الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحرب على قطاع غزة.. إحتمالات وأهداف

نشر بتاريخ: 08/02/2018 ( آخر تحديث: 08/02/2018 الساعة: 09:33 )

الكاتب: محمد حجازي

أثارت تصريحات رئيس هيئة الاركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت أمام الحكومة الإسرائيلية، بشأن تقيم الوضع والتهديدات المحتملة لإسرائيل عام 2018 بخصوص جبهة الجنوب، أي مع قطاع غزة قال آيزنكوت : إن إحتمال نشوب حرب مع قطاع غزة في عام 2018 ترتفع بسبب الازمة الإنسانية المتصاعدة في القطاع ، وان إحتمال الحرب في هذه المرحلة ليس عاليا جدا , ولكن يزيد مع أي تصعيد من الممكن أن يحدث ، والصحفي براك رافيد مقرب من صناع القرار في إسرائيل يقول: خطر حرب أخرى مع قطاع غزة يتزايد بسبب تدهور الأزمة الإنسانية، جاءت هذه التصريحات والكثير مثلها أثناء عمل الجيش الإسرائيلي لمناورات عسكرية شاملة في الشمال والجنوب , أي مع جنوب لبنان وقطاع غزة رافق كل هذه التصريحات والتقديرات في الاوساط الفلسطينية جدلا حول إمكانية نشوء حرب مع إسرائيل، وعن إحتمالات الحرب يمكن تسجيل الملاحظات التالية المواقف الإسرائيلية التي تربط إحتمالية الحرب مع القطاع مع تدهور الأوضاع أي مع لجوء حركة حماس التي تحكم القطاع إلى الحرب، وتصدير الأزمة مع إسرائيل للوصول إلى صيغة ما لفك الحصار عن القطاع، وإيجاد حلول جذرية للمشاكل الإقتصادية والحياتية للناس، كالكهرباء والمعابر والمياه وقبل كل هذا تسريع المصالحة، هذه الرؤية الإسرائيلية مستندة إلى تجاربها في الحروب الثلاث الماضية، التي كانت تسعى منها حركة حماس إلى فك الحصار وإلى رزمة حلول إقتصادية.
إزاء هذا السيناريو لا اعتقد أن حركة حماس تسعى للحرب في هذه المرحلة، لعدة اسباب في مقدمتها ان الناس في القطاع لا تحتمل حربا أخرى، وتدمير آخر للبيوت و للأبراج السكنية وللمنشآت في ظل تباطئ برامج إعادة الإعمار , فبعد مضي أربع سنوات عن الحرب الماضية ، مازال الكثير من البيوت و المنشآت مدمرة ، ناهيك عن حجم الخسائر البشرية الهائلة , لا أعتقد أن احدا في القطاع يتحمل حربا أخرى , إلا إذا فرضت علينا ، حركة حماس إتخذت قرارا بتجنيب القطاع حربا أخرى لأن كل المراهنات على مفاوضات فك الحصار وتحسين الحياة في القطاع وفتح المعابر كلها لم تتحقق وكانت سرابا .
حركة حماس في المرحلة المقبلة مازالت تراهن على المصالحة و الخلاص من عبء القطاع المحاصر ، بالرغم من حالة الجمود و الركود التي تعاني منها المصالحة .
خاضت إسرائيل ثلاثة حروب مدمرة على قطاع غزة ، وفق رؤية عسكرية و سياسية , كانت تهدف إلى ضرب البنية العسكرية للمقاومة وخاصة المقذوفات الصاروخية محدودة التأثير , إلى جانب إرسال رسالة لحركة حماس بأن حكمها للقطاع يجب أن يكون له ثمن ، و الثمن من وجهة نظر إسرائيل هو ضبط إطلاق الصواريخ و منعها، أي معادلة هدوء مقابل الغذاء وتطورت في حرب عام 2014 هدوء مقابل عدم تدمير القطاع ، هذه الرؤية هي التي تحكم العلاقة بين إسرائيل وحكم حماس ومع القطاع، ذلك لان إسرائيل مشكلتها الأساسية مع القطاع هي الكتلة البشرية حوالي 2 مليون فلسطيني في شريط ساحلي أصبح بلا موارد وفي مساحة ضيقة، هذا ما يؤرق إسرائيل، حاولت في حروبها الثلاثة إزاحة هذه الكتلة البشرية بإتجاه الجنوب أي سيناء المصرية ولكنها لم تفلح، ووضعت الكثير من السناريوهات والخطط لتوطين الغزيين في سيناء، لكنها فشلت وستفشل، لأن حل مشكلة القطاع والتضخم السكاني يكون بإتجاه الشمال، العودة إلى أراضيهم أو عبر مشاريع إسكان في الضفة الغربية.
في حرب 2008 أولى الحروب الحديثة على القطاع , اشار ديسكن وهو كان رئيس إحدى الأجهزة الأمنية في إسرائيل ، بأن هدف الحرب على قطاع غزة خاضع للمعادلة التالية : تستطيع إسرائيل إحتلال قطاع غزة و القضاء على حكم حركة حماس ، ولكنها عليها أن تجيب على سؤال هام ومصيري في اليوم التالي ، ماذا ستفعل بقطاع غزة؟ هل تعيد الإدارة المدنية الإسرائيلية للقطاع وتتسلم الصحة و التعليم و جيوش العاطلين وتصح قوة إحتلال حسب القانون الدولي، أي تكلفة عالية للإحتلال ، أم نعيد القطاع للقيادة الفلسطينية في رام الله ونوحد الفلسطينيين الأمر الذي نخشاه الهدف الذي سعت لأجله إسرائيل ، إلى جانب هل يقبل الرئيس أبو مازن أن يرجع لغزة على ضهر دبابة إسرائيلية " بالتأكيد لا يقبل " إذن لا خيار أمام إسرائيل و الكلام ليؤاف ديسكن بان تحافظ على حكم حماس التي تستطيع حكم القطاع وضبط ومنع إطلاق الصواريخ وفق معادلة يتفق عليها " هدنة " ولكن على حماس أن تعرف ان حكمها للقطاع مرهون فقط بالهدوء وعدم إطلاق الصواريخ. 
اختارت إسرائيل ما أسمته حينها بهدف جز العشب وإعادة حركة حماس لرشدها، جز العشب يعني ضرب البنية العسكرية للمقاومة.
الإدارة الأمريكية وخاصة بعد تحديد رؤيتها وسياستها في المنطقة، تحتاج للهدوء لتمرير ما تسمية صفقة القرن المزمع طرحها قريبا لا تريد لضجيج الحرب أن يفسد عليها خططها ومشاريعها في المنطقة.