الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

"أمان" يقيم حفل النزاهة الوطني الثاني عشر

نشر بتاريخ: 12/12/2017 ( آخر تحديث: 12/12/2017 الساعة: 17:13 )
"أمان" يقيم حفل النزاهة الوطني الثاني عشر

رام الله -معا - بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد والذي يوافق التاسع من كانون الأول من كل عام عقد الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة- أمان حفل النزاهة الوطني الثاني عشر "لتكريم فرسان وفارسات النزاهة للعام 2017" بالتزامن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بحضور متميز لمواطنين وشخصيات رسمية وممثلين عن المؤسسات الرسمية والاهلية، وعدد من المؤسسات الشريكة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية وحشد من الصحافة والاعلام.
جهود كبيرة تبذل لمكافحة الفساد، لكنها تبقى منقوصة في ظل غياب خطة وطنية شاملة

وافتتح رئيس مجلس إدارة ائتلاف أمان عبد القادر الحسيني الحفل بالإشارة إلى الظروف السياسية المحيطة والتي تمر بها القدس في الآونة الأخيرة، مؤكدا على صمود اهل القدس ورباطهم فيها دون مزعزع لهم مطالبا بدعم جدي وحقيقي لتعزيز صمود القدس والمقدسيين.

وأشار الحسيني إلى الاهتمام المتزايد لمكافحة الفساد الذي شهدته فلسطين في الآونة الأخيرة والذي تمثل في انضمامها إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد منذ ثلاث سنوات تقريبا، وإعداد أجندة السياسات الوطنية للأعوام 2017-2020 والتي شملت سياسات متعلقة بتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الشأن و المال العام، فضلا عن جهود ديوان الرقابة المالية والإدارية وهيئة مكافحة الفساد، مؤكدا أن هذه الجهود ستبقى منقوصة دون وجود خطة وطنية شاملة تشارك في اعدادها وتنفيذها كافة الاطراف الفلسطينية الرسمية والاهلية ذات العلاقة.

دانييل لي: الفساد يولد فسادا، والنزاهة في تحدٍ يومي
وشملت فعاليات الحفل كلمة لنائب مفوض ورئيس العمليات في الهيئة المستقلة لمكافحة الفساد في هونغ كونج سابقاً "دانييل لي"، الذي حل ضيفا على الحفل ليتحدث عن تجربة بلاده الرائدة في مجال مكافحة الفساد حيث يعمل حالياً كمستشار دولي للحوكمة ومكافحة الفساد في المملكة المتحدة ومحاضر زائر للماجستير في الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد. وركز لي في خطابه على مراحل مكافحة الفساد والتحديات التي واجهتها الهيئة المستقلة لمكافحة الفساد في هونغ كونج، مؤكدا أن الفساد يولد فساداً، مؤكدا على ضرورة التعليم المستمر للجمهور والعمل على اتخاذ تدابير وقائية من اجل احتواء المشكلة التي اعتبرها في تفاقم، مع الإشارة إلا وجود تحدٍ يومي للنزاهة يتطلب بذل جهود متواصلة من كافة شرائح المجتمع.

وشدد "لي" في خطابه على أن نجاح تعزيز النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد يعتمد إلى حد كبير على الالتزام السياسي والدعم المجتمعي لخدمة المصلحة العامة والمصلحة الوطنية، فضلا عن المصلحة الدولية على النحو المنصوص عليه باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.

أسامة العزام: نتعلم من تجربة ائتلاف أمان ومسيرته في مكافحة الفساد

رئيس مجلس إدارة منظمة رشيد- شفافية الأردن أسامة العزام أشاد بدوره بتجربة ائتلاف أمان في مكافحة الفساد، مؤكدا ان الفساد هو الحطب لكل حريق يشتعل في مجتمعاتنا العربية، مع التشديد على ما واجهته منظمة رشيد من تحديات منذ عام 2013 تتمثل في كسب ثقة كل من الجمهور والحكومة على حد سواء.
معايير شفافة وعملية تقييم دقيقة من قبل مختصين يسبق اختيار الفائزين

وتحدث عضو مجلس إدارة ائتلاف أمان وممثل هيئة محكمي جوائز النزاهة لعام 2017 عصام يونس تحدث عن آلية منح الجوائز التي ينتهجها ائتلاف أمان في كل عام حيث يعتمد عملية تقييمية علنية شفافة تنفذها فرق من مختصين وفنيين يقومون بمراجعة وتدقيق الطلبات المقدمة وفحص مدى استيفائها لمعايير ومتطلبات الجائزة وتنسيب اسماء المرشحين لنيل الجائزة لهيئة المحكمين التي بدورها تتولى مراجعة التقارير المعدة من قبل الفرق الفنية وتتخذ القرار بشأن منح الجائزة لمستحقيها في الفئات الثلاث: القطاع العام والهيئات المحلية، الاعلام، والبحث، و يطلق ائتلاف أمان جائزة النزاهة من خلال هذا الحفل السنوي بهدف تشجيع الفلسطينيين على الانخراط في جهود مكافحة الفساد من خلال الابلاغ عنه.

