الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عودة الوعي

نشر بتاريخ: 19/10/2017 ( آخر تحديث: 19/10/2017 الساعة: 09:56 )

الكاتب: أحمد طه الغندور

لعل ما شهدته موسكو اليوم في الجلسة الختامية لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي؛ يعتبر رداً غير مسبوق على ممثلي الاحتلال بسبب انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني واعتقال 13 نائبا فلسطينياً في المعتقلات الإسرائيلية دون ذريعة قانونية أو حكم محكمة حيث أن أكثرهم يقضي أحكاماً بالحبس الإداري المخالف لقواعد القانون الدولي الإنساني.
فقد طالب رئيس البرلمان الكويتي الشقيق؛ سعادة النائب/ مرزوق الغانم بطرد وفد "الكنيست" من القاعة قائلا: "ان لم تستحوا افعلوا ما شئتم “، كما وصف رئيس الوفد السوري "تل أبيب" بأنها شقيقة الفاشية، في حين أكد مندوب باكستان ان الاحتلال يمارس الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، وكما دعت نائبة تونسية إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية لبحث انتهاكات "تل أبيب" لحقوق الإنسان وخاصة فيما يخص البرلمانيين الفلسطينيين.
وقد وافق المؤتمر على تقرير لجنة حقوق الإنسان الذي أدان الاحتلال، هذا ما حدث قبل سويعات معدودة يعتبر بمثابة عودة الوعي إلى العقل الرسمي العربي، بعدما توالت الأخبار المؤسفة وخاصة في الأسبوع الماضي تتحدث عن الانهيار الأخلاقي العربي وخاصة في الساحات الدولية.
فلا مجال للمقارنة بين ما حدث اليوم وبين ما حدث في ساحة اليونسكو في اختيار مرشح لرئاسة الأمانة العامة للمنظمة الدولية وكيف حاربت الدول العربية مرشحيها، بل وإن صدق القول فقد كان للرشوة السياسية والمالية دور واضح فيما حدث بين الدول.
كما لا يمكن غض الطرف عما يحدث من لقاءات تطبيعية مع ممثلي الاحتلال من بعض الشخصيات الوازنة من الدول العربية والخليجية خاصة، التي تدلي بتصريحات تسيئ إلى قضية العرب الأولى وتضر ضرراً بالغاً بالحقوق المشروعة بالشعب العربي الفلسطيني، وتعطي الاحتلال شعوراً بالأمان والانتصار ووهم بمقدرته على تجاوز القنوات الشرعية الفلسطينية في البحث عن أي حال عادل للقضية الفلسطينية ما دام أن هناك كيانات عربية تعترف بالكيان الغاصب ووجوده غير الشرعي على أرض فلسطين بغض النظر عما اتفقت عليه الدول العربية من على منبر جامعتها العربية وما طرحته من بنود في إطار المبادرة العربية.
ولعل ما يثير الاشمئزاز أن هذه التصرفات غير المقبولة بدأت تضرب عميقاً في المجتمع العربي وخاصة الخليجي، حين نلمس الضغط الذي يمارس من الجهات الرسمية على بعض المرجعيات الدينية لتشارك في الجريمة، الأمر الذي يتجاوز الحياة السياسية إلى إدخال الشبهات لدى المراجع الدينية ومشاعر الإيمان لدى المجتمع العربي المسلم.
كما بدأ الأمر يخالط الجوانب الرياضية والثقافية والفنية، وكأن المنطقة باتت تعيش في سلام مطلق لا يعكر صفوه اعتداءات إسرائيلية احتلالية على المستضعفين في فلسطين، أو أن الاغتيالات والمؤامرات لم تصل شواطئ الخليج من قبل عملاء الموساد.
إن الثمن الخاص بغياب الوعي كلفته عالية جدا على المجتمع العربي ومواطنيه إضافة إلى موارده الطبيعية، فأنتم في عين الاستهداف، ولعل نظرة واحدة إلى العراق اليوم ومحاولة تقسيمه كافية كإنذار لفهم حقيقة ما يحدث.
ولعل أحفاد الصحابة الكرام من أمثال التائب الغانم قادرة على فضح خيباتكم وضحالة وعيكم، فلا قرت أعين الجبناء.
والتقدير كل التقدير لشرفاء الأمة.