الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

إن شاء الله

نشر بتاريخ: 03/10/2017 ( آخر تحديث: 03/10/2017 الساعة: 10:12 )

الكاتب: ماهر حسين

كل ما يمكن للمواطن الفلسطيني العادي قوله تعقيباً على ما يحدث من خطوات حثيثة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحماس لتجاوز الإنقسام وإعادة توحيد الوطن تحت راية قيادة واحدة هو .. إن شاء الله.
ربنا يتمم على خير.
يا رب.
هذا حـــال المواطن غير الواعي حتى الآن لأسباب الإنقسام ولمبررات الإنقلاب ولاحقاً لمسببات المصالحة ولمبرراتها.
هناك تغيرات أدت الى تسارع الخطوات نحو المصالحة وهذه التغيرات أتت بالغالب بفعل خارجي مدعوم من الداخل حيث نجحت مجموعة العوامل الخارجية والداخلية في التأثير على موقف حمـــاس ودفعها للمصالحة الوطنية التي نرجو أن تكون شاملة ونهائية.
لقد رافق الإنقلاب في غزة حرب إعلامية وتحريض ديني كان له أبطال نراهم اليوم بحمدالله يتراجعوا عن المشهد الإعلامي والسياسي ولقد أثر هذا التحريض في المجتمع الفلسطيني عموما وخلق حالة من الإحباط العام.
اليوم نحن أمام واقع جديد وأمام فرصة حقيقية لإستعادة وحدتنا الوطنية فها نحن بحكمة القيادة وبهمــــة الشرفاء نعيش الأمل بإستعادة الوحدة.
سأعود الى المواطن الفلسطيني الذي هو أساس المصالحة وهدفهـــا.
فما يفهمه المواطن بفطرته الوطنية السليمة بأن الإنقسام خاطئ ومضر، وأن الوحدة والإتفاق مفيد لقضيتنا ولشعبنا، وهو ما يليق بنا كشعب ساعٍ للحرية والإستقلال.
ولهذا يجب أن يكون المواطن الفلسطيني العادي الوطني بفطرته قوة داعمه للإتفاق وهذه القوة بحاجة الى تفعيل ليكون لها دور في تجاوز كل الصعوبات الاحقة في هذا المســـار الطويل.
وعلى الجميع أن يعي بأن المواطن الفلسطيني بفطرته الوطنية السليمة يدرك أن خلفية الخلاف بين فتح وحماس ليس سياسياً في الموقف من الصراع إذ يوجد تقارب كبير في الموقف السياسي بين حمـــاس والسلطة، والموقف المبدئي من الصراع القائم، بحيث يسعى الجميع لإنهاء الصراع مع الإحتلال بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على أراضينا المحتلة عام 1967.
هذا هو موقف حماس المُعلن مؤخراً من الدوحة، وهذا هو الموقف السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية، وهو أيضاً أحد أهداف حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) المتوافق مع برنامجها السياسي ويجب التأكيد بهذا السياق بأن حمـــاس ومنذ إتفاق الدوحة ووثقية الفندق توافقت مع الموقف السياسي الفلسطيني الرسمي، وبالتالي بات التقارب في الرؤية والموقف السياسي واضحاً للجميع بل إن موقف حماس السياسي أقرب لفتح من بعض المنظمات الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية وأتحدث هنا عن بعض الفصائل المعـــارضة.
مما لا شك فيه ولا مجال للنقاش فيه أو الحوار حوله هو أن تجاوز الإنقسام يصب في مصلحة المواطن الفلسطيني في غزة أولاً، وهذا هو الأهم بالنسبة لي حيث يجب التخلص من الحصار واليأس وكذلك يجب التخلص من فكر الأنفاق وعقلية الإنقلاب وهذا يحتاج الى جهد كبير ومن ثم هذا الإتفاق يصب في مصلحة القضية الفلسطينية وتمثيلها كما ان هذا الإتفاق يزيل عن كاهل فتح وحمـــــــــاس غبار الإنقسام وعار الإنقلاب الذي كان يطارد التنظيمين ويضعف من حضورهمـــا.
قطعاً وبلا تردد ...
المواطن الفلسطيني يأمل أن يكون القادم أفضل ويأمل أن تكون الخطوات التي يتم اتخاذها حقيقية وفعلية وصادقة لتجاوز الإنقسام والحفاظ على القضية، فكل فلسطيني وطني يخشى من أعداء الوحدة في الداخل والخارج وهم كثر.
فما زالت الذاكرة الفلسطينية مثقلة بتصريحات الزهار بعد إتفاق مكة المكرمة هذه التصريحات الموجهة ضد الإتفاق والوحدة وقد كانت هذه التصريحات يومها مؤشر على صعوبة إنجاز إتفاق مكة المكرمة بذلك الوقت.
فما هو موقف الزهــار وحمــاد والبردويل وغيرهم بينما في المقابل كل قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مع المصالحة تماما وستكون فتح داعمة للموقف الوطني في حمـــاس.
اليوم، الكل يخشى من بعض أعداء الوحدة رافضي المصالحة ممن أستفادوا مادياً وسياسياً واجتماعياً عبر تمكين واستمرار الإنقسام .
بكل إيمان أقول ..
إن شاء الله ستنجح المصالحة .
وربنا يتمم على خير هذه الجهود المباركة الساعية لإنهاء الإنقسام الملعون .
ويارب يكون القادم أفضل لشعبنا ولقضيتنا.