نشر بتاريخ: 09/11/2017 ( آخر تحديث: 09/11/2017 الساعة: 20:05 )
رام الله- معا- أحيا الآلاف من أبناء محافظة رام الله والبيرة، اليوم الخميس، الذكرى الـ13 لاستشهاد الزعيم الراحل ياسر عرفات، في مسيرة مركزية انطلقت من أمام نادي أرثوذكسي رام الله وانتهت أمام ضريح الشهيد الرمز.
وشارك الآلاف في المسيرة الجماهيرية التي دعت إليها حركة فتح، والقوى الوطنية، وجابت شوارع المدينة وصولاً إلى ضريح الشهيد، حيث جرى وضع أكاليل من الزهور، وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة، مؤكدين السير على نهج الشهيد حتى نيل الحرية والاستقلال.
ورفع المشاركون في المسيرة التي تقدمها أعضاء من اللجنة المركزية والتنفيذية لحركة فتح، وقادة الفصائل، وممثلو المؤسسات الرسمية، والشعبية، صور القائد الراحل، والأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات تحيي الذكرى.
وفي كلمته، ممثلا عن الرئيس محمود عباس، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، إن ذكرى استشهاد الرمز ياسر عرفات ضاغطة على مشاعرنا لدرجة كبيرة لأنه قائد استثنائي، حيث إن الكثير من الشعوب والدول لم تكن تعلم شيئا عن فلسطين إلا من خلاله، ومن خلال كوفيته التي أصبحت رمزا.
وأضاف العالول "ان ياسر عرفات هو القائد الملهم ليس للثورة فقط، بل لكل حركات التحرر في العالم سيرته هي نفسها جزء اساسي من مسيره الثورة التي فجرها ياسر عرفات وقادها.
واستعرض العالول مسيرة الشهيد النضالية، وبداياته التي كانت بتفجير نفق عيلبون، ومنها انطلق إلى أحراش قباطية في مدينة جنين، والبلدة القديمة في نابلس، وكهوف بلدة بيت فوريك المجاورة، وصولا إلى بلدة القدس القديمة.
واستذكر العالول المعارك والعمليات التي خاضها الشهيد عرفات، وأبرزها معركة الكرامة التي كان لها الأثر الكبير في نفوس الشعوب العربية وأعاد لها الروح، التي كانت اثقلتها هزيمة عام 1967، وكفاحه في بيروت وطرابلس
وأضاف العالول: إلى جانب صفات الشهيد عرفات المعروف بالشجاعة والإقدام والإيثار والوفاء، فإن له سمات إنسانية أخرى، فهو الذي لم يترك أما أو طفلا أو زوجة شهيد إلى وساندهم، وهي صفات تحلت بها أيضا مجموعته وأفراد كتيبته، التي تتطلب منا السير على خطاهم ونهجهم والتمسك بثوابتنا الوطنية.
وأضاف العالول: نحن متمسكون بقرارنا المستقل، ولا يمكننا أن نقبل الا ما يتناسب مع شعبنا، وهو نهج الرئيس محمود عباس الذي يرفض كل الاملاءات والضغوطات.
وقال إن الحديث حول ما يسمونه "صفقة العصر" مرفوض، لأن أية أفكار وطروحات لا يكون أساسها حريتنا واستقلالنا لن تتم، لافتا إلى أن لهذا الشعب إرادته وهو يسير على طريق ياسر عرفات.
وأكد العالول أن القيادة الفلسطينية تبذل كل الجهد من أجل استعادة الوحدة الوطنية، مشددا على ضرورة أن تقوم جميع الأطراف بالالتزام بالقرار الفلسطيني المستقل والعودة إلى حضن الشعب الفلسطيني.
من جهته، أكد عضو مراقب في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، منسق القوى والفصائل، د. واصل أبو يوسف أن الشعب الفلسطيني يجدد التأكيد في هذه الذكرى على تمسكه بالمقاومة والنضال، والتمسك بالثوابت الوطنية، وأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد له، حتى إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وشدد د. أبو يوسف على حرص شعب فلسطين على التحلي بذات القيم والمبادئ التي كان عليها عرفات، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك مساس بالقدس، وحق العودة للاجئين، باعتبارها حقوقا مقدسة دفع الشهيد حياته ثمنا لها.
بدوره، قال رئيس القائمة المشتركة في الكنيست أيمن عودة، إن الجنازة الشعبية للشهيد ياسر عرفات التي جرت في رام الله قبل 13 عاما، تدل على رسوخ هذا القائد في نفس الشعب، معتبرا أنه في كل مسيرته الثورية في الحرب والسلم لم يكن يرى إلا فلسطين، فهي البوصلة.
وثمن عودة استعادة شعبنا لوحدته الوطنية، وإقامة المهرجان الرئيسي لإحياء ذكرى الشهيد في قطاع غزة مشيرا إلى أن الوحدة كانت هي الأساس بالنسبة للشهيد عرفات، لأن الخلاف يجب أن يكون مع الاحتلال لا مع شعبنا.
وتحدث عودة عن محاولات الاحتلال العديدة خلال العقود الماضية في صهر وتذويب وتشويه انتماء فلسطينيي 48، الذين بقوا في وطنهم وأرضهم رغم النكبة، غير أنهم لم يستطيعوا ذلك، مؤكدا أنهم يضعون أنفسهم في خدمة الهدف الأساس وهو إنهاء الاحتلال.
من جانبه، تحدث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مفوض العلاقات الوطنية عزام الأحمد عن مكانة الشهيد ياسر عرفات في وجدان شعبنا، وكل الأحرار في العالم.
وقال الأحمد: إحياء ذكرى الشهيد عرفات بهذا الزخم الكبير، وبمشاركة جميع الفئات العمرية، وجميع الشرائح بمختلف مناطق تواجد شعبنا يثبت بشكل لا يدعم للشك أن "أبو عمار حاضر في كل الأزمة، وهذا ليس غريبا فهو صانع الثورة وأبو الحركة الوطنية التي أحياها، وحافظ عليها من الزوال".
وأردف: إن الجماهير خرجت إلى الميادين والأماكن العامة للتأكيد على استمرارية الثورة، واستمرار المسيرة الوطنية حتى نحقق أهدفنا كما خطط لها القادة الأوائل في مقدمتهم ياسر عرفات حتى يرفع شبل وزهرة من فلسطين علم بلادنا على أسوار القدس ومآذن القدس.
وتابع الأحمد: في هذه المناسبة نؤكد أننا حريصون على الوحدة الوطنية، واحترام الرأي والرأي الآخر، وعندما يحيي الأخوة في غزة هذه المناسبة دون عراقيل هذا يأتي في سياق تعزيز فرص المصالحة.
وأضاف: منذ استشهاد عرفات حتى الآن، كل سنة، وكل يوم أشعر أن حضوره يزداد قوة في الأوساط الفلسطينية، فكل طفل وشبل يعرف "أبو عمار" ومسيرته ويفتخر أنه ابن ياسر عرفات ويسير على نهجه النضالي.