الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

خطاب الرئيس موجه للأمريكان والإسرائيليين ولكن هل من يفهم؟

نشر بتاريخ: 19/01/2018 ( آخر تحديث: 19/01/2018 الساعة: 10:24 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

في نهاية مرحلة كبيرة وتاريخية ليس فقط على مستوى شعبنا وإنما على مستوى العالم كله، وسيكتب عنها التاريخ المعاصر الكثير والكثير، كان على الرئيس أبو مازن مهندس أوسلو أن يخرج لهم في هذه المناسبة بخطاب، والرجل وان ما زال لديه "رباطة جأش" كما يقال لضبط الأمور ولحسابها وفق رؤيته الخاصة، فكان علينا أن ننتظر نحن بعض الوقت، حتى تتدحرج كرة الثلج، ويصل مداها حيث يمكن أن تكون في قادم الأيام.
ونحن كشعب فلسطين نعرف الرجل ويمكن معرفة ما سيقوله قبل الخطاب لان توجهاته ستكون ضمن توجهات بنتها السنوات السابقة، ولكن كان على أغبياء تل أبيب وواشنطن أن يقفوا طويلا ويعلمون أن رصاصهم لا يحميهم وان طائراتهم لن تجلب لهم ما يصبون إليه، وان المنطقة العربية والإقليمية على كف عفريت ولن يستطيعوا السيطرة عليها مهما حشدوا من قوة وستكون لهم دروسا وقت فوات الدروس.
أبو مازن في خطابه والذي كرر جزءا منه في خطابه أمام الأمم المتحدة جاء لهم بإعادة تاريخية والسلسلة منذ حرب ثمانية وأربعون حتى اليوم، وقد لفت انتباهي ما وضع في قاعة الاجتماع حول التمدد الاستيطاني لدولة الاحتلال منذ سنوات طويلة حتى اليوم حيث يظهر فيها أنها ربما لم يبق لنا إلا القليل، وهي مرحلة قد فرشت الأرض لمن هو قادم بعقلية مختلفة وبتوجهات مختلفة.
ولن نكون بأفضل من شعوب الأرض التي قاتلت الاحتلال وهزمته بل ربما سنكون بمستواهم المطلوب في حشد قوانا في الأيام القادمة لتحرير فلسطين وتحصيل حقوقنا السياسية والقانونية في كل شيء.
الذي لم يفهمه ساسة أمريكا وإسرائيل أن القرارات التي تم تبنيها هي موجودة على الأرض ومفادها باختصار نفي أية شرعية عن إسرائيل وعودة المطالبة بفلسطين التاريخية وكل الحقوق على كامل تراب فلسطين، من الجميع وفورها لن يجرؤ أي عربي أو مسلم على تجاوز ذلك بتاتا حتى يأذن الله بنصر مبين.
لقد منح الرئيس أبو مازن إسرائيل فرص كثيرة وهي في خطابه الأخير فرصتهم الأخيرة، لربما يتمسكون بجزء من برنامجه الذي خط لهم بعض الطرق في فلسفة السلام، ولكن وحيث أنهم لن ينتبهوا إليها، ستكون إن شاء الله وبال عليهم، لان التحول في الرأي العام العربي والإسلامي وبفعل الشعوب المقهورة قد يكون خلال أيام فقط، ووجود إسرائيل سيكون على المحك ولن تنفعهم قوتهم المغرورون بها، وقد جربوها علينا وفي أماكن أخرى ولن يستفيدوا منها.
الإسرائيليون مسكوا كلمة (يخرب بيتك) وبدؤوا بإفساد العلاقة مع واشنطن أكثر من ما هي متوترة، ونسوا أن وجودهم كله وضع على المحك. وانه لن يأتي احد بعد الرئيس أبو مازن ويجرؤ على مصافحة الأمريكان والإسرائيليين من جديد وستكون نهاية أوسلو نهاية لأي مفاوضات إلا على رحيل الاحتلال كله.
فالرسالة قيلت في رام الله ولكن هناك وكأنها وصلتهم وتجاهلوها تمام لان طبيعتهم المجرمة والعنصرية معروفة. واليوم أكدوا عليها بقتل الشباب في جنين.