السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهة الشعبية بغزة تطلق كتاب "صدى القيد"

نشر بتاريخ: 14/11/2017 ( آخر تحديث: 14/11/2017 الساعة: 12:23 )
الجبهة الشعبية بغزة تطلق كتاب "صدى القيد"
غزة- معا- أطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة صباح الاثنين، كتاب "صدى القيد" للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات من إنتاج دار الفارابي في لبنان.
جاء ذلك خلال حفل شارك فيه حشد كبير من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وممثلي القوى الوطنية والإسلامية ولجنة الأسرى للقوى وعائلات الأسرى.
وتحدث في اللقاء عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي ألقى كلمة الجبهة، وراجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وكلمة الأسرى ألقاها الباحث في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، بالاضافة الى كلمة لعائلة أحمد سعدات.
وافتتح محمد العايدي الحفل مرحباً بالحضور، داعياً إياهم للوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح الشهداء.
واستهل كعبي كلمته بتوجيه التحية للأسيرات والأسرى البواسل في سجون الاحتلال، وشهداء الحركة الأسيرة، وعائلات الأسرى خاصة عائلة المناضل القائد أحمد سعدات.
واعتبر أن أهمية هذا الكتاب تنبع بأنه يشكل مرجعاً هاماً لواقع عاشه القائد أحمد سعدات في ظل سياسة العزل يمتد من الفترة 2009 حتى 2012، يستعرض فيه بداية تشكل الحركة الوطنية الأسيرة وأساليب التعذيب وسياسة العزل؛ موضحاً أن ما يميز لغة الكتاب أنه تم صياغتها من قبل قائد خبر السجون وتفاصيلها جيداً وباعتباره أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة الذين ساهموا في تأسيس الحركة الوطنية الأسيرة، في ظل فترات اعتقاله الطويلة وصموده داخل أقبية التحقيق، فضلاً عن شخصيته الكاريزمية باعتباره قائد ورمز مثل وما زال الإيثارية العالية في تعامله ومواقفه.
وأكد كعبي أن الهدف الأسمى من الإعلان عن هذا الكتاب والاحتفال بإنتاجه ليس التكريم أو لمسة وفاء للقائد الاستثنائي أبو غسان فحسب، بل فرصة لاستحضار ما جاء فيه من مفاهيم وأسس وفهم حقيقي لواقع الأسر من خلال استعراض تجربة حية عاصرها القائد سعدات.
وتابع" اليوم ونحن نتحدث عن ثقافة المقاومة نجد أن أبلغ من عبر عن هذه الثقافة هم أسرانا الأبطال وعلى رأسهم الأمين العام الرفيق أحمد سعدات، وهو يضع بين أيدينا تجربة كتبها بماء القلب ومعاناة الروح والفؤاد، إنها تجربة العزل الانفرادي هذه التجربة التي أراد الاحتلال لها أن تكون مقبرة للمشاعر الإنسانية وللعقول الوطنية".
وأضاف أن أدب السجون شكل وما زال رافعة للنضال الفلسطيني، وبوصلة لا تشير إلا للانتصار للوطن، وأعاد إنتاج الكثير من المفاهيم والقيم للنضال ليبعث فيها الروح من جديد.
وأوضح" أن أدب السجون كان على الدوام الرافعة الحقيقية للوحدة الوطنية، وانتصر للشهداء المناضلين وكتب حكاية شعب عانى ومازال من نير هذا الاحتلال الفاشي، مشيراً بأن البعض يعتقد أنه من السهولة بمكان أن يحصل الأسير على الورقة والقلم ليخط لنا ما يجوش في العقل والفؤاد، إلا أن الحصول على الورقة والقلم كانت في السابق مهمه شبه مستحيلة فقد طارد السجان هذا الحق لسنوات طويلة حتى انتزعه الأسرى عبر نضال طويل ومكلف".
