السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

خطاب الرئيس انتفاضة سياسية

نشر بتاريخ: 25/09/2017 ( آخر تحديث: 25/09/2017 الساعة: 15:01 )

الكاتب: خليل قراجة الرفاعي

توحدوا. استعدوا. فانتصروا.
لن نكون ضحية مرة اخرى. الذي يخرب حل الدولتين يدفع الثمن. لسنا وحدنا. العودة الى نقطة الصفر. ونعيد من الاول. ولن نتراجع.
بات من الواضح ان القيادة السياسية الفلسطينية تتعرض لضغوط قاسية دوليا اهمها الاعتراف بيهودية اسرائيل. وفي ظل تآكل حل الدولتين نتيجة التكثيف الاستيطاني الاستعماري ونتيجة ضعف المجتمع السياسي الدولي وعدم ممارسة اي ضغط على دولة الاحتلال بالتراجع عن احتلالها. وعوامل كثيرة اخرى.
وفي المقابل حصل الرئيس ابو مازن على جوهرة شكلت له ولبرنامجه الدعم الاقوى له على مدى سنوات رئاسته تمثلت في الانتصار الوطني في معركة باب الأسباط التي تلاحم فيها الموقف الشعبي مع الموقف الرسمي. بل لعل الرئيس استثمر بكل طاقته المشهود لها، لحظات القوة هذه لاتخاذ قرارات وتنفيذ قرارات قاسية على المستوى السياسي.
معركة باب الأسباط أشاعت أمل بنجاح برنامج الرئيس. اذ فعلا توجه المقدسيين ومن معهم بصدور عارية الى بوابات المسجد الاقصى وانتصروا.
وكأني بالرئيس يجلس ليعيد صياغة المشهد ذاته بصورة سياسية. وهذه سمة تميز بها القادة الفلسطينيون. باستثمار موجات العمل الشعبي لتحسين الموقف الفلسطيني. وقادها الرئيس ابو مازن بصورة متناهية الدقة والاحتراف في المكان والزمان اللازمين بافضل الصور.
كلمات السيد الرئيس الاخيرة هي كل الموضوع الذي بدأه منذ ان اختط سياسة المقاومة الديبلوماسية القانونية. خطا قويا ليس بالعنيف لا الدموي ولا بتهاون. غير منتظرا فرج المفاوضات دون رافعة قادرة على وقف الاستهبال الاسرائيلي للمجتمع الدولي.
الكلمات الاخيرة في خطابه حملت رسالة الى الجميع ليست لاحد دون الاخر. الرسالة الاولى هي رسالة تحدي. فمن يجرؤ اليوم على الإشارة الى فلسطين التاريخية؟ فهي رسالة الى اسرائيل. مضمونها اذا اردتم تخريب حل الدولتين فلن نذهب الى المجهول. سنعود الى البدايات الى نقطة الصفر. فاعيدوا حساباتكم.
الرسالة الثانية الى العالم اجمع وخاصة الدول العظمى، وحيث ربط بصورة واضحة الربط بين الارهاب والتطرف وبين الاحتلال. عند ذلك الافاق ستفتح وهنا مارس الرئيس حنكته بصفته سياسي بارع ذو بعد نظر. وليس كرئيس دولة فلسطين فقط. اذ انها نصيحة لهذا العالم الذي يحارب القشور دون الجذور في معركة مكافحة الاٍرهاب.
الرسالة الثالثة للشعب العربي الفلسطيني. ان استعدوا. هناك ايام قد تكون قاسية على الجميع. ليرتاح الجميع. فتعبير اما حرية كاملة او لا حرية تعني وبصورة جلية. ان التحدي لن يكون من جهة دون اخرى. ولا من مدينة دون اخرى ولا تنظيم دون اخر وان كانت حركة فتح تتولى دوما ومنذ تاريخها الاول بذات القيم الوطنية. حماية الشعب والقضية بكل ما تملكة من ذخيرة شبابية ونضالية.
لهذا فان الخطاب ليس كلمات عابرة ولا خطاب للتصفيق ولا الترويج. بل للعمل. العمل لاجل ان نعيش وتعيش اجيال قادمة بالحرية. كل الحرية.