السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحتلال يعيد فتح الحساب مع أم شهيد

نشر بتاريخ: 07/02/2018 ( آخر تحديث: 12/02/2018 الساعة: 15:52 )
الاحتلال يعيد فتح الحساب مع أم شهيد
بيت لحم- خاص معا- كانت الساعة الثانية فجرا، عندما داهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال وعناصر ما يسمى حرس الحدود و"اليمام"، منزل عائلة الشهيد محمد شماسنة في بلدة قطنة شمال غرب القدس المحتلة، بهدف اعتقال ابنة العائلة القاصر سارة البالغة (14 عاما).
عملية الاعتقال التي حدثت يوم 31 كانون الثاني الفائت، لم تكن في حسبان العائلة التي استشهد ابنها بتاريخ 12 تشرين الأول 2015 في مدينة القدس، يقول يوسف شماسنة: بدأوا بمحاصرة منزلنا عند الساعة 12 ليلا ليقتحموه عند الساعة الثانية فجرا، ويعتدوا على شقيقتي فاطمة (19 عاما) والتي أصيبت بجروح في ساقها، ثم أخذوا باعتقال شقيقتي سارة وحاولوا اخراجها من المنزل دون ان تتمكن من ارتداء غطاء الرأس.
وأضاف يوسف وهو شقيق الشهيد محمد، وأمضى 8 شهور في سجون الاحتلال، أن والدته رسيله (48 عاما) رفضت أن يقتاد جنود الاحتلال ابنتها القاصر لوحدها وأصرّت على مرافقتها، لتفاجأ العائلة بأن الأم والبنت أصبحتا رهن الاعتقال ويخضعن للتحقيق.
وقال يوسف لوكالة معا: إن والدته اعتقلت بعد جنازة الشهيد محمد وتم التحقيق معها حول مشاهد عرضت لها وهي تحمل السلاح في جنازة ابنها، وفي أعقاب ذلك أفرج عنها، متسائلا: لماذا بعد عامين ونصف عادت سلطات الاحتلال لتعاقب العائلة من جديد؟.
ويؤكد يوسف شماسنة أنه صدم عندما شاهد والدته وشقيقته وهما تُعرضان أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية يوم الاثنين الماضي، يقول كان أنف سارة مكسورا ويد أمي مكسورة أيضا، كان واضحا تعرضهن للتعذيب خلال التحقيق معهن، وطلب المحامي من المحكمة أن تعرض التصوير الذي يوثق التحقيق لكن المحكمة رفضت طلبه، ومددت اعتقالهن حتى يوم الاثنين القادم.
بدورها قالت فاطمة شماسنة لـ معا إن والدتها اتصلت بها وأخبرتها عن ماجرى لها ولاختها سارة في التحقيق، مؤكدة أن المحققين عرضوا عليها فيديو لمحمد قبل استشهاده لم يعرض عبر وسائل الأعلام، وتقول الأم في الاتصال "سمعت صراخ محمد وهم يعذبوه"، وتضيف فاطمة، أن امها اخبرتها بانها أصيبت برجفة في الجسد وأخذت تصرخ لينقلها بعد ذلك المحققون إلى غرفة ثانية تواجدت فيها ابنتها سارة، فأمسك الضابط سارة وضرب رأسها بالحائط ليكسر انفها ومن ثم يوجه لها صفعتين على وجهها، الأمر الذي أثار غضب الأم التي هاجمت الضابط رغم القيود التي كانت في يديها ورجليها.
وتضيف فاطمة لـ معا تروي ما قالته لها والدتها في الاتصال، بعد ان هاجمت أمي الضابط أدخلوا حوالي 20 جنديا للغرفة انهالوا بالضرب على الأم التي سقطت على الأرض مغشيا عليها لحوالي ساعة كاملة.
وتتحدث فاطمة عن حالة أمها وشقيقتها داخل المحكمة، وتقول إنها شاهدت سارة وقد تورم انفها بشكل كبير كما بدا منحرفا دلاله على الكسر، بينما الام كانت ترفع الملابس عند يدها لتري فاطمة آثار الجروح والكدمات التي أصيب بها، دون أن تتلقيان العلاج.
فاطمة، روت ما حدث ليلة الاعتقال، التي وصفتها بليلة رعب رهيبة، تقول إن عشرات الجنود دخلوا للمنزل، وبمجرد رأوا سارة أخذوا بالصراخ عليها ولكنني سحبتها للغرفة كي تتمكن من لبس منديلها وحذائها، فحاول الجنود منعنا واخذوا بسحب سارة وانا كنت اتشبث بها بكل قوة واحتضنها بينما كانت أمي تصرخ، حتى مكنتها من لبس المنديل والحذاء، وهم يهاجموننا ويضربوننا.
واضافت بعد أن لبست سارة الحذاء "خاوة" اقترب مني جندي ذو بنية قوية وركلني داخل الحمام، لتهجم علي بعد ذلك 6 مجندات ويبدأن بضربي، ثم اغلن علي الباب وأخذن يطفئن الضوء ويضئنه، وخلال ذلك كان صراخي شديدا فاضطروا بعد خمس دقائق لفتح الباب وخرجت مسرعه رغم محاولاتهم منعي وحضنت سارة وودعتها.
وتؤكد فاطمة أن جنود الاحتلال رفضوا أن ترافق الأم سارة، لكن الام خافت على ابنتها لان الجنود رفضوا ان يتلفظوا بكلمة واحدة باللغة العربية مما زاد قلقها على ابنتها فأصرت على مرافقتها، ليتفاجاوا بعد ذلك أن الام باتت متهمة ورهن الاعتقال أيضا.
وخلال المحكمة، تقول فاطمة إن المحامي طالب الجنود بعرض التصوير الذي صوروه خلال اعتقال الام وابنتها وهو الامر الذي تم امام مرأى العائلة كما تؤكد فاطمة، إلا أن الجنود انكروا التصوير، واصبح ادعاء الاحتلال أن الام كانت هي الاخرى مطلوبة للاعتقال الأمر الذي تنفيه بشدة العائلة.
بدوره نفى يوسف شماسنة ما نسبته الشرطة الإسرائيلية لوالدته من تهم تتضمن حيازة سلاح والتحريض والتخطيط لتنفيذ عملية، كذلك اتهام اخته سارة بالتخطيط لتنفيذ عملية، وقال إن والدته كأي أم شاهدت ابنها شهيدا بعد 30 يوما من الاحتجاز في الثلاجات، وهو انفعال طبيعي ما حدث في جنازة شقيقي، وهذا حدث قبل عامين ونصف فلماذا اليوم عادوا ليثيروا نفس الموضوع الذي كانوا قد اعتقلوا والدتي على خلفيته في حينه؟، كما نفى الإدعاء بأن شقيقته اتصلت بالشرطة وهددت بتنفيذ عملية، قائلا إن ما ورد محض كذب لا أكثر.
واستشهد الشاب محمد (23 عاما) يوم 12 تشرين الأول، حيث زعمت قوات الاحتلال أنه حاول الاستيلاء على سلاح جندي في محطة الحافلات المركزية، ليقوم مستوطن بضربه بشكل مبرح وإطلاق النار عليه، مما أدى إلى استشهاده وإصابة 2 من المستوطنين بحسب ادعاءات سلطات الاحتلال.
يشار إلى أن شقيق الشهيد معتصم شماسنة يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي ويقضي حكما بالسجن مدته 17 شهرا.
أعده: كريم عساكرة