ونوه أن كتاب "صدى القيد" ليس الكتاب الوحيد الذي خرج للقائد سعدات من داخل السجون؛ لافتاً أن مكتبة أدب السجون فضلاً عن المكتبة السياسية والفكرية تحتوي على عشرات الدراسات والمقالات لهذا القائد الاستثنائي الكثير منها استطعنا إخراجه ونشره والبعض الآخر ينتظر نشره. منوها أن هذا ينطبق على عشرات الأسرى الذين يواصلون على الدوام الإنتاج الأدبي والفكري واستعراض التجربة النضالية الاعتقالية ويحاول مركز حنظلة للأسرى والمحررين مركز إعلام منظمة الجبهة السجون تجميع هذا المنتوج ونشره على الدوام.
واستدرك" أن يصلنا من داخل السجون ليست مجرد كلمات إنها كلمات جُبّلت بالدم وبالصمود وبالعبارات الثورية الراقية والتي لا يستطيع أي أحد التعبير عنها إلا من لامس فعلاً ألم وعذاب ومعارك السجون، ولقد عقد أسرانا العزم على مواصلة رحلة الألف ميل ونضال المائة عام أو أكثر دون أن يقصر لهم نفس أو تلين لهم قناة، فاليوم يناضل القائد سعدات من خلال نشر هذه التجربة المريرة ليقول لنا أن النضال والمقاومة واجب علينا مهما اختلفت المواقع وتبدلّت الساحات".
وأشار الى أن" سعدات رسم في كتابه قباحة وجه المحتل ومحاولاته للنيل من عقول القادة وأفئدة المغيبين خلف الجدران، فهو سعدات الإنسان الذي يتجلى في وجوه الفقراء والمسحوقين، والقائد الذي يشّكل القلعة التي تحمي ارث فوتشيك وكنفاني وأبو على والحكيم، والقائد الذي يرتسم عل شكل ثورة وانتصار، موضحاً بأنه ليس غريباً أن يتضمن الكتاب جملة من التجارب الإنسانة والوطنية المفعمة بالأمل والألم والافتخار بكوكبة من المناضلين الأسرى الذين صمدوا داخل الزنازين أمثال المناضل كوزموتو والشهداء إبراهيم الراعي ومعتز حجازي، وفي صورة إنسانية رائعة يتحدث عن ريتا وقيس أبناء القائد عاهد أبو غلمى، والعلاقة الترابطية التي تربط الأسير بأسرته وعلاقتها بالصلابة كما تحدث عن والدة القائد حسن سلامة، وعن تاليا وصفاء وأسامة أبناء عبدالله البرغوثي".
واختتم كلمته بقراءته كلمة وجهها أحمد سعدات قبل ساعات من إقامة هذا الحفل وهي" إن اقصى ما يرهب الجلاد في سره هو أنين ضحيته ليس من باب التعاطف قطعاً بل لأنها تصّور له حقيقته ومصيره المحتوم، وواجب الثوريون التقاط هذه الأصوات مهما كانت ضعيفة وباهتة ورفع درجات ترددها وتكبيرها وتحويلها إلى رصاص فهي سلاح من أشد الأسلحة فتكاً وما وقع السياط على جلودنا سوى المصنع الذي ينتج فيه مصادر قوتنا، وعلينا أن لا نسقط من قاموسنا الثوري بأننا الأقوى مادام القهر قائماً".
واعتبر الصوراني أن كتاب "صدى القيد" واحد من أخطر الوثائق الإنسانية وأدقها لأنها توثق تجربة إنسانية ليس لأحمد سعدات فحسب بل لعشرات النماذج التي أصر على الحديث عنها في كتابه، مطالباً بأن يتم إنتاج العشرات من الكتب الأخرى التي تجسد التجربة والمعاناة الإنسانية للمعتقلين الفلسطينيين مثل هذا الكتاب.
وقال الصوراني" إن الصراع العربي الفلسطيني أكثر توثيقاً في العصر الحديث لا قلق عليه، لكننا نتحدث عن توثيق التجربة والمعاناة الإنسانية هذا هو المهم وهذا هو ما يميز كتاب صدى القيد وهذه التجربة الإنسانية الرائعة التي أبرزها أحمد سعدات".
