السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحرب الاسرائيلية القادمة... الأسباب والنتائج؟

نشر بتاريخ: 04/02/2018 ( آخر تحديث: 04/02/2018 الساعة: 11:19 )

الكاتب: راتب عمرو

محطات ثلاث يمكن التوقف عندها كأسباب مباشرة للحرب الاسرائيلية المرتقبة على لبنان وقطاع غزة، وربما سوريا وقد تدخل إيران على خط التوتر وتشتعل المنطقة برمتها:
أولها التوتر الحاصل على الحدود السورية مع إسرائيل وتحديداً بسبب تواجد المليشيات الايرانية على الحدود بين الجانبين، وثانيها القلق الاسرائيلي من المعلومات التي تناقلتها وسائل الاعلام الاسرائيلية من أن إيران تقوم ببناء مصنع للصواريخ المتطورة في لبنان، وأخيراً التوتر الحاصل على الحدود مع قطاع غزة المحتل، والذي عززه الاعلان الأميركي بوضع "إسماعيل هنية" رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الأسلامية " حماس " على قائمة الارهاب، هذه المحطات وغيرها ربما تدفع بإتجاه التوتر الشديد والذي قد ينتهي في القريب العاجل بحرب محدودة في بداية الأمر، ثم ما تلبث أن تتسع لتعم المنطقة، خاصة إذا ما دخلت إيران على خط المواجهة مع إسرائيل.
وعلى ما يبدو فإن تزامن القرار الأميركي المتعلق برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيه مع التوتر الأمني الحاصل في المنطقه لم يكن عفوياً، لكنه على ما يبدو خطوة إستباقية وضرورية من خطة إسرائيلية وأميركيه لتركيع كل من حزب الله وحركة حماس قبيل البدء بتنفيذ ما يسمى "بصفقة القرن"، ناهيك أن التهديد المكثف الذي مارسته القيادات المتعددة في إسرائيل ضد كل من إيران وضد لبنان وحزب الله اللبناني ضروري طبقاً لما تقتضيه المرحلة، إما لردع هذه الأطراف لتحييدها ولضمان أمن إسرائيل وسلامة سكانها ومواقعها العسكرية، وتنفيذ صفقة القرن بسلاسة وهدوء، أو لضرب حزب الله اللبناني وما تقول عنه إسرائيل مصنع الصواريخ الأيرانية المتقدمة والذي يتم إنشاءه في لبنان، ناهيك عن أن المليشيات الأيرانية أو ما يسمى بقوات الحرس الثوري الأيراني المتواجدة على الحدود السورية الجنوبية والغربية، ستكون بالتأكيد سبباً مهماً من أسباب الحرب التي تُعد لها إسرائيل بتأييد من الولايات المتحدة الأميركية، يضاف الى ذلك أن وضع الحدود مع قطاع غزة في الأونة الأخيره بدى وكأنه أحد الجبهات التي تُعد إسرائيل العدة لفتحها.
وهنا فإننا نقول أن الوضع الأمني والعسكري الأقليمي مرشح أكثر من أي وقت مضى للانفجار، وإذا ما ركبت إسرائيل رأسها وأخذت بزمام المبادرة، من خلال شن هجمات محدودة على لبنان أو سوريا وعلى قطاع غزة باسلوب ما يُسمى بالحرب الخاطفة، فإنها ستكون قد أدخلت نفسها وأدخلت المنطقة برمتها في أتون حرب لا أحد يستطيع أن يتكهن بعواقبها ونتائجها على الاطلاق، لأن إسرائيل ستفقد منذ اللحظات الأولى لبدء العمليات العسكرية زمام المبادرة، وتتحول بحكم كثافة النيران من الأطراف الأخرى من طرف مهاجم الى طرف مدافع، وربما غير قادر على الصمود أمام تلك الضربات خاصة في حال إستهدافها للمدن والتجمعات السكانية وهذا ما سيحدث بالتأكيد، الأمر الذي سيدفعها الى توسيع جبهات القتال واللجوء الى إسلوب الحرب الشاملة، وهذا ما لا تريده إسرائيل ولا حتى الولايات المتحدة الأميركية، لأن هذا سيؤدي الى عودة الصراع في المنطقة الى المربع الأول ، ويؤدي بالتأكيد الى إفشال الخطة الأميركية المتعلقة بصفقة القرن ، وهنا فإن الدول العربية وخاصة تلك التي تترقب نجاح صفقة القرن للبدء في برنامج التطبيع مع إسرائيل ، ستجد نفسها مضطرة للتراجع عن التطبيع المجاني والهرولة تجاه إسرائيل ، والتوقف مطولا أمام معطيات الحرب وآثارها المدمرة بالتأكيد .