الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحمد الله من غزة: وحدتنا صمام الأمان

نشر بتاريخ: 07/12/2017 ( آخر تحديث: 07/12/2017 الساعة: 14:38 )
الحمد الله من غزة: وحدتنا صمام الأمان
غزة-معا- قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله خلال مؤتمر صحفي فور وصوله قطاع غزة: "نتواجد هذه المرة، في كنف غزة المحاصرة، محملين بالكثير من المسؤولية والمهام الصعبة، كما بالكثير من العزيمة والإصرار على إنهاء الانقسام، فاليوم وأكثر من أي وقت مضى، تكتسب جهودنا لتحقيق وتحصين المصالحة الوطنية، أهمية كبرى في ظل التحديات الجديدة والمتسارعة التي تعصف بقضيتنا، وتجعلنا أكثر تصميما على التسامي على أية خلافات أو إختلافات وتجسيد وحدة وطنية حقيقية، تعطي مشروعنا الوطني المزيد من المنعة والقدرة على الدفاع عن القدس وغزة، وعن السلام والحرية، وعن حقوقنا العادلة المشروعة التي لن تسقطها أية إجراءات أحادية لا تستند إلى القانون الدولي أو قرارات الشرعية الدولية".

وأضاف الحمد الله: إن هذه المرحلة التاريخية الفارقة، إنما تتطلب منا جميعا تسريع وتكثيف خطوات إعادة اللحمة والوحدة والوطن، ويعتبر اتفاق الفصائل حجر الأساس الذي عليه ننطلق في عملنا الحكومي لنرسخ ونترجم هذا التوافق إلى إجراءات وممارسات تعزز صمود المواطنين وتستنهض كافة القطاعات، وبهذا نضع المانحين والأسرة الدولية عند مسؤولياتهم المباشرة في إلزام إسرائيل برفع حصارها الظالم عن قطاع غزة وفتح المعابر والمنافذ، وتحرير اقتصادنا الوطني وتنميته، ونزيد قضيتنا الوطنية منعة وصلابة وصمودا".

وتابع رئيس الوزراء: “سنكرس المصالحة، وإن تعثرنا فسننهض من جديد بروح وثابة وعنيدة، لنتمكن معا من مواجهة التحدي الأكبر الماثل أمامنا وهو الاحتلال الإسرائيلي وضرورة إنهائه، وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية".

واستطرد الحمد الله: "أؤكد لكم جميعا حرص فخامة الأخ الرئيس محمود عباس على تذليل كافة العقبات التي تعترض سبيل الوحدة والمصالحة وإنقاذ غزة، ولضمان عدم الإنزلاق إلى المخاطر والمظاهر التي تكرس الإنقسام بدلا من طيه، فوحدتنا وحدها، هي صمام الأمان في هذه المرحلة التاريخية الفارقة التي تمر بها قضيتنا الوطنية".

واردف رئيس الوزراء: "إننا نقف اليوم معا على أعتاب منعطف تاريخي ومفصلي، يتطلب منا كل الوحدة والوفاق، فنحن أحوج ما يكون إلى تحصين جبهتنا الداخلية وتعميق الإلتفاف الشعبي حول القيادة الشرعية لشعبنا، وعلى رأسها فخامة الرئيس أبو مازن، إن المصالحة الوطنية، هي خيارنا الاستراتيجي الذي لا رجعة عنه، وهي الرافعة الأساسية ليس فقط لإعادة غزة إلى الشرعية والقانون والوحدة، بل لحماية وإنقاذ القدس ودعم صمود أهلنا فيها في وجه الأخطار والمخططات التي تتهددها، لتبقى كما كانت دوما مدينة السلام، وقبلتنا وعاصمتنا الأبدية وحاضنة تاريخنا وإرثنا ومستقبل أطفالنا".

واستدرك الحمد الله: "نحن ندرك أن طريقنا لإتمام المصالحة طويل وشائك، إلا أننا مصممون على الوصول به إلى نهايته، والحكومة لن تكون إلا أداة لرأب الصدع والتقدم نحو مصالحة وطنية شاملة ومستدامة. وإذا كان وضع تواريخ محددة وسقف زمني لمعالجة ملفات الانقسام سيربك الأطراف ويشتت الجهود، فإننا سنسير مدفوعين بمسؤوليتنا وإلتزامنا الوطني لبلورة حلول عملية لكافة القضايا العالقة في أقرب وقت، وبشكل عادل ومنصف".


