الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة على فوهة بركان

نشر بتاريخ: 15/01/2018 ( آخر تحديث: 15/01/2018 الساعة: 11:32 )

الكاتب: عز عبد العزيز أبو شنب

دموعٌ في عيون حائرة، وقلوبٌ مضطربة، وعقول شتتها الظرف والحال، فالكل في قطاع غزة بات يئن من وقع الحصار وآثار العدوان ولا حل في الأفق والأوضاع الإنسانية تتجه لمزيد من السوء والتدهور.
حيث يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية تضاعف تأثيرها بسبب دوامات العنف والدمار وأزمات الوقود والكهرباء والماء والغياب الواضح لأية تحسينات اقتصادية اجتماعية مستدامة للاقتصاد المنهار، وقد دخل الحصار المفروض على غزة عامه الثاني عشر وأجمعت كل قرارات دول العالم لعدم مشروعية الحصار والذي يستمر في إعاقة حرية الحركة سواء للأفراد أو البضائع، وأنه نوع من أنواع العقاب الجماعي التي تمارسه اسرائيل.
ان الأوضاع الأمنية الهشة والصراعات المتعاقبة والانقسام السياسي الداخلي، كان سبب رئيسي في تدمير اقتصاد القطاع الذي يعتمد على التجارة فقط، بل كان سبباً مباشراً في الارتفاع المهول في أعداد البطالة، وأدى الفقر الشديد وانعدام الأمن الغذائي والعزلة إلى حالة من الاكتئاب وفقدان الأمل ومازال تفاقم الأزمة يتقدم للأسوأ.
كنا قد تفاءلنا باتفاق المصالحة وتشكيل حكومة التوافق الوطني كونها خطوة أولى ومهمة لحل كافة المشكلات التي يعاني منها القطاع والبدء بخطوات حقيقية وملموسة للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني ولكن ذهب تفاؤلنا أدراج الرياح وأصبحت المصالحة في حالة موت سريري.
إن غزة تضمد جراحها وتعض على آلامها إلا أنها لن تبقى دون فعل تتلقى الضربات وتصبر، فاستمرار الأوضاع الداخلية والأمنية على ما هي عليه ستخرج الأوضاع عن السيطرة، انفجار ولن يكون في مصلحة أحد.
ان ظروف غزة أصعب من أيام تعيشها منذ عقود ومشابهة للظروف التي سبقت عدوان 2012 و 2014، فانهيار غزة سيتسبب في فوضى في عموم المنطقة وقد ندفع جميعا الثمن باهظاً فآن الأوان للتحرك حتى لا نصل لمرحلة لاتحمد عقباها وحينها اسرائيل ستكون من يدفع ثمن خروج الأمور عن السيطرة.
فاليوم غزة تعيش بلا مقومات حياتية فأكثر من 2 مليون مواطن يعيشون في سجن محاصر من أربع جبهات ورائحة البارود وانفجار البركان هو من يسيطر عليها.
يجب التقييم قبل فوات الاوان فالوضع بعين الوطن والخروج عن الأجندات الخارجية والعودة باتجاه بوصلة وطنية حقيقية وتمكين حكومة التوافق الوطني من صلاحياتها بالكامل وفتح المعابر واستكمال ملف إعادة الإعمار بشكل أفضل وأسرع وتبني إستراتيجية وطنية تضمن حل جميع المشكلات التي يعانيها الاقتصاد وأن تكون جميع الجهود نحو التنمية الاقتصادية المستدامة والنهوض بالاقتصاد نحو الأفضل.. وتبقى أمنيات نتمنى تحقيقها مع العلم أن تحقيقها ليس مستحيلاً.