الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس الامريكي يكشف قناع المساعدات الأمريكية

نشر بتاريخ: 28/12/2017 ( آخر تحديث: 28/12/2017 الساعة: 18:17 )

الكاتب: د.ياسر عبيدالله

أَفْصَحَ "ترمب" في خطابهِ المُوَجه الى دول العالم قُبيلَ التصويت لصالح قرار "الغاء نقل السفارة الامريكية إلى القدس" بعيداً عن الادب والاخلاق؛ متجاوزاً الامم المتحدة والاتفاقيات الدولية بتهديدها بوقف المساعدات عن دول العالم الفقيرة وعنها، وذلك قبل قرار التصويت للضغط والابتزاز السياسي والدبلوماسي وقد نشرت وسائل الانباء الخبر بعنوان "ترامب يهدّد بقطع المساعدات الأمريكية عن الدول التي تصوت بالأمم المتحدة ضد قراره اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ورئيس الجمعية العامة يتعهد بالمحافظة على “كرامة” الدول الأعضاء".
تمسك الرئيس الامريكي بسيكولوجيا “التمييز العنصري” في حكمه وقرارته؛ بتعاطفه بلا وتبنيه التوجهات الاسرائيلية في كل المحافل وكأنه قد لبس "شوافات الحمار"؛ وهي التي تغطي محيط عيون الحمار كي يمشي في اتجاه واحد، ومن الواضح أن نتانياهو وزوج ابنة الرئيس الامريكي "كوشنر" قد فصلوا له "شوافات عنصرية" لا يرى من خلالها الا الاسرائيليين ومطامعهم في القدس؛ وبذلك يسير نحو نسف مستقبل حزبه السياسي وإلحاق عار تاريخي في سجل الحزب الديمقراطي.
بالعودة إلى التاريخ الامريكي فقد اختار آندرو جاكسون في العام 1828 شعار "لنترك الشعب يحكم" الامر الذي استفز منافسه الجمهوري جون كوينسي واصفا اياه بالشعبي والرخيص بل ونعته بالحمار، فما كان من جاكسون الا ان اختار حماراً رمادياً ووضع عليه شعار حملته الانتخابية مؤمنا بحق الشعب في الحكم، هذه هي قصة الحمار في الحزب الديمقراطي قبل أكثر من مائتي سنة، الا ان الرئيس الحالي ترامب قد ترك الرمزية في شعار الحزب وتمسك بالسيكولوجية الحمارية.
عودة لتهديد رئيس أمريكا للعالم بوقف الدعم عن الدول الفقيرة والدول المحتاجة للمال، والكل يعلم مال ال USAID” "؛انما هو مال مشروط لا يدفع دون التوقيع على شروط الوكالة الامريكية للتنمية الدولية والتي تعمل على "تمويل العديد من المشاريع التي تحارب الفقر وتوفر وظائف عمل وتحسن التعليم وتشق طرق وشبكات مياه وتبني وتجهز عيادات طبية وتعزز الحكم الرشيد"، ولكن رئيسهم يكشف عن زِيْفَ مساعي تلك المنظمة، وتكشف للعالم ان تلك المساعدات لها اهدفها واجندات خاصة بالادارة الامريكية واجهزتها الاستخبارية في المنظقة وفي العالم.
إن تاريخَ إنشاء الوكالة الامريكية للتنمية الدولية يوحي أنها نمت وتطورت بالتزامن مع نمو وتطور وكالة المخابرات الامريكية ؛أحد أهم الأجهزة الرئيسية للتجسس ومقاومة التجسس في الولايات المتحدة.
تهتم المخابرات الأمريكية كما هي كافة الدول في الحصول على المعلومات الخارجية، وتدبير العمليات السرية التي ترى أنها تحقق أهدافها السياسية، سواء أكانت عسكرية أو سياسية. وللربط اكثر بين وكالة المخابرات الامريكية والتي أنشأت مع بداية الحرب العالمية الثانية في العام 1939 والوكالة الامريكية للتنمية الدولية التي انشات في العام 1961 بعد دمج كافة المؤسسات التي تقدم مساعدات خارجية وكانت بدايتها في العام 1915 قدمت مساعدة الى بلجيكا بعد الغزو الالماني وفي العام 1945 قامت الولايات المتحدة بإضفاء الطابع المؤسسي على مساعداتها الخارجية وذلك بتأسيس ادارة التعاون الاقتصادي " ECA" ، نجد ان كلا الوكالتين تمضيان باتجاه واحد نحو تحقيق اهداف الهيمنة الامريكية على العالم.
وبنظرة ثاقبة في خَبَايا علم الامن وأسرار أجهزة الاستخبارات العالمية؛ فإن كل ما هو خارج حدود الدولة من مؤسسات إغاثية وطلبة وباحثين وبعثات؛ في الغالب انها تملك أهدافا مزدوجة أولها الاهداف البارزة والثانية أهدافٌ كامنة؛ أما الثانية فتهدف إلى جمع المعلومات عن تلك الدول التي تُقَدمْ لها المساعدات وترمي المُساعَدات إلى الابتزاز السياسي، السيطرة على العالم، والاستعمار المُعَوْلَم.
وقد كشف الرئيس الامريكي القناع عن تلك المساعدات الامريكية حين قام بتهديد كل من يصوت ضد قرار أمريكا وبهذا تكَشَفتْ مساعي تلك المؤسسة؛ على الرغم أن العالم يعي ذلك مسبقاً، ولكن أن يصل الامر إلى تهديد صريح عبر الاعلام يعني التزام صريح من الرئيس الامريكي بشعار حزبه "دعم المشروع الصهيوني في فلسطين "؛ استكمالاً لوعد بلفور فقد لعبت امريكا دوراً كبير في صياغة ذاك الوعد المشؤوم ..