الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

المعارضة تمارس اسقاط النفس للدفاع عن نفسها

نشر بتاريخ: 26/09/2017 ( آخر تحديث: 26/09/2017 الساعة: 11:19 )

الكاتب: المحامي زيد الايوبي

الاسقاط النفسي في علم النفس هو حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد عيوبه ورغباته المحرمة والعدوانية الى خصومه حتى يبرء نفسه ويبعد الشبهات عنه فالكاذب يتهم معظم الناس بالكذب.
وبذلك يكون الإسقاط Projection آلية نفسية شائعة يعزو الشخص بوساطتها أو عن طريقها للاخرين احاسيس وعواطف ومواقف وممارسات غير محمودة كبتها بداخله ومارس سوؤها لكنه ينكرها ولا يقرها لانه يعلم مسبقا انها منبوذة اجتماعيا او سياسيا.
عالم النفس سيجموند فرويد مؤسس التحليل النفسي يؤكد على ان الاسقاط هو حيلة لا شعورية من حيل دفاع الانا بمقتضاها ينسب الشخص إلى غيره ميولاً وافكاراً مستمدة من خبرته الذاتية يرفض الاعتراف بها لما تسببه من الم وما تثيره من مشاعر الذنب، فالإسقاط بهذه الحالة يكون أسلوب دفاعي لاستبعاد العناصر النفسية المؤلمة الكامنة في نفس المدافع عن نفسه بمهاجمة الاخرين ورميهم بما هو فيه.
في واقعنا الفلسطيني فان بعض الجهات المعارضة في فلسطين تعبر عن ضعفها وفشلها وعدم ثقتها بنفسها من خلال ما يعرف بعلم النفس الاعلامي بالاسقاط النفسي على الخصم السياسي بحيث يعزو هؤلاء المعارضون للسلطة واركانها صفات كامنة في نفس المعارضين ومسلكيات مارسوها فعلا، فعندما تتهم حماس بعض قيادات السلطة مثلا بالفساد فهي بذلك تمارس الاسقاط النفسي بحق خصومها فتتنكر لما تعاني منه وما تمارسه على ارض الواقع والذي لا يخفى على احد باتهام الاخرين بما تعاني منه هي بشكل اسعترائي مفضوح..
ايضا في ذات السياق نلاحظ ان وسائل اعلام الدحلان تمارس الاسقاط النفسي بحق الرئيس والسلطة بشكل واضح فعندما تنسب هذه الوسائل تهما بالخيانة والفساد لقيادات السلطة فان هذه الوسائل الدحلانية تستخدم الية دفاعية نفسية تعبر عن ما كبته ومارسه الدحلان ومن معه من سلوكيات غريبة على قيم شعبنا سواء على مستوى الفساد او حتى الخيانة او حتى جرائم التعذيب في السجون للمعارضين فمن منا لا يعرف ممارسات الدحلان واتباعه عندما كان في السلطة.
بعد كل هذا فانني ارى ان الشعب الفلسطيني يفتقد للمعارضة الاخلاقية صاحبة الفكر والسلوك الطاهر فمن يتنطعون بالمعارضة من اجل المعارضة في بلادنا ليسوا افضل ممن يعارضونهم بل لو درسنا احوالهم بعمق لوصلنا لنتيجة مفادها انهم شياطين يدعون النبوة وما ممارستهم للاسقاط النفسي كوسيلة دفاعية ما هو الا دليل على تضليلهم وضلالهم...