الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل اليونسكو نظيفة من إسرائيل وأمريكا الآن؟

نشر بتاريخ: 19/10/2017 ( آخر تحديث: 19/10/2017 الساعة: 09:59 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لقد حالف الشعوب المقهورة الزمن أول مرة عقب نهاية الحرب العالمية الأولى في إنشاء عصبة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، كسبيل للخلاص من الاستعمار والاحتلال والعدوان ونهب الخيرات، وترك الشعوب الفقيرة والأقل حظا أن تعيش في سلام وأمان ودون استغلال وان يتم استغلال كافة الموارد والنفقات على الحروب في سبيل النهوض بالشعوب والأمم الفقيرة، فكان للأمم المتحدة أن تنهض من سبات عميق وكبير ومن سنوات مظلمة، أُكل فيها الضعيف وترهل الكبير وظهر فيها الشعوب الآكلة وخفتت فيها الشعوب المأكولة، فكانت الغلبة للقوي على الضعيف، ولكن هذا الحلم لم يكتمل لان الدول القوية بجبروتها وإرهابها فرضت على الدول الوليدة أنظمتها وإجراءاتها للحفاظ على ميزاتها ومصالحها التي لم تراع أي حقوق للشعوب والناس الفقيرة، فقسمت فرنسا وبريطانيا وطننا العربي الكبير ونهبت خيراته لعشرات السنين واحتلت أمريكا العالم بمصالحها وحروبها غير العادلة.
فالإرهاب ليس فقط في السلاح بل أن إرهاب الفكر هو اخطر بكثير من حمل السلاح وقتل النفس وهو ما اعتمدته إسرائيل وحلفائها وخاصة أمريكا الذين سلبوا حق الشعب الفلسطيني في أرضه، واستولوا على علمه وثقافته وحضارته، حتى أكلات الفول والحمص والشكشوكة اعتبرها اليهود في فلسطين جزء من حضارتهم وتاريخيهم الذي لا يطول أكثر من نشاف ماء مجارينا التي سالت قبل رحيل سنة النكبة، واعتبروا أنفسهم وكأنهم التاريخ والحضارة.
اليوم لن يستطيع العالم الصبر أكثر أو السكوت أكثر على ذلك بل سيكون هذا جزء من الحفاظ على الهوية الفلسطينية، فما حصل في منظمة اليونسكو من رغبة أمريكا وإسرائيل في الانسحاب من منظمة دولية مهمة تهتم بالعلم والثقافة والتربية، يبرر وبوضوح أن أمريكا وإسرائيل بلاد إرهاب وتخلف وجبروتهم لا يقوم على عدالة أو منطق بل هو الاستعلاء والاستكبار على قيم الإنسانية التي رسخت وجود الأمم المتحدة، وقامت على امن وسلم المجتمع الدولي دون تحيز أو عنصرية أو فرقة على أساس ديني أو قبلي أو غيره وان حكم الشعوب والتعامل معها أهمه يقوم على مبادئ الإنسانية الكريمة.
فاليوم سيشهد مسيرة طويلة في رفض الظلم والقهر، وظهور إرهاب إسرائيل أمام العلن، ولن يكون العالم شماعة لتغطية هذا الإرهاب أمام صوت وصورة المواطن الحر صاحب الكلمة الحرة والذي لم يعد يهاب إسرائيل أو إرهاب أمريكا.