واوضح رئيس الوزراء: "في إطار هذا الجهد، فقد أجرت الحكومة مسحا شاملا للموظفين القدامى، وأوعزت لوزرائها ورؤساء مؤسساتها، بالعمل على إعادة كافة الموظفين القدامى إلى أماكن عملهم حسب الحاجة ووفق ما تقتضيه مصلحة العمل الحكومي، وكجزء من التمكين الفعلي والسير نحو تكريس المصالحة وفقا لاتفاق القاهرة 2011 والاتفاق الأخير. وسيترك موضوع بلورة حلول للموظفين الذين تم تعيينهم بعد 14 حزيران 2007، لعمل اللجنة القانونية الإدارية، والتي نـأمل أن تنتهي منه في وقت قريب، وأوكد التزامنا بإيجاد حلول لكافة الموظفين".

واضاف الحمد الله: "إن جباية الضرائب يجب أن تتم من خلال الحكومة وبشكل كامل حتى نتمكن من تعظيم مواردنا الذاتية وتعزيز منعة وصمود شعبنا أمام التحديات الكبرى التي تواجهه، كما يجب أن تتولى الحكومة مهام الأمن الداخلي كاملة، لبسط ولايتها القانونية وترسيخ الإستقرار وسيادة القانون، وتكريس السلم الأهلي والمجتمعي، والنهوض بغزة من والفوضى الفلتان".

وتابع رئيس الوزراء: "هذه ليست إشتراطات بل معايير لجدية العمل وخطوات واقعية بها نمكن الحكومة، بكافة وزاراتها ومؤسستها وأجهزتها وكوادرها، من العمل الفاعل لتكريس بنيان مؤسسي موحد قادر على إعادة الإعمار والحياة إلى قطاع غزة، والإستجابة لإحتياجات أهلنا الذين تحملوا ويلات الحروب وقساوة الإنقسام والحصار، ولتمكين وتمتين جبهتنا الداخلية. هذه هي خارطة الطريق لإنهاء الإنقسام الأسود وتفكيك أية عقبات داخلية، والشروع بعمل حقيقي على الأرض لتحسين ظروف معيشة أهلنا في غزة، وتفويت الفرصة على إسرائيل للإستثمار بواقع الإنقسام وإضعاف قضيتنا".

واستطرد الحمد الله: "لنكن جميعا أوفياء مؤتمنين على هذه المسؤولية الوطنية الكبرى، فبتكاتفنا ووفاقنا نحمي القدس التي تتعرض لمحاولات إغتيال هويتها وتزوير تاريخها، ونعيد غزة إلى قلب الشرعية وفي صلب مشروعنا الوطني، ونعزز صمود الأغوار، ونعطي المقاومة السلمية المزيد من الزخم، وفي هذا السياق، فإننا نؤكد أن الإجراءات التي عبر عنها خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، إنما هي إجراءات مستنكرة ومرفوضة ومستفزة، وهي تقويض لكل الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام وتأجيج للصراع، بل وإنهاء للدور الذي كانت الولايات المتحدة تلعبه كراع لعملية السلام، وكما قال فخامة الأخ الرئيس: "القدس عاصمة دولة فلسطين وهي أكبر وأعرق من أن يغير إجراء أو قرار هويتها العربية"".

وشكر رئيس الوزراء مصر على العمل الذي تقوم به على كافة الصعد، لاحتضان جلسات الحوار وتشجيع المصالحة والمضي بها إلى الغايات المنشودة، وستبقى غزة حامية الهوية والقضية، ولا يمكن أن تكون إلا في قلب دولة فلسطين التي من أجل بنائها وتجسيدها ضحى أبناء شعبنا بحياتهم وحريتهم، عهدنا إلى أهلنا في غزة، اننا سنبني ونعمر ونعمل لتوفير حياة كريمة تليق بهم وبتضحياتهم طوال سنوات الحصار والانقسام والعدوان، وستكون مؤسساتنا كلها مسخرة لخدمتهم كما كانت دوما".