الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

للفقراء في إيلياء انتظار سبارتاكوس من جديد ...

نشر بتاريخ: 10/02/2018 ( آخر تحديث: 10/02/2018 الساعة: 13:38 )

الكاتب: يونس العموري

ونتغنى بأساطير التاريخ، وقد يكون لنا الكثير من حكاياه، ونكتشف بلحظة الزور والتزوير لما كان وبالتالي لما سيكون، انها لحظة الإنكشاف والاكتشاف، فالمعادلة الانسانية تروي لنا الحكاية واصلها، ففي ظل الظلم والظلام لا بد من الثورة والتمرد على الكائن المتخبط بثنايا قصره أمرا من برجه العاجي، هذا الكائن الذي اعطى لذاته الحق بأن يكون السيد واولي أمر العبيد والفقراء، والكل هنا من رعاع العبيد ومن لا يصرخ بوجه الحقيقة عبدا عابدا في مناسكه كرب معبود ... ويكون الانتظار ليأتي سبارتاكوس من جديد لقيادة العبيد القابعين عند اعتاب البلاط ..
يا معشر العبيد في هذا المسمى وطني، العاصمة تغير مسماها واضحت بغير العربية ناطقة، وهم هناك بالمدن المجاورة يصرخون من قصورهم صراخا اجوفا وما من كلام غير كلامهم نحن نعلم حقيقة مرامي الكلمة ومعانيها، قبلتكم الأولى قد أضحت مستهانة ولقمة صائغة باعراف الفرنجة، والعرب العاربة المستعربة يبحثون عن البديل والبدائل والقرية الوادعة قد ظلمها التاريخ مرة اخرى وذنبها انها المجاورة للبيت العتيق، واعلنتها انها لن تكون البديل عن ايلياء عاصمة التاريخ ... والمدينة الريفية المظلومة يريدون لها ان تكون البديل لعاصمة العواصم وتحاول ان تقاوم باللا القطعية الرافضة وان كان تشويهها سيد الموقف ... والوطن الغائب المغيب في هكذا معادلات وسادة اللعبة هناك يرتعون ويلعبون بمسمى الإشتباك مع ( الطرف الأخر ) في المحافل الدولية، وروما التي تصدرت زعامة الأمم أحرقها نيرون ووقفت على الاطلال تبكي لحظاتها، ونهضت من بين ركام الحرق والاحتراق ... واكذوبة المحافل الأممية لغة لا يفهمها فقراء العتيقة وعشاق ايلياء و يقفون على اعتاب بوابات الانتظار لمن ينصر لحظتهم ... واورسالم تلعنهم، ولعنتها ستطال الجميع المتأمر، والشاكي والباكي والجالس منتظرا لمعجزة القدير ...
نجدنا على اعتاب بوابات الانتظار لردة الفعل المنطقية والطبيعية حينما تمتهن الكرامة وتستباح حواري وازقة عاصمة الفقراء والمؤمنين بانسانيتهم …. ومرة أخرى يغزونا السؤال المتكرر منذ ان أُخضعت يبوس في أتون الصراع على واقعها الراهن …. مرة اخرى يداهمنا القلق على مصيرالقحطاني الناطق بلغة الضاد في ازقة ايلياء العتيقة وحقيقة مستقبله ومرة اخرى يأتينا النبأ العظيم المرير والحقيقة الساطعة بأن لا ننتظرهم وهي الرسالة التي تلقفناها ....
باسمائهم يجيئون ويجوبون سويعات في دوائر مغلقة ويرقصون رقصات الوجود على اعتاب البيوت التي ما زالت تنبض بالحب والحكايا للمنتظرين بزوغ فجرهم المتسلل رغما وارغاما …..
هو المشهد الذي لطالما حاولنا تفكيك طلاسمه بلا جدوى… وهي معادلة قد اصبحت في اعراف تجار المواقف موقف ومواقف، وللحكماء مغادرة مواقعهم ووقائعهم حيث انه وفي ظل المشهد المقدسي الراهن، يكون العبور الآمن لاصحاب الفتاوى الدينينة والقانونية واعطواء شهادات الوطنية وتبرير وقائع الواقع بالاستكانة والركون والخنوع، ويكون لهم من عنتريات الكلام بمواقع ومنازلات اخرى بضرورة الجهاد في سبيله.
ايها الرابض على اسوارها لا تراهن عليهم ولا تراهن على ضجيجهم وامكث حيث انت الان واياك ان تتساوق مع لغة السوق الحديثة وان حاولت الاقتراب من صُناع القرار فخلي بينك وبينهم مسافة (فليس بين الرصاص مسافة …) ولا تعبر مواكب امراء الزيف …
إعلم ان ثمة خربشات تغزونا وتختلط الاسماء الدالة عن مكنوناتنا وتسقط لغتنا وسط الضجيج الفارغ المضامين، وامير امراء الفتوى المتربع على العرش يُسقط عمدا وبالقصد المشهود التوجه نحو ايلياء الرابضة على تلة الصمود، والقبلة الاولى قد صارت مرتعا ومتاعا لتجوال احفاد بني قريظة وابناء قبائل خيبر يمارسون اجرامهم تحت الشمس هذه المرة.
