الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الغائبون دوما

نشر بتاريخ: 18/01/2018 ( آخر تحديث: 18/01/2018 الساعة: 16:08 )

الكاتب: ماهر حسين

رافق إنعقاد المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله الكثير من النقاشات والحوارات عبر وسائل التواصل الإجتماعي مما يؤكد أهمية المجلس المركزي الفلسطيني وأهمية الإجتماع.
طبعا بدأت الأحاديث والنقاشات والجدل بمجرد دعوة الأخوه في الجهاد الإسلامي وحمــــاس لحضور جلسات المجلس المركزي وقد أعلنت الجهاد مباشرة عدم رغبتهـــــا بالمشاركة وهذا موقف متوقع في ظل مواقف الجهاد الإسلامي المتناغمــة مع قناعاتها وبغض النظر عن قناعاتي بضرورة حضور الجهاد الإسلامي إلا أنني أحترم موقفهـــا المفهوم والمبرر والذي يتناسب مع مواقفها السابقة، وفي المقابل تأخرت حمــــاس في الرد ومن ثم أعلنت عن عدم مشاركتهـــا في الإجتماع وقد ذكرت حماس مجموعة من الحجج التي أصبحت محل إنتقاد شديد من معارضي حمـــاس ومحل دفاع غير منطقي من مؤيدي حمـــاس.
لست بوارد الحديث عن مشاركة حمـــاس أو غيابها فهذا شأن داخلي تقدره قيادة حمـــاس التي نثق بهــا ولكن في الحقيقية بأن حجج حمـــاس للغياب ضعيفة فعندما نتحدث عن المكان فهذا المكان هو جزء من فلسطين وهو عاصمتنا السياسية الأن ومن هناك في رام الله تُدار كل معارك الصمود والبناء والتحدي وإذا تحدثنا عن حراب الإحتلال فهذا صحيح نسبيا ولكن حراب الإحتلال لا تطول فقط رام الله بل تطول غزة التي تٌقيم فيها قيادات حماس وعلى كلٍ الإجتماع ليس أقل أمانا من الإجتماع الحاشد الذي حضره مشعل في غزة وألقى به خطاب ناري ضد الإحتلال الذي نسقت معه حماس لحضور مشعل وقيادة حمـــاس لغزة !!!!!
أما التجهيزات والتنسيق والترتيب فحمـــاس ومنذ أيام القيادة الوطنية الموحدة في الإنتفاضة الأولى الكبرى وهي ترفض الإنضمام لأي إطار وطني فلسطيني مهما كان الحدث ومهمـــا حصل.
يجب التوقف عن استخدام الحجج غير المقبولة فنحن نمتلك الذاكرة والمعرفة وكان من الممكن لحمـــاس أن تٌقاطع بدون إبداء حجج.
بكل الأحوال من المهم أن لا يكون غياب حمـــاس مبررا لجلدِها ولتسويع المسافه والفجوة التي بين حماس وبين مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية خاصة بأن البرنامج السياسي لحمـــاس والذي أطلقه مشعل في الدوحة يكاد يكون متطابق مع البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ونحن نريد المصالحة والوحدة والإتفاق.
وللتوضيح أقول أن البعض في حماس وكما يبدو ما زال يفكر بفكرة البديل وهذا مشروع لن يمر أبدا وعلى حمـــاس ان تفكر بمنطق الشريك لأن حماس غير قادرة على أن تكون بديل لأي مؤسسة فلسطينية.
ومن باب التوضيح يجب التذكير بأن ...
تجربة حماس في المشاركة بإنتخابات المجلس التشريعي كانت تحت حراب الإحتلال والمشاركة في اللقاءات الخاصة بالمجلس التشريعي في رام الله كانت تحت حراب الإحتلال.
أما أغرب النقاشات فهو أن بعض من شارك في الإجتماع عبر ممثلي فصيله دعم مقاطعة حمـــاس فكيف تُشارك وتدعم مقاطعة الغير ويبدو لي بأن الدافع الحقيقي خلف هذا المشهد هو عقدة (التنظيم الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية ) حيث ان مشاركة حماس قد تلغي هذه التراتبيه غير الواقعية وغير المقبولة في منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها التي بحاجة الى إصلاح شديد فلم يعد اليسار المعارض دوما" كما كان فهو بلا تأثير وبلا حضور جماهيري أو عربي أو إقليمي.
بالمختصر من حق حمـــاس أن تغيب وقد أعتدنا غياب حمـــاس ولكن على حمــاس ان تحترم عقولنا في تبرير الغياب ولا نريد لهذا الغياب أن يكون مبرر لحرب كلامية أو مبرر لتصعيد الخلاف فنحن كنا وما زلنا وسنبقى مع مشاركة حمـــاس في منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بإعتبارها شريك في القرار.