الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

آن الأوان للالتفاف شعبيًا حَول الرّئيس

نشر بتاريخ: 18/09/2017 ( آخر تحديث: 18/09/2017 الساعة: 18:54 )

الكاتب: د.هيثم إبراهيم عريقات

فخامة الرّئيس الفلسطيني محمود عباس ومنذ توليهِ لزمام السّلطة وإدارتها، يسيرُ بخطىً واثقةٍ لتشييد حلم كل فلسطيني في بناءِ وطنٍ ينعم بالحريّة، والتّقدم، والسلام، من خلال بناء بلد المؤسسات بسواعد أبنائها، على أسسٍ متينةٍ من أجل مستقبل الأجيال القادِمة، وبالرغم من كلّ العقبات التي تقف في طريق سفينة الرّئيس لتحقيق أماني وتطلّعات الشّعب الفلسطيني، إلا أنّنا نَراه يدير الدفة، ويوجه السارية على أسسٍ تحفظ لهذه السفينة مكانتها.
قبل أيام غادَرنا الرّئيس إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتّحديد إلى مدينة نيويورك؛ للانضمام لأعمال الدورة الـثانية والسبعين للجمعيّة العامة للأمم المتحدة، حيث سيلقي فيها كلمةً، ويلتقي على هامِشِها بالرئيس الأمريكي ترامب في اجتماعٍ من الممكن اعتباره الانطلاقة والعودة إلى مباحثات السّلام وفق تطلعات أمريكيةٍ مقدمة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وبدعمٍ من عددٍ من الدول، كما سيتخلّل الزيارة برنامجًا حافلًا بالأنشطة والأعمال التي تندرج في ملفِ خدمة القضية الفلسطينية، فسيلتقي مجموعة من قادة الدّول المشاركة في أعمال دورة الجمعية العامة للامم المتحدة، ومن هنا فإنني أقول إنه لا يستطيع أي أحدٍ منا أن ينكر دور الرئيس وتوجيهاته للقيادة الفلسطينية، التي حافظت على مكانة القضيّة الفلسطينية على الساحة الدولية، الرئيس يحمِلُ بصيرةً وفطنة، ويدرك تمامًا حجم ما ينتظره من توجهات وآراء مختلفة، ولكنه لا يكلّ ولا يملّ في العمل ليلاً ونهارًا مع الأطراف المختلفة من أجل فلسطين وشعبها، ومستقبل أبنائها، ليرسل رسالة للعالم أجمع أنّ الشّعب الفلسطيني شعبٌ ينشد الحريّة والسّلام والعيش مع جيرانه بتسامح الأديان.
قبل ما يقارب الشهر كان هناك حراكٌ دبلوماسيّ أمريكي من خلال مستشار الرئيس الأمريكي ترامب وصهره جاريد كوشنر، ومبعوثه الخاص للمفاوضات الدوليّة جيسون غرينبلات، هذا الوفد الذي زار المنطقة والتقى الرئيس الفلسطيني، وعرض عليه التّصورات الأمريكيّة من أجل إعادة إحياء عمليّة السّلام، وإعادة الطرفين الفلسطينيّ والإسرائيليّ إلى طاولة المفاوضات، هذه المبادرة الأمريكية التي لاقت الترحيب الدبلوماسيّ من القيادة الفلسطينيّة، كما قام الرئيس بإطلاع الوفد الأمريكي على التّصورات الفلسطينية للسير نحو السلام بخطىً مدروسة من أجل الوصول للهدف المنشود وهو إقامة دولةٍ فلسطينيّة وعاصمتها القدس الشريف.
وتزامنًا مع زيارة الرئيس إلى نيويورك نجد حركة حماس في بيان أصدرته في وقتٍ مبكر الأحد المنصرم قد دعت فيه حكومةَ الوفاق الوطني للقدوم إلى قطاع غزة؛ لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورًا، كما وأشار البيان إلى موافقة حماس على إجراء انتخابات عامة، مشيرًا إلى استعدادها لتلبية الدّعوة المصرية للحوار مع حركة فتح، حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاته، وتشكيل حكومة وحدةٍ وطنيةٍ في إطار حوار تتشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011 كافة.
من هنا فإنّني أقول آن الأوان الالتفاف شعبيًا حول سيادة الرئيس، وقيادته في ظلّ هذه المشاهد المختلفة والتي تصب نحو إحياء عمليّة السلام من ناحية، والقضاء على حالة الانقسام من ناحيةٍ أخرى، للحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية، كما وجب علينا تقديم الدّعم الكامل للقيادة الفلسطينيّة من أجل منحها الثقة والقوة في إدارة الملف الذي من شأنه جعل القيادة الفلسطينية تقف على أرضيةٍ صلبة في مواجهة أيّ مخططٍ يمسّ بتاريخ الشّعب الفلسطينيّ وتطلعاتِه، وعلينا التّوحد من أجل إرسال رسالة واضحة للعالم أنّنا شعب يجمعنا حب الوطن، وشعب نَنشُدُ الحريّة والسّلام.