السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حكايتي مع الكتائب..وقفة بين إنتفاضتين..!؟ الحلقة (10)

نشر بتاريخ: 30/12/2017 ( آخر تحديث: 30/12/2017 الساعة: 10:50 )

الكاتب: منذر ارشيد

بعد استشهاد البطل أبو هنود تحول مجري حياتي وأصبت بصدمة رغم أني لم أكن أعرفه ، شعرت بحزن شديد وذنب كبير وكأني كنت سببا باستشهاد ..رغم أني لست كذلك.. وقلت في نفسي لو أنه أخبرني عن نفسه لتصرفت وخبأته لو أحفر له الأرض ... على كل حال حصل ما حصل ولا أدري هل كانوا متأكدين أنه كان عندي أو لا..! وكيف لم يروه أو هل رأوه وتركوه ولم يقرروا اغتياله عندي .!!؟
ولا تستغربوا تساؤلاتي فورائها حكاية رهيبة .. واتصال جائني غير إتصال إبن عمي ..(؟ ؟ ؟؟ ؟ إتصال؟؟ ؟ ؟؟)
ولمن تابعني في كتاباتي منذ سنوات يستطيع أن يربط ويعرف السر في هذا الذي أضع عليه علامات استفهام ويدرك أسباب المثيره ( سيرد في الكتاب بإذن الله )

، ولكن صدقوا أو لا تصدقوا وأنا أسير في جنازته في بلدة عصيرة بلد القائد الحبيب
( أبو محمد صدقي الجوابرة . . التف حولي عدد من الشباب الذين عرفوني من خلال أريحا وحضوري إحتفالا بذكرى إستشهاد القائد أبو محمد صدقي) .. كانوا يواسوني وكأنهم يعرفون أن الشهيد كان في ضيافتي..
هناك حلقة مخفيه وخطيرة جدا في الموضوع ليس مجالها هنا وربما أضعها في الكتاب وهي حلقة مذهلة لن أبوح بها هنا....!

كنت أعتقد أني سأنهي الحلقات عند العاشرة ولربما إستهواني الرقم (10) ولكن هيهات وقد حاولت أن أضع ملخصا بحلقة واحدة بما يفيد القراء ولكن لم أعرف كيفيه الخروج من الموضوع وكما يقال (خروج الحمام مش مثل دخوله)
ولذلك سأستمر حتى أجد مخرجا يليق بمن يتابعوني أولا ، ومن ثم بي كواحد أنعم الله عليه بالعمر المديد وأبقاه شاهدا على العصر وهنا تقتضي أمانة الرسالة وإيصالها للناس.وإيفاء الموضوع حقه قدر المستطاع

ما سردته خلال الحلقات السابقة لم يكن سهلا علي لا من ناحية الذاكرة والتفاصيل التي أكلتها السنين و لصعوبة إسترجاعها ولكن الذاكرة عندما تنتعش فهي كالنبع الذي يتفجر فيُحدث سيلا من المياه العذبة الصافيه
وأيضا الخطورة الأمنية التي نعرفها جميعا ،
وأيضا ولا بوقعها على الجبناء ممن كانوا يستثمرون أرواح الشهداء ويتاجرون على حساب تضحيات شعبنا .

