الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

معركة مصر مع الإرهاب الدولي

نشر بتاريخ: 22/10/2017 ( آخر تحديث: 22/10/2017 الساعة: 16:36 )

الكاتب: موفق مطر

يهدف الارهابيون بضرباتهم الدموية المؤلمة لقوات أمن الشقيقة مصر العربية، الى اعادة مصر نحو مربع الانشغال بذاتها، وابعادها عن مركز الثقل في القضية الفلسطينية.. ذلك أن مشغلي الارهابيين يدركون جيدا أن ما يصيب مصر يصيبنا، وما يؤلم مصر يؤلمنا، وما تفرح له مصر يسعدنا، وأن انتصار مصر على الارهاب انتصار لعروبتنا وانسانيتنا ولقضيتنا.
نعرف جيدا أن الجماعات والتنظيمات الارهابية الاجرامية العاملة في سيناء أو في اي مكان بمصر العربية لا يمكنها وحدها مهما بلغت قدراتها من الوصول الى اهدافها وتنفيذ جرائمها ما لم تكن مسنودة بمعلومات دقيقة، عبر وسائل تجسس واستطلاع لا تملكها الا دول تملك، تمكنها من رصد نقاط الضعف لدى قوات الأمن المصرية التي استطاعت في الفترة الماضية تحقيق ضربات موجعة وقاضية على مخابئ ومخازن وقواعد الارهابيين.
ضرب المجرمون الارهابيون مما يسمى (حسم) في الواحات بالجيزة أول أمس، وقبل ايام معدودة ضرب المجرمون الارهابيون الدواعش في سيناء، واللافت أن عدد الشهداء من قوات الأمن المصرية في العمليتين غير مسبوق، ما يعني ان الذين خططوا وساعدوا ونفذوا العمليتين يملكون أكثر بكثير مما تملكه جماعات او تنظيمات ارهابية، وأهدافهم ابعد من سفك دماء الجنود والضباط المصريين، او خلخلة ان لم يكن تدمير ركائز التدخل الايجابي المصري الحاسم لانهاء الانقسام الفلسطيني.
ليست مصادفة تزامن جرائم جماعة الاخوان المسلمين مع كل مرحلة جديدة، تسعى القيادة السياسية في مصر العربية خلالها الى المساهمة بجدية في مساعدة الفلسطينيين على استعادة وحدتهم الوطنية، وتكريس وحدانية السلطة الفلسطينية، والأمن والقانون في قطاع غزة، انسجاما مع مبادئ سياستها القومية، وتلبية لمتطلبات امن مصر.
الارهابيون ومن وراءهم المشتغلون على ادامة الانقسام الفلسطيني، بدوائرهم الثلاث أكبرها دولة الاحتلال اسرائيل، وثانيها قوى اقليمية لها موقف مضاد من قيادة مصر العربية، وقيادة فلسطين، وكذلك رؤوس جماعات وتنظيمات محلية، على جانبي الحدود المصرية الفلسطينية، هم المتكسبون من واقع حال دام عشر سنوات في قطاع غزة، حيث استطاع رؤوس متنفذون في الجماعات العاملة على تأصيل الارهاب استغلال العقد الماضي لتطوير تجارة السلاح وتهريب الارهابيين وتدريبهم في الاتجاهين، وتمكنوا جميعا بحكم المصالح المشتركة المرتبطة مباشرة ببعضها عبر أدوات وسراديب اتصال سرية من زعزعة أمن مصر، كما تمكنوا من احباط كل المحاولات السابقة لتنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وانهاء الانقسام، وعملوا على جعل المصالحة الفلسطينية أشبه بالمستحيل.
سيكتشف الأشقاء المصريون عاجلا أم آجلا أنهم يواجهون ارهابا دوليا، وليس جرائم (حسم) او(داعش) أو مايسمى (بيت المقدس) وحسب، فوراء هذه المسميات، وتحت جلابيب ولحى الارهابيين يتخفى عملاء مخابرات من دول في الاقليم، طالما نازعت ثورة الشعب المصري الذي اعاد لمصر وجهها وقلبها الحقيقي بعد محاولة جماعة (الاخوان المسلمين) اغتصابها ليتسنى لهم ربط مصر وتاريخها ونسبها باسمهم!! وهذا مالم ولن يحدث الا اذا فاض النيل وأغرق مصر وبلغ ذروة أهراماتها.
يعرف المجرمون الارهابيون كل اساليب واشكال الجريمة ضد الانسانية، ويتخذون من عمليات سفك الدماء طقوسا، لارضاء ذات الشر المحركة لنزعاتهم ورغباتهم، لكنهم يجب ان يعلموا انهم زجوا انفسهم في معركة قصر أو طال أجلها، مع شعب مصر، وجيشها، وقيادتها، مع الحضارة، مع فكر قومي عربي تحرري وحدوي تقدمي ديمقراطي مدني، وأن خيانتهم لمصر، تعني انسياقهم طوعا الى الهاوية وقاع الجحيم، فمصر التي جابهت الغزاة وقاومتهم، ولم ينعموا باستقرار على أرضها، لن يكون للمجرمين الخونة الارهابيين اثر على ثراها الطيب.