ونوه الصوراني إلى أنه عادةً ما يكون هذا العزل بناءً على توصية من المخابرات ودائماً لا يستهدف الأشخاص العاديين بل القادة والمؤثرين والفاعلين في داخل السجون"، لافتاً أن البعض يعتبر العزل الانفرادي إجراءً إدارياً ومعاملةً مهينةً ومذلةً تحط بالكرامة الإنسانية للمعتقل، لكنها تتجاوز ذلك بكثير".
ورأى بأن قضية الأسرى والمعتقلين هي واحدة من أهم القضايا الاستراتيجية وهي ليست قضية موسمية، بل هي قضية إجماع وطني من الوريد إلى الوريد، مشيراً أنه دائماً وأبداً دائماً كانت هذه القضية محط اجماع لمنظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني والقوى بكل ألوانها وأطيافها وأكثر، حتى الشارع الفلسطيني.
وقال الصوراني" ممنوع أن تتحوّل قضية الأسرى لأحد القضايا الموسمية المناسباتية ودائما يجب أن تكون على الأجندة، ومن الأهمية بمكان هذه القضية دائماً أن حاضرة".
وشدد على أهمية أن يشكل هذا النموذج والذي ورد في هذا الكتاب نموذج للعشرات من التجارب الإنسانية تمت صياغتها بأيدي أسيرات وأسرى في سجون الاحتلال.
ووجه التحية للقائد أحمد سعدات قائلاً" أحمد سعدات منا كل الحب والإكبار والوفاء، ونحن على يقين دائماً أن أجمل الأيام لم تأتِ بعد، وموعدنا مع الحرية مع أحمد سعدات والرفاق والأخوات والأخوة المعتقلين في السجون الإسرائيلية".
من جهته، أكد الباحث فروانة بأن كتاب "صدى القيد" هو عبارة عن دراسة تختص بوصف أحداث وتجارب مرت خلال تجربة كاتبها في العزل الانفرادي بين 2009-2012، وهو إصدار جديد وغير تقليدي، لكاتب غير عادي رصد ووثيق جزء من حياة السجن.
وقال فروانة" إن صدى القيد إصدار أدبي جديد غير تقليدي، لثائر غاضب أدخله الاحتلال الاسرائيلي في زنزانة ضيقة ومعتمة، وأحكم السجان اغلاق الباب عليه، فتمرد على واقع ظلمه وانفرد بالأوراق وامتشق قلمه ليلقي الضوء على تقاسيم الحياة خلف القضبان، وليُعطي لأكاديميات اللغة الكثير الكثير، وليضيف إلى مخزون الخبرات لدى عامة الشعب رصيداً عالياً عن حياة السجن وظروف العزل منذ بدايتها وتطورها التاريخي وأهم محطاتها، بكلمات بسيطة ذات مضامين عميقة ومؤثرة".
وأضاف أن "صدى القيد" كتاب رائع وثري يُحاكي فيه الكاتب الماضي والحاضر وينبش في الذاكرة جوانب مؤلمة ويُعلمنا أشياء جديدة، ويساعد على اكتشاف الطاقات في ذواتنا وفي الآخرين، فيُبرِز مواقف عظيمة تجلت فيها قدرة الأسير على التكيف والصمود ومواجهة السجان وظروف العزل.
وتابع قائلاً" كتاب صدى القيد يدخلنا السجون من جديد وينقلنا من سجن لآخر ويفتح أبواب الزنازين المغلقة، لكاتب غير عادي ذو شخصية استثنائية وقامة رفيعة وتجربة فريدة وظاهرة عظيمة يطلق عليها "أحمد سعدات" الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
واستعرض في مداخلته تفاصيل ما تضمنته الفصول السبعة، مختتماً إياها باستعراض الدروس المستخلصة السبعة التي تضمنها الفصل الأخير من الدراسة.
من جهتها، ألقت أحلام عيد كلمة عائلة سعدات نيابة عن صمود سعدات، والتي توجهت فيها باسم العائلة وفي مقدمتهم أم غسان بالتحية لأعضاء الجبهة في لإقامة هذا الاحتفال.