جائزة القطاع العام: ماهر أحمد حسين من هيئة شؤون الأسرى والمحررين يساهم في استرجاع مسروقات بقيمة 800000 شيكل
حاز المواطن ماهر حسين على لقب الفائز بجائزة النزاهة للقطاع العام نتيجة عمله على استرجاع أكثر من 800000 شيكل سرقت على مدار سنوات من خزينة الدولة عن طريق قيام أحد موظفي دائرة الرواتب في هيئة شؤون الاسرى والمحررين بإضافة عدد من أسماء اقاربه الى نظام الرواتب ليحصلوا على رواتب يزيد مجموعها على 800 ألف شيكل خلال (الفترة الزمنية) من خزينة الدولة بدون وجه حق.
عندها كان ماهر أول من قرع جرس الإنذار في مؤسسته حرصا منه على المال العام، حيث قام بالتحري ومتابعة قاعدة البيانات على مدى شهرين متواصلين للكشف عن الخلل الحاصل وقام بالتواصل مع الجهات المسؤولة بحجة تدقيق قواعد البيانات في مؤسسته للتأكد من كل تفاصيل القضية، وقام بعدها بالتبليغ عن القضية ليصدر الحكم بالسجن لمدة 15 عاما على المدان من قبل محكمة جرائم الفساد.
جائزة أفضل بحث: الباحثان د. حسن عاطف أبو ناصر، د. طارق مفلح أبو حجير يضعان توصيات للحد من الشيخوخة التنظيمية
وكانت الجائزة الثانية التي تمنح لأفضل بحث متخصص في قضايا الفساد من نصيب الباحثين د. حسن عاطف أبو ناصر، د. طارق مفلح أبو حجير عن بحثهما المتخصص الذي اعد حول "الدور الوسيط للشفافية المالية في العلاقة بين الجينات التنظيمية وإدارة مخاطر الفساد من وجهة نظر العاملين في دوائر الرقابة والتفتيش في الوزرات الفلسطينية في قطاع غزة" حيث جاء هذا البحث ليقدم الاقتراحات والتوصيات التي من شأنها ان تكون مناسبة للحد من الشيخوخة التنظيمية.
جائزة أفضل تحقيق استقصائي يتقاسمها محمد أبو قمر وشيماء مرزوق من غزة
فيما تقاسم جائزة أفضل تحقيق استقصائي كل من الصحفي محمد أبو قمر والصحفية شيماء مرزوق.
وجاء فوز أبو قمر بعد إنجازه تحقيقا استقصائيا تناول اتهام السكان لأحد الأحياء في محافظة الوسطى "الباطنية" في غزة للجهات الرسمية بالتقصير والتغاضي عن اعمال إجرامية وأعمال بلطجة، واتجار بالمخدرات دون إجراءات رادعة، حيث تقدم العشرات من المواطنين بعدد من الشكاوى دون التعامل معها بجدية، بالإضافة إلى وجود أحكام قضائية واجبة النفاذ لم تطبق حتى الآن بسبب نفوذ بعض العائلات، ويشير هذا التحقيق إلى وجود أشخاص من أصحاب النفوذ يقدمون الحماية لبعض الخارجيين عن القانون.
فيما كان فوز الصحفية شيماء مرزوق نتيجة كشفها من خلال تحقيق استقصائي عن وثائق تثبت موافقة وزارة الآثار في غزة على تحويل موقع تل السكن الاثري الذي يعتبر أول استيطان بشري كنعاني في جنوب فلسطين يعود عمره لـ5000 إلى تجمعات سكنية، بالإضافة إلى شبهات استغلال موظفين حكوميين لصلاحياتهم في عملية تسهيل استباحة الموقع الاثري.
شهادات تقديرية لأفضل برامج المساءلة تعزيزا لدور الاعلام كشريك استراتيجي في المعركة ضد الفساد
من جانب آخر منح ائتلاف أمان شهادات تقديرية لكل من إذاعة احلا أف ام عن برنامج "سمة بدن عالصبح"، وراديو أجيال عن برنامج "أجيال هذا الصباح"، وإذاعة راية أف أم عن برنامج "مع الناس"، وإذاعة 24 أف أم عن برنامج "صوت البلد"، إضافة إلى إذاعة القدس عن برنامج "بين المواطن والمسؤول"، وإذاعة صوت الشعب عن برنامج "نبض البلد"، تكريماً لجهودهم في تعزيز ثقافة المساءلة المجتمعية الإعلامية من خلال برامجهم وتعزيزا لدور الاعلام كشريك استراتيجي في المعركة ضد الفساد، مشيرا في ذات الوقت الى أنه سيبدأ من العام القادم تخصيص جائزة مالية لأفضل برنامج مساءلة.
وتكمن الغاية الرئيسية من منح جوائز النزاهة السنوية في تحفيز مختلف الفئات للعمل ضد الفساد والفاسدين ومنعهم من الإفلات من العقاب وتشجيعهم على تحمل مسؤولياتهم من خلال الإبلاغ عن أفعال الفساد التي يشهدونها أو يقعون ضحية لها على اعتبار ان الإبلاغ عن الفساد هو عمل وطني بطولي وليس وشاية.