الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

خطاب الرئيس..هل هو خطاب الواثق أم خطاب المفارق!؟

نشر بتاريخ: 22/09/2017 ( آخر تحديث: 22/09/2017 الساعة: 14:24 )

الكاتب: منذر ارشيد

كفلسطيني صاحب رسالة لا أتوانى أن أقول رأيي وانتقد ما أراه خطئا ولم أفكر بعواقب الأمور إطلاقا.
هذه المرة وانا أستمع لخطاب الرئيس حاولت أن أجد ما يمكن نقده ربما وجدت نقطة أو نقطتين كباحث عن خطأ هنا وهناك "لعل عبقريتي تتجلى" ولكن مع تراكم الإيجابيات ما عاد بإمكاني الإنتقاد وقررت تنحية العبقرية هذه المرة.
أقول رأيي وأمري إلى الله وليتجلى غبائي هذه المرة.
لأول مرة أشعر بالزهو والفخر وأنا أرى فلسطين تتحدث والعالم يستمع بكل إحترام والوفد الإسرائيلي يكاد أن يختبيء في ثيابه. 
لا أدري وقد كنت كالعاده أقول في نفسي..( ماذا سيقول وتعودنا على القول )... وهل من جديد..؟
ولكن مع أول عشرة دقائق من خطابه شعرت بأهمية القول والخطاب .. هذا الخطاب والذي ولأول مرة لم أشعر بالملل، وكنت أتمنى أن يستمر ويستمر وأنا أستمع لفقرات ممتعة.
تحدث الرئيس كلام الواثق بنفسه مرتاحا دون تصنع ولا إبتذال تحدث في أهم محفل عالمي وكأنه يتحدث في المجلس الثوري او المركزي ..لم يهتز لحظة بل كان قويا. كلام موزون ينسحم مع تطلعات الشعب الفلسطيني..كلام قوي كنا ننتظره منذ زمن.
تحدث الرئيس الذي كان يراهن على منطق الحق الذي هو الرصيد الحقيقي لقضيتنا، ولكن للأسف لم يلق َهذا الرصيد من يصرفه طيلة نصف قرن وما يزيد..
راهنا على أوسلو التي جاءت من خلال الأمر الواقع الذي فرضته المعادلات الدولية والظروف الإقليمية وقد تم حصار الفلسطينيين في كل مواقع تواجدهم..
أبو مازن وهو كما يقال (مهندس أوسلو) إكتشف متأخرا أن أوسلو كان بدون ضمانات دولية ولا أي قوة تساعد على تنفيذه وقد تم إسقاط المقاومة التي هي الرافد الأقوى في مثل هكذا توجه لشعبة يناضل من أجل إستعادة حقوقه... فاستضرطنا العالم وقيل (دبروا راسكم مع عدوكم).
حتى لا نجلد الذات ليس بالإمكان أكثر مما كان ونحن أبناء اليوم...
اليوم وضع الرئيس أبو مازن العالم والمؤسسة الدولية أمام مسؤولياتهم لعل وعسى...!
الخطاب كما أسلفت خطابا قويا شاملا ربما غلبت عليه (العاطفة) قبل أن تعود العاصفة.. وهو أمر ربما وجد فيه الرئيس ضالته بعد أن إستنفذ كل وسائل الإقناع السياسية والمنطقية.
ولكن أن يتحدث الرئيس بهذه القوة وهو السياسي المحنك والعارف بأن العالم وعلى رأسه أمريكا منحازا بكل قوة لإسرائيل هنا تكمن الحيرة... والأخطر قوله أن بريطانيا إرتكبت جريمة وعد بلفور .....وهنا أيضا نتوقف لنقول... من يجروء..!
ربما ليس جديداً فقد قالها الزعيم الراحل عبد الناصر قبل نصف قرن (وعد من لا يملك لمن لا يستحق).
تجرأ الرئيس أبو مازن وأعاد الحق إلى نصابه... بريطانيا التي ترتبط إرتباطا إستراتيجيا بأمريكا وبالكيان البلفوري يقرر الرئيس أن يقاضها وقد أدانها بأشد العبارات.
وهنا .... وبصريح العبارة تناقض محكم بين أوسلو والأعتراف بإسرائيل وبين نفي أحقية إسرائيل بالوجود..
هل الرئيس حرق سفنه وقرر أن يبق البحصة..!
أم أن خلف الكواليس وكما قال (صفقة القرن)
كيف سيكون رد بريطانيا ..؟
وهل سنشهد حملة مضادة تشنها بريطانيا للدفاع عن نفسها
او أنها ستعتذر
أمام الحالتين علينا أن نتوقف ونتساءل
هل هي عبقرية من أبو مازن أم هي حركشة لإحراج بريطانيا
لتدخل في عملية الصفقة القرنية ليكون تأثيرها أقوى مع أمريكا وللضغط على المجتمع الإسرائيلي الضاغط على قياداته ...وقد عبر الرئيس عن دهشته وهو يقال أين هي الصفقة..!!
وكأني به يرد على قول رئيس مصر الذي وجه رسالة إلى الإسرائيليين بما عبر به بخطابه وهو يقول لهم (ثقوا بقيادتكم).
نحن أمام خطاب ليس عادي وقد اعتمد الرئيس على بعض النقاط الخلافية لدي الجمهور الفلسطيني ولكنها مقبولة لدى النظام العالمي عندما أكد أنه سلمي لأبعد الحدود وضد الإرهاب والعنف وهذه عبارة تحمل عدة أوجه أهمها المقاومة.
هو لم يقل المقاومة التي يعتبرها شعبنا حق مشروع لا بل خط أحمر، ولكنه لم يفسر قوله بما يرضي الناس حتى لا يغضب المجتمع الدولي ..
ولكن ورغم تأكيدة المطلق على سلمية توجهه الممجوج لدى المعارضين إلا أنه قال كلاما أخطر وأقوى من لو قال *المقاومة المقاومة.
ولأول مرة فاجأ الرئيس كل المستهترين بالقضية الفلسطينية
بأكثر من مسألة وفيها ترديد لعبارة الراحل أبو عمار
(لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي)
1-بريطانيا ووعد بلفور.......
2-لتتسلم إسرائيل مسؤلياتها الإحتلاليه
3- اذا لم تتحقق الدولتان فالنعُد للدولة الواحدة من البحر الى النهر.......من البحر إلى النهر......(وكملوا يا حماس)
وعودي يا فتح.......ويجعل ما حدا حوش
ونقاط اخرى في خطابه يمكن لكل واحد منا أن يسهب بالحديث عنها ويكتب صفحات وصفحات حملت معاني الضجر من الدول الراعية والتي تدلل إسرائيل على حساب شعب فلسطيني تحمل تبعات الظلم الدائم...الذي يجب أن ينتهي أو يدوم إلى ما شاء الله ....
خطاب لمن يريدون ان يفهموا أنه
خطاب الواثق أو خطاب المفارق ... !
وهنا أعني بالضبط ما أقول
إما واثق بصفقه...أو مفارق لحفله.....!
صفقه يتم تداولها من أجل تسويقها وإشباعها حورا ونقاشا واقناعا ً
أو حفلة جماهيريه كبيرة وعظيمه
وكأني به متوجها إلى غزة وأراه يلقي كلمة أخيرة في ساحة السراي وفي حشد مليوني وقد توحد شعبنا الفلسطيني من جديد..ليعود الصراع كما أراده الله حتى يأتي أمره وعده.
وعلى المحللين أن يحللوا قولي هذا كما يحلوا لهم
فهل الزلزال قادم..!؟

والله من وراء القصد