الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

إنّها جنينغراد يا سادة...!!!

نشر بتاريخ: 07/02/2018 ( آخر تحديث: 07/02/2018 الساعة: 11:13 )

الكاتب: خالد السباتين

لمن يسأل من أين يأتي الأبطال نقول لهم من جنين
لمن يسأل من أين يخرج الشهداء نقول لهم من جنين
لمن يسأل عن مصنع الكرامة و العزة نقول لهم جنين
لمن يطلب العلم ليذهب الى الصين ولمن يطلب الشهادة ليذهب الى فلسطين

هي ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي تقدم فيها جنين أولادها ولا شبابها دفاعاً عن فلسطين، هي مصنع الرجال والرحم الذي يلد الأبطال، هي التي سقط على أعتابها جيش شارون المتغطرس، هي التي حاصرها جيش الاحتلال أرضاً وجوّاً، هي التي راقبوا سماءها وما فوقها وأرضها وما تحتها، هي التي طوّقها جيش الاحتلال بدباباته وآلياته، بطائراته ومدرعاته، بجنوده ودروعه البشرية، بكل ما يملكون من تكنولوجيا وأسلحة، قصفوها برّاً وجوّاً، فهدموا فيها الحجر وقتلوا فيها البشر واقتلعوا فيها الشجر، أراد شارون ان يركّعها لكنها لغير الله رفضت ان تركع، فبقيت جنين الرصاصة الثائرة في وجه المحتل والشوكة التي تقف في حلقه...
أحمد جرار الشهيد الذي أربك الجيش بأكمله، أحمد جرار الشهيد الذي واجه دولة بأجهزتها الأمنية، أحمد جرار الشهيد إبن الشهيد الذي صان العهد والوعد، أحمد جرار هو نبض الضفة الذي لم يعرف الهدوء، هو بارودة الثائر التي عرفت هدفها وأصابت عيانها، هو قاهر جيش الإحتلال ومرعبهم، هو الأسطورة الذي لم يستطيعوا كسر شموخه وكبريائه، هو الأيقونة التي كسر الهيبة الأمنية والعسكرية لجيش الاحتلال، طاردوه لأكثر من ثلاثين يوماً، بحثوا عنه فوق الارض وتحتها، استخدموا الطائرات ليراقبوا تحركانه لكنهم فشلوا عدة مرات، أصبح شبح أحمد كابوس يطاردهم وليس هم الذين يطاردوه، استطاع بمفرده أن يعلن حالة الطوارئ في اسرائيل، اجتمعت من أجله جنرالات الجيش و مدراء الأجهزة الامنية ، وضعوا الخطط لاغتياله عدة مرات لكنهم فشلوا ، لكن في نهاية المطاف كانت مشيئة الله و قدره أن يرتقي شهيداً بعد اشتباكه مع جيش مدجج بكافة أنواع الأسلحة مستخدماً بارودة و بعض القنابل اليدوية ، و نحن نقول لهم حتى و ان استطاعوا قتل احمد لكن البطون ستبقى تنجب احمد و ستبقى المقاومة فكرة و سيدرك العالم أن الأفكار لا تموت بل تتوارثها الأجيال و ستبقى رائحة الرصاص عطرا فواحا في مسيرتك يا أحمد وستبقى أنت الشجرة الطيبة التي أصلها في الأرض و فرعها في السماء فكلما قتلوا أحمد سيولد ألف أحمد ...
السؤال الذي نكرره مرة أخرى هل ألقى احمد حجراً في مياه المقاومة المسلحة الراكدة ؟؟
لربما يكون أول الغيث أحمد و لربما سنسمع في الفترات القادمة المزيد من العمليات المسلحة في الضفة ، فالمرحلة القادمة قد تشكل منعطفا خطيرا ، فترامب و فريقه و نتنياهو و حكومته المتطرفة لم يتركوا خيارات للفلسطينيين الا العودة للعمل المسلّح ، بالرغم من محاولة الشعب لاستخدام المقاومة الشعبية السلمية لكن نتنياهو لا يريد لا سلام و لا سلمية رافضاً كل أشكال المقاومة ، فقد اعتقلوا الأطفال و قتلوا الشبان و هدموا المنازل و طاردوا الصحفيين و حاصروا المدن و القرى ، فالبرغم من كل تلك الممارسات العنصرية لن يستطيعوا أن يثنوا الشعب الفلسطيني عن المطالبة بحقوقه و حريته و استقلاله ، و هنا نحذر من انسداد الأفق السياسي و فقدان الأمل وعدم وجود الحلول و حصار غزة كل ذلك سيؤدي حتماً الى انفجار لن تستطيع جيوش العالم السيطرة عليه و حينها ليبحث تراب عن مخرجاً لوعده .
ترامب و نتنياهو قرروا أن يتحدّوا الشعب الفلسطيني و الشعب وافق على هذا التحدي وأطلق العنان ليواجه هذا القرار الجائر وسط الصمت الدولي و فشل الامم المتحدة و مجلس الأمن بتطبيق قرارته و سيثبت الزمان ذلك وستكون الايام القادمة حبلى بالمفاجأت التي لن تسر نتنياهو و جيشه .
ليدرّس أحمد في كتب التاريخ و لتنقل الجامعات و المعاهد العسكرية في العالم الى جنين و لتمنح الرتب العسكرية من هناك فعندما كتب غسان كنفاني جملته الشهيرة "تسقط الاجساد لا الفكرة" كان يعلم بأن هناك أجيالاً تتوارث المقاومة وأحمد جرار ليس النهاية بل سيبقى الحبل على الجرار و ستبقى فلسطين تنجب الثوار و سيبقى هذا الشعب يقاتل حتى تشرق شمس النهار أحمد كنت العبد الذي هدمت فوق رؤوسهم المعبد .
"طلقة بطلقة ونار بنار ... يرحم روحك يا جرار"