الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

دراسة علمية توصي ان تكون روسيا وسيطا اكثر نزاهة للسلام

نشر بتاريخ: 17/12/2017 ( آخر تحديث: 18/12/2017 الساعة: 11:10 )
دراسة علمية توصي ان تكون روسيا وسيطا اكثر نزاهة للسلام
القدس - معا - اوصت دراسة علمية ان تكون روسيا وسيط سلام اكثر نزاهة من الولايات المتحدة، في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وجاءت التوصيات ملائمة ومواءمة للحال الفلسطيني، وخصوصا بعد قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده اليها، والرفض الفلسطيني الشعبي والرسمي المطلق، وتصريحات القيادة الحاسمة والواضحة ان امريكا ليس وسيط سلام نزيه ومحايد، فقد اصبحت بعد القرارات الاخيرة غير محايدة، وان فلسطين لن تعود عن قرارها برفض ان تكون الولايات المتحدة وسيط سلام.
هذه التوصية جاءت ضمن جملة توصيات، خرجت بها رسالة ماجستير تم مناقشتها وحازت على اجازة الماجستير من معهد الدراسات العالمية في جامعة القدس في ابوديس للطالبة عبلة درويش، الزميلة في وكالة معا- نائب رئيس التحرير، وباشراف الدكتور احمد رفيق عوض، والدكتور احمد ابو دية ممتحن خارجي والدكتور زياد عياد ممتحن داخلي.
حملت رسالة الماجستير عنوان "اثر المهاجرين الروس على التغير السياسي والاقتصادي في اسرائيل منذ العام 1989-2016" حسب المنهجين التاريخي وتحليل النظم.
وجاءت التوصية حول روسيا كوسيط سلام، بناء على وجود ما يقارب المليون مهاجر من الاتحاد السوفييتي السابق في اسرائيل، وخصت الرسالة مهاجرو الهجرة الكبرى، حيث اوصت الرسالة انه يمكن لروسيا ان تكون وسيط سلام اكثر نزاهة من الولايات المتحدة ان تستفيد من المليون روسي في اسرائيل لتعزيز تأثيرها في عملية السلام لصالح دفع التسوية قدما، اذا كانت موسكو تنوي لعب دور اكبر في الشرق الاوسط.
كما اوصت الرسالة انه، اذا كان هناك من يفكر في التأثير على الرأي العام الاسرائيلي باتجاه تبني خيار السلام، فعليه ان يبدأ بالروس من خلال مخاطبة مصالحهم، حيث ان المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق وخصوصا الذي وصلوا بعد العام 1989، وصلوا اسرائيل لاهداف مصلحية وليست ايديولوجية ولم يكن لديهم ولع تجاه الحركة الصهيونية، فمصالحهم تحركهم وتغير توجهاتهم.
كما اوصلت الدراسة لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي (التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية) ان هذه اللجنة ان كانت تعتقد ان عملها ذو جدوى، فعليها ان تبدأ بالمهاجرين الروس.
وفي هذا الاطار، اكد الدكتور احمد ابو دية ممتحن خارجي من جامعة بيرزيت للرسالة، الاهمية القصوى لهذه التوصيات لصناع القرار الفلسطيني وفي هذا الوقت بالذات.
واكد الدكتور ابو دية اهمية هذه الدراسة التي تناولت جزئية هامة جدا في المجتمع الاسرائيلي لاول مرة بهذا الاسلوب العلمي المميز، متمنيا على الطلبة المضي في دراسة باقي الجزئيات والاثنيات بشكل خاص في دراسات منفصلة على اسس علمية كما تم تناول هذه الدراسة الموضوع بطريقة مميزة علمية شاملة.
واكد الدكتور ابو دية على اهمية اعتماد صناع القرار والسياسيون على الدراسات العلمية كهذه الدراسة لوضع خططهم الاستراتيجية للتعامل مع كافة الاحداث في المجتمع.
بدوره، الدكتور زياد عياد، اثنى على هذه الدراسة واكد على اهمية البحث العلمي في التخطيط والقرارات، وعلى الحاجة الماسة بالمجتمع لدراسات علمية بهذا المستوى المتطور، مؤكدا على ضرورة طباعة هذه الرسالة في كتاب لتكون مرجع، نظرا للتميز في طرح قضية الروس.
واكد الدكتور احمد رفيق عوض، مشرف الرسالة من جامعة القدس، على اهمية طباعة هذه الرسالة البحثية العلمية في كتاب لتكون مرجعا ومصدرا حول الروس في المجتمع الاسرائيلي، حيث كسرت الرسالة الوهم والفكر السائدة بأن الروس وحدة اثنية داخل مجتمع متعدد الاثنيات، بل هم الان اكثر مرونة وقدرة على التجاوب وزالت الحدود الاثنية بينهم وبين المجتمع الاسرائيلي، فبقي الاسم فقط من الروس، وهذا ما تمكنت الرسالة من اثباته واخرجت رؤية جديدة.
واكد على ضرورة الاخذ بتوصية الباحثة عبلة درويش برسالتها، بالتوجه الى الروس كوسيط سلام اكثر نزاهة من الولايات المتحدة الامريكية من خلال التعامل معهم برغماتيا.
كما واستنتجت الدراسة عدة نقاط ابرزها وخصوصا تجاه الروس في اسرائيل، الذين لا يكنون الكره والعداء للعرب الفلسطينيين بالفطرة كما روجت الحركة الصهيونية لذلك، انما عدة عوامل جعلتهم يكرهون العرب ضمنها التعبئة الصهيونية وانتفاضة الاقصى وانهيار عملية السلام وفشل معسكر اليسار وغيرها، اي انه يمكن العمل معهم وتغيير ارائهم وتفكيرهم تجاه دفع عملية السلام.
كما استنتجت الدراسة، انه وبعد ربع قرن على وصول المهاجرين الروس الى اسرائيل، لم يحاول السياسيون الفلسطينيون او وسائل الاعلام والمؤسسات التي تستهدف المجتمع الاسرائيلي، التواصل مع المهاجرين الروس.
واستنتجت الدراسة ان ابناء المهاجرين الروس اندمجوا في الحياة السياسية في المجتمع الاسرائيلي ولم يعودوا بحاجة لاحزاب روسية اثنية يقدمون اصواتهم اليها، بدءا من العام 2003 حيث ذاب حزب "اسرائيل بعلياه" في حزب الليكود وتصريح مؤسسه شارنسكي انه لم يعد هناك حاجة لوجود حزب على اساس اثني للروس، فعلينا الاندماج سياسيا في المجتمع الاسرائيلي، الى جانب اخر انتخابات جرت في اسرائيل في العام 2015 حين هبطت الاصوات الروسية في الانتخابات للحزب الروس الاثني "اسرائيل بيتنا" برئاسة افيغدور ليبرمان الى 6 مقاعد مقابل 15 مقعدا في العام 2009، فهذه ضمن النتائج التي اكدت ان الروس اندمجوا، وتصريح سفير موسكو السابق في اسرائيل حينها انه لم يعد هناك داع لوجود حزب اثني روسي، ودلل على ذلك بدء رئيس الحزب وزير جيش الاحتلال افيغدور ليبرمان باستعادة المندمجين في المجتمع الاسرائيلي سياسيا من خلال اطلاق حركة جماهيرية تتواصل مع الروس وتجمع تبرعات لهم وتدعمهم لاستعادتهم.