أما بخصوص الأحداث التي مرت علينا في الإنتفاضة الثانية فهي أحداث تستحق الوقوف عليها والتوقف عندها أكثر من الأنتفاضة الأولى ..
فالإنتفاضة الأولى كان لها خصوصيتها وظروفها التي تختلف تماما عن الثانية ... ففي الأولى لم يكن هناك سلطة ولا حكومة ولا قوات أمن ولا أبو عمار ولا أي شيء من هذا القبيل بل الشعب وحده في مقابلة العدو الصهيوني
وكانت قوى من الشباب تقاوم بطريقتها وأسلوبها وإمكانياتها المتواضعة وعلى رأسها ..( الفهد الأسود ) وهنا أقف إجلالا وإكبارا لهؤلاء القادة العظماء الذين قادوا فترة الفهد الأيود وخاضوا معارك مع الإحتلال بغض النظر عن بعض الأخطاء التي تم ارتكابها نتيجة قلة الخبرة وعدم وجود قيادات مجربة ، كانوا شبابا في عمر الورود ولكنهم صنعوا المعجزات ولو استمرت الإنتفاضة وظلت المنظمة تدعمها من الخارج لتحققت نتائج أفضل مما حصل ولذهب العدو إلى المحافل الدولية صاغرا طائعا مستسلما ً بفضل الأبطال الحقيقيين والجبابرة الذين واجهوا العدو بكل رجولة وشجاعة وصلابة وخاضوا معارك ضارية مع العدو في ظروف استثنائية ولكن يجب أن نتذكر أنه كان لهم ظهير قوي في خارج الوطن من خلال الثورة والمنظمة والقطاع الغربي بقيادة الشهيد أبو جهاد وكوادر الذين أبدعوا في مساندتهم ودعمهم بكل أشكال الدعم في مقارعة الإحتلال ووضعه في مأزق لا بل محاصرته وفضحه أمام العالم

ولكن سبحان الله حصلت أوسلو فأنقذت إسرائيل من المأزق

أما في الإنتفاضة الثانية فكانت بعد أوسلو التي غيرت كل شيء على الأرض بشكل كامل
وعندما كانت أوسلو وليده الإنتفاضة الثانية فمره أخرى بعد أوسلو تولدت نتيجة الإنتفاضة الثانية وكأني بإنتفاضة ثالثة قادمة أتمنى أن يستفيد شعبنا من تجربة الإنتفاضتين السابقتين خاصة أن الظروف تغيرت بشكل كبير جدا...!

وإذا ما دققنا في مجريات الإنتفاضة الثانية فكما ذكرت في بداية الحلقات كان الدعم يأتي بمعظمه من الخارج رغم أن القيادة الداخلية خاصة فتح وعلى رأسها أبو عمار كان يمد بالمساعدات والدعم ولكنه لم يكن كافيا ولم يصل لمستحقيه
فهناك أهواء كانت تتحكم بمن يوصلوا الدعم وهناك تسريبات كانت تحصل باختصار كانت ( فوضى ) خاصة بعد إستشهاد أبو عمار وإنفلاش الأمور وتعدد المسارات والمجموعات .

وكان قد ذكرت سابقا كان الدعم الأكبر والتواصل من حزب الله بواسطة الأخ منير مقدح وبالتواصل مع الأخ موريس وبقي هذا الدعم متواصلا إلى أن توقف بعد أن أستشهد خيرة قادة ومقاتلي الكتائب الميدانيين وأسر الالاف ولم يبقى إلا القليل منهم ،
وبقي الإستعراضيون ناهيك عن المجموعات التي أصبحت تدعي أنها كتائب وهي مجموعات تابعة لرؤساء أجهزة أمنية
ورأينا هم يستعرضون بشكل علني ومن ثم تم إستيعابهم في الأجهزة الأمنية وبعدها ذابت الكتائب أللهم من أسماء ما زالت تعلن عن مجموعتها تحت عنوان كتائب الأقصى وهؤلاء ربما يكونوا صادقين ولكن الظروف تغيرت الآن وليس شرطا أن يظل هذا العنوان المهم أن يكون هناك مقاومون شرفاء.

والغريب في الأمر أن لا أحد يذكر قوة مقاومة كانت مؤثرة تشكلت من رحم الكتائب تحت إسم كتائب العودة ..وهؤلاء فتية ورجال شعروا ببعض الإنزلاقات فقرروا أن يكونوا أكثر سرية وفاعلية وبالفعل حددوا العدد وركزوا على النوعية
وبدأوا بدايات موفقة وخاضوا معارك مؤثرة مع العدو وكان مركزهم في نابلس ومخيم بلاطة وفي غزة وهؤلاء كانوا الأكثر صدقا وفاعلية خاصة بعد الإجتياحات التي مرت على مخيمات جنين وبلاطة وغيرهما في الوطن واستنزاف مقاتلي الكتائب..
واستنزاف مقاتلو كتائب العودة بعد تركيز هجماتهم القوية على العدو .. واستشهد من أستشهد منهم وأسر من أسر

يتبع الحلقة(11) الحادي عشرة