها الرقم الفلسطيني صعباً بشكل حقيقي وعلى القيادة الفلسطينية التصدي للضغوط الاقليمية والدولية مهما كان حجمها.
خلال الأيام القادمة ستعلق آمال الشعب الفلسطيني بتحقيق انجاز واقعي لملف المصالحة في ظل التفاهمات التي جرت في مصر الحاضنة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني لذا نأمل تحقيق مصالحة حقيقية تتبني استراتيجية وطنية لحماية الوطن والمواطن كأساس لحقبة ما بعد المصالحة وتطبيق الوعود والعهود على أرض الواقع الفلسطيني.