وقالت صمود" شكراً لغزة القطعة العزيزة والجميلة والأصيلة من الوطن والتي حجزت مكانها دائماً في قلب ووجدان أبو غسان... وهي التي كانت دائماً مثار اهتمامه وتساؤلاته في الزيارات ووسائل الاتصال المتعددة معه.. فقد كان مهتم بأدق التفاصيل عن أوضاعها وحالها ... فغزة في نظر القائد أحمد سعدات منارة للمقاومة تضئ دائماً سماء الوطن".
وأوضحت سعدات بأن الاهتمام بمناقشة كتاب القائد أبو غسان في غزة لهو تأكيد على الدور التكاملي المطلوب بين داخل قلاع الأسر وخارجه، خاصة وأن الكتاب يوثق تجارب هامة لما يتعرض له الأسرى في السجون خاصة موضوع العزل الانفرادي، يمكن أن يتم تحويلها إلى وثيقة رسمية وعرضها ونشرها على أوسع نطاق وأمام المحافل الدولية، لما تمثّل صورة حقيقية لما يجري هناك.
وقالت سعدات" نحن مقتنعون تماماً بأهمية توثيق وجمع أدب السجون بمختلف الوسائل وهو الأدب الغني والمتنوع والمتميز والذي يجسد صورة نضال وصمود أسيراتنا وأسرانا البواسل في داخل قلاع الأسر. وهي مهمة ومسؤولية تقع على عاتق الجميع وليس على الجبهة الشعبية ومؤسسات الأسرى وعائلات الأسرى فقط، فالجميع يمكن أن يلعب دوراً هاماً في توثيق ونشر هذا الأدب".
وأشارت سعدات الى أن العائلة واجهت صعوبة بالغة في تجميع المادة التي تضمنها الكتاب في ظل محاولات الاحتلال المستميتة لطمس الحقيقة داخل قلاع الأسر، والتي تمثل مدرسة نضالية ثورية متميزة لها مكانة مرموقة في سفر النضال الفلسطيني، إلا أنه ولأهمية الكتاب والقضية الهامة التي يطرحها أبو غسان من خلال تجارب نضالية لمناضلين وشهداء قهروا الظروف ليخرج هذا الكتاب إلى حيز النور، شاكرة كل من ساهم وبذل جهوداً في إنتاج وطباعة هذا الكتاب في لبنان، ودار الفارابي التي تبنت إنتاج وطباعة هذا العمل الأدبي الثوري.
وفي ختام كلمتها، شكرت غزة على هذه اللفتة الكبيرة في إطلاق الكتاب ومناقشته، معربة عن أملها أن يصب النقاش حول ما جاء فيه أولاً وأخيراً في خدمة قضية الأسرى ونضال شعبنا الفلسطيني.
وفي ختام الحفل، وقعّ كل من عضوي المكتب السياسي للجبهة الشعبية د.مريم أبو دقة وجميل مزهر الكتاب بالنيابة عن أحمد سعدات.
يشار أن منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال وجهت برقية عاجلة للحفل قالت فيها" أهلنا وشعبنا في غزة...الإباء... إلى رفاقنا الأعزاء... رفاق جيفارا غزة بأصدق المشاعر وبأشد الكلمات الثورية نوجه شكرنا وامتنانا لكم على تنظيمكم هذا الحفل لمناقشة كتاب صدى القيد لرفيقنا القائد أحمد سعدات، وهذا نابع عن حرصكم واهتمامكم للترويج لتجاربنا النضالية الاعتقالية ضد الاحتلال ومصلحة السجون والتي تشكّل جوهر وطبيعة حياتنا داخل قلاع الأسر".
وأضافت البرقية" واثقون بأن التجربة والدروس والعبر والقيم التي تناولها القائد أحمد سعدات ستجد طريقها إليكم لتكون بمثابة قاموس ثوري لكم يحدد معالم أهدافنا الوطنية وطريقنا للحرية والنصر. كنا نتمنى أن نتواجد معكم، لكننا متأكدون أنكم ستكونون على قدر هذه المسؤولية وسيصل صوتنا للجميع من خلالكم. شكراً لكم مرة أخرى... وإلى أن نلتقي يوماً ما تحت الشمس وبين البساتين وتحت ظل شجرة وعلى شاطئ بحر غزة نحتفل بالنصر المؤزر".