الثلاثاء: 19/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

قراءة في أفكار ومقترحات الدولة الواحدة

نشر بتاريخ: 25/09/2017 ( آخر تحديث: 25/09/2017 الساعة: 15:57 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

حل الصراح العربي الإسرائيلي كما يقال هو احد شكلين لا أكثر ولا اقل، إما حل الدولتين وهو ما جرى عليه المفاوضات لمدة ثلاثين عاما تقريبا دون فائدة، وهو ما بدا الإجماع عليه لدى كافة الإطراف باستحالته، والثاني وهو حل الدولة الواحدة أو ثنائية القومية أو الدولة الديمقراطية العلمانية كما طرح البعض أو "اسراطين" كما طرحها الزعيم الليبي السابق.
فمقترحات الدولة الواحدة لم تكن غريبة بل كانت إحداها أفكار طرحت من داخل حركة فتح على أساس دولة علمانية وهذا لم يكن إجماع الحركة وكان قبل سنوات غابرة ولم يعد ضمن أبجديات الحركة في الوقت الراهن، وكذلك كان من ضمن طروحات الحزب الشيوعي ولاحقا من مقترحات الجبهتان الشعبية والديمقراطية لكن كل منهما لم يلاق أي صدى حتى هذا العام لان كل التوجهات السابقة كانت تصدم برفض أي حلول من قبل البعض وخاصة حركة حماس التي طرحت وثيقة التغيير وهي لم تبين مدى حجم طرحها في ذلك، وكأنها تقول اقبل بحل الدولتين ولكن أريد مقاومة حتى تحرير فلسطين، بالتالي فالإجماع على أية حلول مقبولة لم تكن قائمة ولن تكون موجودة الآن أو لاحقا.
على الجانب الصهيوني الآخر لم يكن هذا الطرح جدي وقد تبنته بعض الأحزاب اليسارية كأفكار دون حلول جدية أو طرح جدي، على الساحة الفلسطينية كذلك كشعب فلسطين لن يكون مطروح بشكل يمكن أن يؤدي إلى حل مستقبلي.
ولا يمكن حسب اعتقادنا أن يعود طرح الدولتين إلا مؤقتا بانسحاب إسرائيل نتيجة أعمال فدائية إلى ما بعد الجدار دون تفاوض كما فمل شارون في غزة وكان يريد ذلك في شمال الضفة وهو سيبقى فقط في اتجاه توسيع نفوذ الفلسطينيين فوق أرضهم دون حل جدي وجذري وسيكون مؤقت.
اعتقد ولست جازما أن الشارع الفلسطيني يقبل بحل دولة واحدة على أساس أن يكون اسمها فلسطين ودينها الرسمي الإسلام وحدودها التاريخية وعلمها الأربعة ألوان، ويمكن استيعاب ما يتبقى من اليهود بعد السماح لليهود ممن يرغبون بالرحيل، فيتم استيعاب ربع أو ثلث المتبقي فوق ارض فلسطين كحالة إنسانية كما أستوعبهم من قبل المسلمين عندما رفضتهم أوروبا النازية.
وما يدور عن صفقات قرن أو غيرها لن تكون مقبولة فوق ارض الواقع والفلسطينيون والشعوب العربية لن تقبل بحل دون دولة فلسطينية فوق ارض فلسطين ذات الطابع والوقف الإسلامي، ويصح القول هنا انه ليس هناك حل سلمي مقنع لأي من الأطراف وقد تقدم السن بمن هو يرضى التفاوض ولن يسعف الوقت أيا منهم ولن يكون هناك من يمكنه فرض حل من هذا القبيل على الفلسطينيين.