الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
جيش الاحتلال يعتقل جهاد نواجعة رئيس مجلس قروي سوسيا بالخليل

لماذا غابت النساء عن لجان المصالحة الفلسطينية؟

نشر بتاريخ: 18/10/2017 ( آخر تحديث: 18/10/2017 الساعة: 17:25 )

الكاتب: اماني كساب

رغم المناداة المستمرة من قبل الأطر والمؤسسات النسوية بضرورة إشراك النساء الفلسطينيات في كل الجهود الرامية إلى رفعة وتقدّم المجتمع؛ إلا أن الأحزاب السياسية ما زالت تهمّش هذه المطالب التي هي استحقاق كون المرأة شريكة في كل مراحل وأدوات النضال.
وعندما حلّت كارثة الانقسام بالمجتمع الفلسطيني؛ كانت المرأة الفلسطينية أول من وقف في وجه المنقسمين رافضن على مدار 11 عامًا، استمرار هذا الوضع، وحاولن الحفاظ على النسيج الاجتماعي بل ودفعن ضريبة هذه المرحلة السوداء، فكانت أول من خرجت إلى الشارع لرفضه، بعد أن كانت شاركت أصلًا في جهود مسبقة من أجل منع الانقسام، ولكن عند تشكيل لجان المصالحة تم تغييب هذا الدور النضالي للمرأة تمامًا.
عن أهمية مشاركة المرأة الفلسطينية في كل الفعل السياسي القائم وعلى رأسه لجان جهود المصالحة، تقول د. آمال حمد مسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في المحافظات الجنوبية إن المرأة الفلسطينية شريكة في النضال الوطني، وهي تشكل نحو 50% من طاقات المجتمع وأثبتت نفسها في كافة المراحل والمحطات النضالية الوطنية الفلسطينية، فوجودها استحقاق وليس منة من أحد، نظرًا لأهمية دورها في مواقع صنع القرار وتحديدًا في لجان المصالحة الجاري تشكيلها.
وأكدت ضرورة أن تكون ممثلة وموجودة بحجم تأثيرها في القضايا الوطنية الفلسطينية، فهي أكثر شريحة تأثرت بحالة الانقسام السياسي عبر ضرب النسيج الاجتماعي داخل أسرتها أو من خلال تبعات الانقسام السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية اليومية.
وحمّلت حمد مسؤولية تغييب النساء لكافة الأحزاب السياسية نتيجة عدم تمكين المرأة من القيام بدورها وتهميش تواجدهن، فهي غُيبت بقصد من قبل الأحزاب السياسية فهنّ دائمًا يدفعن الثمن في كل الأزمات وعند جني الثمار يتسابق الرجال، وعبّرت عن أملها أن يتم الاستجابة لمطالبهن وإشراكهن في اللجان الفرعية والتخصصية في المرحلة القادمة.
الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بدوره أصدر بيانًا طالب فيه بوجود النساء في لجان المصالحة ، كما يعكف حاليًا على عقد اجتماعات بالشراكة مع بعض المؤسسات النسوية بغرض الضغط على صناع ليكون هناك وجود نسائي حقيقي وليس شكليًا في لجان المصالحة، وسيتم تحديد جزء من السياسات والإجراءات التي ستٌنفذ.
أما د. مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فأرجعت غياب المرأة عن لجان المصالحة إلى الثقافة الذكورية التي تسيطر على المجتمع ككل والأحزاب السياسية جزء منه، والذي يعتبر دور المرأة ثانويًا، رغم أنها تكون موجودة في النضال على الأرض، وعند الإنجاز يتناسون هذا الدور، مؤكدة ضرورة أن يعلو صوت المرأة الفلسطينية داخل الأحزاب وعدم حصرهن في الملفات التي تخص النساء فقط.
وأضافت أنه من غير المسموح أن تكون المرأة شاهد زور أو بعيدة عن القضايا الوطنية المصيرية، مطالبة بضرورة التحرك الفاعل من الاتحاد العام وكافة الأطر والمراكز النسوية من أجل اتخاذ خطوات إجرائية على الأرض للضغط على صناع القرار لوضع نسبة لتمثيل المرأة داخل لجان المصالحة.
وعقب القيادي في حزب الشعب وليد العوض على تغيب الفصائل لدور النساء في لجان المصالحة بأن هذا عائد للتركيبة القياديه لبعض الفصائل، فالتمثيل النسائي فيها ضئيل نتيجة الأفكار الذكورية الموجودة في مجمل الهيئات القيادية السياسية وهذا خطأ، موضحًا أن حزب الشعب أشرك الرفيقة عفاف غطاسة في الوفد المشارك بحوارات عام 2011.
بدورها أكدت الصحفية شيرين خليفة أن غياب النساء عن لجان المصالحة هو نتيجة طبيعية لحالة التهميش التي تعيشها النساء داخل الأحزاب السياسية الفلسطينية، في الواقع فإن النساء عادة يدفعن الثمن مضاعفًا، شاركن في النضال ودفعن ضريبة الانقسام السياسي لكن ما زالت الأحزاب تهمش أدوارهن.
واعتبرت أنه ليس من العدالة في شيء التعامل مع المرأة بهذه الطريقة، خاصة وأنهن أول ما نادين بضرورة إنهاء الانقسام بل ولم يكنّ جزءًا من منظومته التي قوّضت مقدرات المجتمع الفلسطيني وحاولن بذل جهود أكبر من أجل حماية النسيج الاجتماعي الذي تضرر بشدة نتيجة للانقسام، مذكّرة بأهمية أن يمارس الإعلام الفلسطيني دورًا داعمًا لجهود النساء في مختلف مواقعهن الداعمة للمصالحة حتى وإن كانت الأحزاب همشت دورهن، ومع ذلك لا بد من مواجهة كل الفصائل بتقصيرهم في هذا الجانب.
إن هذا التغييب للمرأة الفلسطينية يعكس ضرورة قيام الأحزاب السياسية بمراجعات داخلية حول تمثيل النساء في الأطر القيادية وإن كانت تتواءم مع تواجدهن على الأرض، ومعالجة هذا الخلل، كما تفرض من جديد على الناشطات في العمل النسوي داخل الأحزاب على تقييم تجربتهن وكيفية ضمان تمثيلهن على النحو الذي يطمحن له.