وحيث ان الخربشة سيدة الموقف فما كان الا ان يتم وضعنا ما بين حكم الطغاة وما بين الاحتلال والاذلال، والشرق تغرب من خلاله الشمس وقتما تشاء دونما اي شكل من اشكال المواقيت التي شأنها ضبط وقائع اللحظة ….
بالكلام المباشر وبالشكل المُباح وما تيسر من الصدق والممكن، ان الغزوة الاسرائيلية كبيرة وواسعة وبكل اشكال الممكن وغير الممكن وذاك المستحيل والسكوت هو العلامة الفارقة لكل من يتنطح مدافعا على مقامات اللحظة الفارقة ما بين القدس و ( اورشليم ) ...
ووفقا لمقاييس الاحكام الشرعية الصادرة عن المقامات العليا لذوي المقامات الرفيعة لذاك العلامة و اية الله وحجة الاسلام والمسلمين الذي استأسد وصار غضنفرا حينما راح ينادي بكل بقاع المعمورة واستجدى كل الاساطيل لمقارعة عواصم ناطقة بلغة عربية فصيحة والقدس صارخة منذ عقود السنين ولم تلق مثل هكذا استدعاءت اومناشدات.
وكل الأطر التي تسمي نفسها بالاسلاموية والدينية وتلك المنطلقة من قواعد فكرية ربانية يمارسون اليوم كل اشكال التطبيل والتزمير لفقهاء الدين الجديد المتساوق مع اطروحة العم السام وقوانين المرحلة تفرض هذا الشكل من المباغتة حتى تستوي امورهم وفقا لمعايير المرحلة الراهنة التي باتت تفرض عليهم مقاييس اخرى لا علاقة لها بالشرائع الالهية. ويبقى الانتظار مجددا سيدا للموقف.
في القدس يا سادة يا كرام كان الانتظار سيد الموقف وكان الحديث يدور بالدهاليز لعل وعسى ان يقول من يمكن ان يقال معلنا بأن حي على الجهاد … ومفتي الفقراء كان قابعا في زنزانة يُسأل عن معنى الكلام والقصد بالقول وما وراء الافتاء بكل اكاله والوانه والراي والرأي الأخر المسمى بوجهة النظر …. للقدس ان تتساءل عن مغزى ومعنى هذا الصمت المريب وهذا الخنوع والسكون والسكوت عن ابشع جريمة من الممكن ان تستهدف القبة المذهبة التي بارك الرب ما حولها، في الوقت الذي افتى ومازال يفتي شيخ مشايخ طريقة العبادة للدين الجديد محرما شد الرحال الى ايلياء ويحلل التنسيق والاستجداء لقوات العجم والفرنجة بشكل او بأخر للعبور وتدمير دمشق وطرابلس الغرب وباقي العواصم على القوائم منتظرة. فهو انقلاب الموازيين واختلاط المعايير … وانفلات الحق وللباطل جولة في هذه المرحلة وتطويع الباطل لإحالته لحق الأحقية ارغاما.
ايها السادة …. امراء التطبيل والتزمير كانوا ان قالوا ما قالوا من شعارات رنانة براقة بوجوب اعلان حالة النفير العام والاستنفار لنصرة القدس واهلها وتمزيق اتفاقات العهود البائدة وشحذ همم الامة والاطاحة بكل ما من شأنه ان يعيق تحرير عاصمة عواصم الاسلام والمسلمين وتمكين اهلها وبشرها وحجرها من اسباب الصمود والمرابطة …. واكتشفنا بالصمت المتقن واحتراف السكون والسكوت انه الوهم والسراب للاهثين خلفه …
انقلبت الموازين أيها السادة في قبائل روما الحاكمة، ودموع العذارى على معابد الرب قد صارت مشهدًا مزعجًا بأعراف القوانين الغازية لدهاليز كهنوت الضفة الثانية على شواطىء المتوسط.. ومنذ اللحظة قد صار للرواية مكامن أخرى وللحكاية وجهة مختلفة وللعشاء الأخير سيرة متعاكسة بأفئدة القابعين المنتظرين للبعث الجديد للسيد المسيح، وقد يكون ممكنًا منذ الآن تصديق رواية كبير سدنة المعبد القديم بأن ابن البتول ما كان له أن يأتي هناك.. ولم يتكلم بمهده وإن لم يشف المريض ...
وتلوح بالأفق جميلة تخترق الحواجز لتلقي مزاميرها وتجبرنا على الانصياع للنداء الأخير بالربع الساعة الأخيرة بالظرف الراهن، فقد تكون أورشليم قد أضحت الحقيقة ويكون التجوال سيد الموقف لسادة الفقراء في أقاصي الدنيا لنصرة عشاق القدس ومجانينها..
نعتلي المنصة ونمارس فن الصراخ كانعكاس للحظة التوق من قيود دبلوماسية الكلام، وللكلام أن يعبرعن كينونة الخوف فينا من أن تتغير أسماؤنا، ونتوه بصحاري التيه مرة أخرى باحثين لاهثين خلف سراب الماء المتدفق من هناك حيث العطشى للأمل… نقف لبرهة من الزمن قبل الصراخ وافتعال الضجيج… ويكون القرار بأن لابد من ممارسة أعتى أشكال الجنون.