السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين الاردن: "فلقتي تفاحة"

نشر بتاريخ: 10/12/2017 ( آخر تحديث: 10/12/2017 الساعة: 20:04 )

الكاتب: عوني المشني

في التاريخ نحن حكاية واحدة يسردها التاريخ بدون فواصل، في الجغرافيا في الجغرافيا فلقتي تفاحة وضفتي نهر تجمعنا ، في العلاقات الاجتماعية جينات القرابة تمتد عبر تركيبة قبلية عائلية منذ غابر الازمان ، في السياسة نحن والأردن في عين العاصفة .
بيننا وبين الاردن ثلاث قضايا أساسية
الامن: أمن عمان يضاهي بأهميته إلينا أمن رام الله لأن الاردن هو الممر الوحيد الذي يربطنا بالعالم . لنا في الاردن أبناء وأخوة وأهل ، وللأردنيين في رقبتنا دين كبير فقد كان الأردنيين ولا زالوا خضنا دافئا احتضن شعبنا عندما سدت الابواب أمامنا .
في السياسة : الوطن البديل ينهي آملنا في وطن قبل ان ينهي امال الشعب الأردني في سيادته واستقلاله وبالتالي رفضنا للوطن البديل اكثر قوة من رفض الأردنيين له
اما عقدة أيلول، هم أخطأوا ربما، نحن اخطأنا ممكن ان يكون هذا، كلانا اخطأ وهذا هو الأصح، ضحكوا علينا ايضا احتمال قائم . اي كان السبب لا يهم ، المهم كلانا اكتشف خطأه وشفينا كلانا من عقدة أيلول ، والزمن كفيل بان يشفي .
نختلف احيانا هذا صحيح، ولكننا نختلف من اجل الوصول للافضل، نغضب من بَعضُنَا احيانا هذا صحيح ، ولكنه غضب اخوة الدم الذي سرعان ما يتحول الى محبة ، نجتهد وبطرق مختلفة ولكنه الاجتهاد الذي يسعى لذات الهدف . لنا سياسات مختلفة في كثير من القضايا ولكن في جوهر المسألة متفقين ان الاردن ليست فلسطين وان فلسطين ليست الاردن وان العلاقة بينهما هي علاقة دولتين مستقلتين ولكن متكاملتين .
هذه العلاقة التاريخية تجاوزت مراحل صعبة ، ونجحت في الاختبار ، كثيرا ما توترت علاقتنا بفعل اختلاف السياسات ولكن كان ما يجمع اكثر مما يفرق ، انها علاقة عصية عن العبث .
من يستهدف القدس يستهدف عمان ايضا، ومن يستهدف الاردن يستهدف صمود شعبنا الفلسطيني على ارضه ايضا. ربما إدراكنا لهذه الحقيقية متاخرا ولكننا أدركنا هذا، لم تعد تنطلي علينا لعبة اثارة النعرات ، ولا دق الاسافين ، لكننا نحن فلسطينيين لنا وطن له تاريخ وتضاريس واسم وخطوط طول وخطوط عرض اسمه فلسطين ، وللأردن وطن له اسم وتاريخ واسم وخطوط عرض وخطوط طول اسمه الاردن ، اخوتنا التي لا تنفصم لا تلغي الشخصية المستقلة والوطن المستقل . ما يجمعنا كثيرا ، وما يميز شخصية كل منا واضح ، خلط الأوراق لا يخدم اي منا ، نحن والاردنيين ندرك ذلك .
من قال ان علاقتنا مع الاردن هي كأي علاقة، كل اشقاءنا العرب اعزاء ولكن للأردن معزة خاصة ، الوطن العربي من الخليج الى المحيط وطننا ولكن للأردن خصوصية ، نزور اي عاصمة عربية فنكون ضيوف مرحب بِنَا حينا وغير مرحب حينا اخر ، في عمان الوضع مختلف، من ينزعج من العلاقة الاردنية الفلسطينية الوطيدة ينزعج من عروبته وايمانه بحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، من ينزعج من علاقتنا الاردنية الفلسطينية ينزعج من كون الاردن دولة الأردنيين دون غيرهم بغض النظر عن الأصول والمنابت ، علاقتنا ليست على حساب احد، وليست علاقتنا موجهة ضد احد ، وليست حلفا اقصائيا لأحد ، نتفق من اجل مصلحة شعبينا وتراكم اي جهد عربي في الاتجاه الصحيح ،لسنا مذهبيين لنكون ضد مذهب ، ولسنا أدوات لأحد او عصا بيد احد ، علاقتنا نابعة من قناعتنا ان مصلحتنا وتاريخنا تكمن في الاردن دولة مستقلة وهذا يخدم فلسطين كدولة مستقلة .
اننا نعلم وبالمعرفة اليقينية ان هناك من يريد للاردن ان تكون مقبرة للدولة الفلسطينية العتيدة ومقبرة لاستقلالية الاردن وسيادته ، ولكن وعي الفلسطينيين والاردنيين على حد سواء سيحطم المؤامرة وسيرتد السحر على الساحر ، لا يتوهم البعض ان بامكانه عبر ملياراته ان يغير حقائق التاريخ والجغرافيا السياسية خدمة لاعداء الأمة . هذا عبث مجنون وخاسر وستبقى الاردن وفلسطين فلقتي تفاحة .