الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

أحمد جرار الفلسطيني

نشر بتاريخ: 05/02/2018 ( آخر تحديث: 05/02/2018 الساعة: 17:17 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لا يوجد فينا من لم يسمع حوار القائد عمر المختار الشهيد، مع جلاده، عندما القي القبض عليه في جبال ليبيا الشامخة وهو يقاتل أعداءه الايطاليين الذي جاؤوا ليسرقوا حياتنا ويغتصبوا الارض، ويفعلون ما لم يفعله المغول في زمن بغداد والذي ادى فعلهم الى القضاء على ثلثي الحضارة الانسانية وقتها بحرق الكتب في مختلف العلوم الانسانية، وهذا الذي حصل لم يفعله المسلمون في اي بلد في العالم وقد كانوا يدخلوها بسلام يضمن لاهلها من رجال واطفال وشيوخ ونساء، فرد عليه الشيخ المجاهد "بانه سيكون عليكم مقاتلة الجيل القادم والاجيال التي تليه"، وقد اندحر الايطاليون عن ليبيا وعادت وطنا حرا، لكن الديكاتوريات والحكم المستبد اطفىء شموعها حتى عادوا بطائراتهم ليقتلوا الحلم فيها ويعيدها الى ازمان للوراء، هي قصص كثيرة مر بها عالمنا العربي على طول سنين كثيرة، والعدو لم يتعظ منها ولو مرة واحدة، فبقي الزمان يدور والايام نتداولها، حتى جاء اليهود الى فلسطين واحتلوها ولم يعوا الدرس.
فالكلمات التي قالها نتنياهو عن المقاتل احمد جرار بغض النظر عن التهم التي ينسبوها له، "وهو انه لن يهدأ لهم بال الا بالوصول اليه" هي الحقيقة الجميلة والتحدي الذي لا يفارق اي رجل او شاب في فلسطين بل على امتداد عالمنا العربي والاسلامي، ففي المقابل سمعت على اذاعة محلية ردود اهله الذي لم يرعبهم او يخوفهم التهديد، بل كانوا مسرورين، ولديهم تحدٍ لم يسبق له مثيل، هي كانت الوقفات التي شهدناها مع زملائنا اثناء الدراسة وهم الان في عليين شهداء، كانوا دائما ملاحقين وقضوا بكبرياء الابطال دون ان ترجف لهم غمضة عين وبقوا على الطريق ومنهم الان في سجون الاحتلال صامدين كما الشجر في ارض الجليل، لا يرهبهم احد.
فان سقط الشهداء او اسر الرجال سيكون عليهم مقاتلة كل جيل وسيكون كل جيل اشرس من الذي سبقه، فنحن في حالة ضعف كبيرة بفعل سياسات خاطئة ولكن بقي الحجر وبقيت البندقية وبقي الصوت عاليا لرفض احتلالهم وبقائهم، وبقيت النساء تنجب رغم الظروف الصعبة.
فهذا حكاية الشعوب المقهورة والمحتلة وليس فقط، حكاية احمد جرار مع احتلال غاصب وقاتل، وسيكون عليهم مقاتلة كل طفل وقتل كل رجل وامراة وشيخ، ولن نقبلهم ولو منحونا جنة في الارض ففلسطين وقدسها جنتنا التي لن نغادرها ولن نستكين وان قست علينا الايام.
اليوم ومن خلال مشاهدة ردات الفعل عبر مواقع الاتصال الاجتماعي وغيرها، تجد ان كل فلسطيني حر هو احمد، وهو درب احمد، فان استطاعوا الوصول لاحمد لا سمح الله سيخرج لهم الف بل مليون احمد الفلسطيني والعربي.