الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قراءة في فكر الجيل الفلسطيني القادم

نشر بتاريخ: 02/02/2018 ( آخر تحديث: 02/02/2018 الساعة: 10:06 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

اتذكر جيدا فعاليات الانتفاضة الاولى والثانية وما كان قد نتج عنها، ففي الانتفاضة الاولى اطلق الاطفال الفلسطينيين فعالياتهم المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني وقد كانت ملفته للانتباه وجابت العالم بفكر رفض الاحتلال، وقد نتج عنها ايجابيات واهداف كبيرة وربما لم نحسن استغلالها بشكلها السليم واكتفينا بحصاد اوسلو منها، وهو ما شكل ظهور جدي لفكر الفلسطينيين من خلال جيل لا يقبل انصاف الحلول ويطمح نحو التحرر من الاحتلال، وفي الانتفاضة الثانية كانت المعركة شديدة ولم نحسن جيدا استغلالها لانها لم تكن وليدة ترتيب داخلي واستغلت اسرائيل ذلك وفي ظل حكم اليمين المتشدد في امريكا والذي عطل كل اهداف ومصالح الفلسطينيين واطلق العنان لشارون لاستباحة كل الحقوق الفلسطينية وقتل الشهيد ياسر عرفات.
واليوم في ظل ما وصل له الحال من نهاية محتومة لاوسلو، وصلت الامور الى منتهاها في تنمية الفكر الفلسطيني. وفيها يرفض الجيل الجديد كل اصناف التبعية للاحتلال ومستعد الى الذهاب الى ابعد الحدود للتحرر من الاحتلال والعمل على بداية تكون مجدية وسليمة وتهدف الى الوصول الى نقاط يمكن البناء عليها في ظل مؤسسة فلسطينية فتية، لديها اهم المقومات وهم شبابها المتنور وفكره المتحرر من قيود الاحتلال.
فهذا الجيل القادم والحامل لعوامل الصمود كلها لن يكون مكتوف الايدي الى ما لا نهاية، في ظل الهجمات الصهيونية المتككرة والمرسومة منذ عشرات السنين والتي سيستمر فيها الى سنوات قادمة في ظل الهدوء الذي يتمتع به.
ان معالم التفكير الفلسطينية مهما سارت والى اين اتجهت لن تعود الى الوراء باي حال انها ستبقى محتفظة بارث تاريخي فلسطيني قائم على الحفاظ على الموروث الفلسطيني، واولها انه محتل ولن يقبل ان يتصالح على ارضه وقدسه ومبادئه، فربما تلك الحقبة السابقة لن تطول وسيمضي بها الوقت الى نهاية محتومة، ووقتها سيظهر الجيل الفلسطيني الحالي والقادم وسيخرج من حيث الارض والمبادىء والثورة بكافة طرقها وسيمضي حيث كل الشعوب مضت وتحررت ولن يوقفه اي شىء او اي احد.
في امريكا واسرائيل يراهنون على الظروف الصعبة التي يمر بها الفلسطينيين وخاصة الاقتصادية والامتيازات التي قدمت للبعض للابقاء على حالة الوضع دون ان ينساق الى حدود كبيرة، ولكن هي تلك الايام دول بين الناس، ولن يبقى الحال على ما هو عليه، وسيلقي الجيل القادم كلماته بافعال على الارض وقتها لن ينفع اسرائيل وامريكا اي اعتذارات او ندم على مرحلة قدم لهم فيها الكثير ولم يتعضوا، وسيعضون اصابعهم ندما على فتوات الفرص الكثيرة والكثيرة.
فانني وان اعتبر نفسي من هذا الجيل واعيش تفكيره وتحليله لن نخسر الكثير، فليس لدينا اي شىء يمكن الندم عليه، لكن تبقى توجهات الحركات الاقليمية والدولية عبر الدول شاهدة على الاحتلال وجرائمه التي لم ولن تتوقف وسيكون مصيرها الزوال بتحدي وصمود غير مسبوق.