الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تشهد سوريا مواجهة أميركية - تركية؟

نشر بتاريخ: 23/01/2018 ( آخر تحديث: 23/01/2018 الساعة: 23:35 )
هل تشهد سوريا مواجهة أميركية - تركية؟
بيت لحم- معا- واصلت تركيا قصف مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا في اليوم الرابع من هجومها فيما حذرت واشنطن من ان المعارك قد تزعزع الاستقرار في منطقة كانت بمنأى نسبيا عن النزاع السوري داعية الى ضبط النفس.

وقال مسؤول في البيت الابيض ان الاتراك ارسلوا "تقارير متضاربة" حول نطاق الهجوم على الميليشيات الكردية في المنطقة وسيتحدث الرئيس ترامب مع نظيره اردوغان حول الغزو التركي لمقاطعة عفرين السورية. حسبما ذكر مسؤول كبير بالادارة الامريكية. واضاف المسؤول

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان معارك عنيفة جرت الثلاثاء في منطقة عفرين، معقل وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن والتي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً في تركيا منذ 1984.

ومع اطلاق السبت هجومه الذي حمل اسم "غصن الزيتون" يكون الجيش التركي فتح جبهة جديدة في النزاع السوري المعقد مثيرا القلق والانتقادات من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.

وفي هذا السياق تحدث المقدم المتقاعد في الجيش الأميركي، ريك فرانكونا، وهو المحلل العسكري لشبكة CNN، عن العمليات العسكرية التي تقوم بها أنقرة في منطقة عفرين تحت مسمى "غصن الزيتون"، ورأى أن منطقة شمال سوريا مرشحة لأن تكون موقعاً لمواجهة كبيرة بين الولايات المتحدة وتركيا، متسائلاً عن مدى قبول واشنطن لإمكانية تدمير الجيش التركي للقوى الكردية التي تدعمها.

وقال "فرانكفونا" الذي عمل ملحقاً عسكرياً لبلاده في سوريا سابقاً، في حوار لـ"CNN" إن "هذه المنطقة من الشمال السوري لم تكن منطقة جيدة لداعش، بل إن التنظيم طُرد منها منذ فترة، فلماذا تشن تركيا هذه العملية؟ هناك إجابة واحدة وهي: الأكراد".

وأضاف: "لدى الأتراك قلق جدي من احتمال تأسيس الأكراد لمنطقة شبه حكم ذاتي في سوريا تشبه المنطقة التي يتمتع بها الأكراد في العراق وهو أمر يخشاه الأتراك بشدة".

وعن إمكانية عودة القوى الموجودة في سوريا التي تعاونت لقتال داعش لمقاتلة بعضها بعد هزيمة التنظيم رد قائلاً: "هذا ممكن، لأننا فقدنا الوعاء الجامع الذي كان كفيلاً بإبقاء الجميع في هذا التحالف رغم كرههم له. ولكن الأمور مرشحة لأن تسوء أكثر بسبب دخول لاعبين كبار على الخط هنا، فلدينا الروس الذين يراقبون عن كثب وبقلق، ولدينا الجانب الأميركي، والسؤال القائم هو: هل سيُسمح بتدمير القوة العسكرية الكردية على يد الجيش التركي؟"

واعتبر المقدم الأميركي أن "الجيش التركي قادر بالفعل على إلحاق الهزيمة بالأكراد في تلك المنطقة، وهو متفوق بوضوح لناحية القوة النارية"، لكنه طرح الأسئلة الشائكة بالقول: "هل سنقف نحن لنتفرج مكتوفي الأيدي؟ هل سيسمح الروس للأتراك بشن عملية عسكرية بمنطقة مجاورة لمنطقة عملياتهم في سوريا؟ وماذا عن رأي الجانب السوري نفسه؟"

وانتهى المحلل العسكري الأميركي إلى القول: "نحن أمام مواجهة كبيرة تتحضر بين تركيا من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى".