السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

جديد الميلاد

نشر بتاريخ: 27/12/2017 ( آخر تحديث: 27/12/2017 الساعة: 18:20 )

الكاتب: خالد الفقيه

احتفل الفلسطينيون هذا العام بمولد رسول المحبة والإنسانية المسيح الفلسطيني الجليلي الناصري التلحمي المقدسي في المكان الذي شهد ولادته في ظل ظروف إستثنائية الممتدة بالإستثناء في التاريخ الفلسطيني الذي شهد العديد من التقلبات والإنقلابات في المشهد السياسي والحياة العامة في موطن المسيح منذ ولادته، وكان الإستثناء هذا العام باستهداف حليف الصهيونية العالمية لتوأم مدينة بيت لحم القدس المحتلة عبر منحها بقرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإسرائيليين كعاصمة كخطوة متقدمة على طريق تحقيق حلم نتنياهو بتجسيد يهودية الكيان المحتل على أرض فلسطين.
مسيحيو فلسطين ردهم كان مندغماً مع الموقف الفلسطيني العام الرافض للقرار الأمريكي فأكد ممثلوا طوائفهم أنهم مع فلسطينية القدس وعروبتها وأن لا إنفصام بينهم وبين مكونات الشعب الفلسطيني في الموقف والرؤية فقدموا للعالم وفي ظل الظروف المشتعلة في المحيط على أسس من القسمة الطائفية صورةً للوحدة الوطنية والقومية في مواجهة عدو كانوا من مقاوميه طيلة عمر الثورة الفلسطينية المعاصرة.
المشاهد في ساحة الميلاد عند إستقبال المدبر الرسولي بيير برتسيلا القادم من القدس كانت مثالاً وحدوياً لا يمكن أن تراه إلا في موطن المسيح حيث إصطف المسلمون في الساحة المفضية لكنيسة المهد للسلام على المدبر الرسولي وكانت النسوة الفلسطينيات المسلمات المحجبات في طليعة المستقبلين في موقف رصدته أعين الكاميرات ووثقته لتنقله للعالم وتتلقفه وسائل الإعلام.
المشهد ليس مصطنعاً ولا بطاريء بل هو تعبير أصيل عن وحدة الفلسطينيين وتذاوتهم مع ذاتهم فحبهم للمسيح كحبهم للنبي محمد فكلاهما شرف فلسطين ووطأ أرضها وأعطاها القداسة وأسلافهم منحوها العروبة الضاربة جذورها ما قبل ذلك بألاف السنين منذ زنبقة كنعان الأولى ومن قبلها أول حاضنة بشرية مدنية تعود لأكثر من عشرة ألاف عام في أريحا أرض القمر التي للمسيح فيها جولات وصولات.
إعلامياً
شهد الميلاد هذا العام تغيرات في إيجابية في تسهيل مهمة الإعلاميين في رصدهم الاحتفالات ونقلها للعالم وهو أمر أيضاً حمل الجديد هذا العام من خلال الترتيبات والتسهيلات التي إتخذتها السلطة الفلسطينية تمثل في إدارة الحدث إعلامياً. أمر لمسناه كإعلاميين من خلال التواجد الدائم لمدير عام إعلام ديوان الرئاسة الدكتور غسان نمر باذلاً كل جهوده لتيسير عمل الصحفيين متدخلاً وبسرعة عند الضرورة.
الصحفيون تلمسوا التغيير في أداء الجهات الرسمية فيما يخص الإعلام وصار الأمر محل نقاش أبدى فيه الجميع إرتياحهم من وجود شخص كالدكتور غسان في الميدان كونه رجل يتمتع بالخبرة وتربطه علاقات جيدة مع الإعلاميين ومتحدر من المهنة الصحفية.
نعم إستحق غسان التقدير على جدارته ومهنيته والتي بدأها في غمرة التحضيرات بلقاءات مع وزارة الإعلام للتنسيق فنال تقدير الوزارة والإعلاميين معاً فوجود الشخص المناسب في المكان المناسب والذي عمد هو شخصياً أن يكون في الميدان بعيداً عن العمل المكتبي الرتيب سهل المهام وساعد في نقل الصورة المرادة واللقطات المميزة للعالم عن حقيقة التآخي في فلسطين والوحدة والمصير.
النجاح الذي تحقق في ساحة المهد وإحتفالات الميلاد في بيت لحم هو وليد التعاون بين الإعلاميين والجهة الرسمية المسؤولة عن تنظيم الحدث الإعلامي وهو أمر أيضاً بتنا نعيشه كصحفيين ونراه في التغطيات الإعلامية التي يحتضنها مقر الرئاسة الفلسطينية حيث أن المسؤول عن الإعلام حاضر ومتفاعل ومستجيب في كل وقت وهذا ما يدفع للقول إن وجود الدكتور غسان نمر كشخص مهني سيعزز من حضور الإعلام المهني والوطني في نقل رسالة شعبنا إلى العالم حيث أنه شكل صلة وصل طيبة لطالما طالبنا بها كصحفيين لتنظيم العمل والعلاقة مع المواقع القيادية العليا.